أقلامهم

عبدالعزيز الفضلي : إنسان غير محترم!

كسب احترام الآخرين معنى عظيم يحرص على تحقيقه كل إنسان يشعر بقيمة نفسه وتقدير ذاته، ولذلك تجده يتجنب كل موقف أو تصرف يجعله غير محترم عند الناس.
ومن أشد العبارات ألما على النفس والتي قد تقال لك مباشرة، أو قد يصفك بها الآخرون من ورائك: «أنت إنسان غير محترم».
أحيانا يخسر الإنسان احترام الآخرين بسبب ثيابه وهيئته ومظهره الخارجي، فالبعض لا يهتم بنظافة وترتيب هندامه، فتجد ثيابه رثّة، والرائحة التي تنبعث منه كريهة، فيسقط احترامه عند الناس خصوصا إذا علموا أن بإمكانه ماديا أن يبدو بصورة أفضل من التي هو عليها.
وأحيانا قد يهتم الإنسان بمظهره الخارجي ويبالغ في ذلك، لكن عباراته وطريقة كلامه تجعله يسقط من عيون الآخرين، ولسان حال الناس «آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه».
نتعرض إلى الوقوف في طوابير طويلة، سواء في المراجعات الرسمية أو خلال المناسبات الاجتماعية (الأفراح – العزاء) وهناك من يتجاوز الطوابيرمن دون ضرورة كي يكون في المقدمة! ومثل هذا لا يستحق الاحترام.
عندما تقع بعض الأحداث السياسية يلتفت الناس إلى المشايخ والعلماء ليروا منهم الحكم الشرعي، ويفقد العالم احترام الناس إذا شعروا أن الفتوى بعيدة عن الشرع، وأنها إنما صدرت لترضي أصحاب النفوذ، أو أن وراءها مكاسب دنيوية.
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم… ولو عظّموه في النفوس لعظّما
ولكن أهانوه فهان ودنّسوا… مُحيّاه بالأطماع حتى تجهّما
الإعلامي الذي يظهر عبر الفضائيات أو نسمع صوته عبر الأثير لا بد أن يحترم جمهور المستمعين والمشاهدين، خصوصا إذا كان في قنوات رسمية، وكم استاء الناس من أحد مقدمي البرامج في قناة رسمية وهو يُدلع زميلته في البرنامج ويناديها «مشمش»!
بعض الناس يتناقص احترام الناس له إذا أكثر التردد على أبوابهم، من أجل قضاء بعض الحوائج الدنيوية، وقد يكون بعضها غير مُلحٍّ ولا ضروري، وليته أخذ بالوصية النبوية «ازهد بما في أيدي الناس يُحِبك الناس».
بعض المديرين والرؤساء يفقد احترامه عند مرؤوسيه عندما يرونه اتخذ المنصب تشريفا وليس تكليفا، فتراه آخر من يحضر للعمل وأول من يغادر المكتب، ثم هو يُطالب الموظفين بالالتزام، ويُوصّيهم دائماً: «حلّلوا معاشكم»!
في الحياة الزوجية لا بد أن تحرص المرأة على كسب احترام زوجها، بتقدير ظروفه وتعبه، وأن تتجنب الوقوع بما قد يدفعه إلى الإساءة إليها أو إهانتها، ولذلك كان من أعظم الوصايا للزوجات ألا تنطق في حال غضب الزوج وانفعاله.
تقول إحدى الفاضلات: «زوجي حبيب ومتعاون، لكنه إذا غضب لا يتمالك نفسه، لذلك ألتزم الصمت ساعة غضبه، وسرعان ما يعود إلى طبيعته، وبذلك أُكرم نفسي من تعريضها للإهانة، حتى ولو أعقبها اعتذار الزوج بعد ذلك».
بعض الأبناء قد يقع في الخطأ وقد يسعى الوالدان إلى تصحيح خطئه بالكلمة الحسنة والأسلوب الهادىء، ولكن بعض الأبناء والبنات – هداهم الله – يُصر على خطئه، وبعضهم قد يرفع صوته على والديه مما قد يدفعهم إلى إهانته والتقليل من شأنه من أجل إسكاته. فيكون الولد بذلك قد وقع في عقوق الوالدين، وخسر كرامته التي كان بإمكانه أن يحافظ عليها.
هناك مواقف عديدة قد يرتكبها الإنسان توقعه في دائرة «عدم الاحترام»، لذلك نقول باختصار: «أنت بذاتك من تملك أن تفرض احترامك على الآخرين، أو تسقط هيبتك واحترامك من عيونهم».