كتاب سبر

يا سعد

أيها النبيل سعد العجمي، بعد مرور سنة على نفيك، أكتب من اسطنبول، منفاي الإختياري، إليك في المملكة العربية السعودية، منفاك الإجباري، ومنبت أجدادك. والسعودية، كما تعرف، تحول الانتماء إليها، عرقياً، في الفترة الأخيرة إلى تهمة تهدد مواطنة الفرد وعائلته، بشرط أن تكون هذه التهمة مصحوبة بدليل قاطع ينفي المواطنة، وهو السكن في احدى الدائرتين، الرابعة أو الخامسة.
بمعنى، إن كنت تسكن في المنطقة الرابعة أو الخامسة، وجذورك سعودية، فعليك أن تتحسس رأسك، وتطأطئ، وتبلع العافية، كما في دستور هذه السلطة، الذي كتبته في سنوات الجدب، واعتمدته، وادعت زوراً أنه دستور الكويت.
ومشكلتك يا سعد أن “التهمة راكبتك وكاسيتك”، فأنت من أصول سعودية، وتسكن الدائرة الخامسة، ولم تسكت عن الفساد، أي لم تبلع العافية، وبذا خالفت دستورهم. لذا لن تستغرب، مثلي، نزعهم المواطنة عنك. بغض النظر عن تاريخ أهلك، ودور جدك، البطل كران، في قيادة الجيش للدفاع عن الكويت، واقتحامه بعض المناطق التي كان كثير من أولئك يخشون اقتحامها.
مؤلم هذا الوضع. كلنا نعلم ذلك. خصوصاً عندما تتذكر أبناءك الذين حُرمت رؤيتهم، وحُرموا رؤيتك. وعندما تتذكر تلك البيوت والشوارع، ونجاحاتك وخيباتك وذكرياتك فيها.
ومع ذا، كأني أراك في وسط الجموع المحتفلة بعودتك وعودة الجنسية إليك. كأني أراك تتنقل بين دعوات العشاء والغداء احتفاءً برجوعك. كأني أراك جالساً تتذكر هذه الأيام، وتضحك عندما تختم حديثك بجملة “غيمة ملوثة زالت”. قبل أن تقرر ويقرر معك عشاق الوطن:”زانت”.