أقلامهم

د.فيصل الشريفي : مفاوضات محلية وإقليمية

لم أتابع تفاصيل ومبررات إضراب النفط، لكني راقبت كغيري نتائج الإضراب وآلية إدارة النزاع، وهل فعلاً تمتلك الحكومة فريقا تفاوضيا يستطيع إدارة هذا النوع من الأزمات وعنده القدرة على تفنيد الحقائق ومقارعة الحجة بالحجة؟
من المعروف أن لجوء النقابات العمالية إلى الإضراب إجراء تكفله التشريعات الدولية، ويهدف إلى إحداث ضرر في الطرف الآخر لإجباره على القبول بالمفاوضات والموافقة على المطالبات، وهذا ما فعلته نقابات النفط نحو تحقيق مصالح منتسبيها.
في المقابل كانت ردة فعل الحكومة عبر مسؤولي القطاع النفطي تائهة، ولم تكن بمستوى الحدث، فحتى بيان الفرق بين البديل الاستراتيجي وسلم الرواتب والميزات المعمول بها حالياً غاب تماماً عن تصريحاتهم، وبعضها جاء مضحكاً كما هي حال الستة آلاف دينار التي أثير حولها الكثير من الجدل.
عندما أقرت ميزات القطاع النفطي وبعض الكوادر، ومنها موظفو مجلس الأمة والفتوى والتشريع وإدارة التحقيقات، كان بمباركة الحكومة، وبعضها تم اعتماده دون وجود أي بيانات أو مبررات يمكن الاستناد إليها عند اتخاذ القرار، في حين كادر القطاع النفطي كان مدعوماً بدراسة كانت محل استنكار رغم محاولات وزير النفط السابق الدكتور محمد البصيري بأنها لن تكلف الدولة دينار واحدا! حالها من حال عقد الداو!
 إضراب كلف الدولة الملايين ومع هذا لم يتم تفنيده ولا شرح أبعاده على الاقتصاد الوطني، ولم تعرف النتيجة النهائية التي توصل إليها الطرفان.
اليمن في قلب الكويت
قال تعالى “وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”. (الأنفال).
من المؤلم استمرار الحرب الأهلية في يمن بلقيس يمن العروبة لأكثر من سنة، والتي جاءت على اليابس والأخضر وعلى الكثير من المنشآت الاقتصادية، وتشرد فيها مئات الآلاف، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في حرب نأمل أن تستطيع الدبلوماسية الكويتية احتواءها عبر تقريب وجهات النظر.   
الأنظار تتجه نحو الدبلوماسية الكويتية التي يقودها سمو الأمير أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، وينفذها الأخ معالي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في طيّ ملف الخلاف اليمني إلى غير رجعة، والبدء بإعادة الإعمار، سائلين المولى عز وجل أن تتكلل مساعي دولة الكويت في لمّ الشمل وحقن دماء إخواننا وأن يكون سلاماً عادلاً ودائماً يعم ربوع اليمن.
ودمتم سالمين.