كتاب سبر

إيران تعزز فرص خروج المهدي بإرسال الأطفال للقتال في سورية!

إيران تجند الأطفال ولا تنكر هذا بل تصنع لذلك نشيدا
على ماذا يدل هذا؟
تعال قبل ذلك لندقق بما تقوله إيران.
إنها تعتبر ما يجري حربا مقدسة شعارها حماية (الكعبات) المقدسة، وأن زينب لن تسبى مرتين!
أما من الذي سبى زينب فدع ذلك لروايات تاريخية حمقاء لا يقبلها عقل ولا منطق.
لكن الفرية بالنهاية لها مسارها وتلبي المآل الذي يستغرق به هؤلاء، فهي معركة ظهور المهدي عجل الله فرجه!
هذا شعار ويقين لدى القيادة الإيرانية، وعن ذلك يقول مستشار مرشد هؤلاء علنا بأن جيش المهدي معظمه إيراني وأنه سيحرر مكة، سيجعل الدماء فيها إلى الركب!
ملحوظة: تسجيل مستشار علي خامنئي موجود ومتاح على موقع يوتيوب وقد سبق أن أشرت إليه مرارا.
وهنا ينبغي فحص المسألة بمعايير البشر فالحقيقة أن هذا هوس أسطوري غير قابل للمعاينة لكنه يعطي الدليل على أن هؤلاء يعانون من وضع كارثي فإيران دولة من 80 مليون نسمة أقل من نصفهم (الفرس) ينالون السيطرة بدولة دستورها ينص على أنها دولة الإمام الغائب وقائدها الأول نائبه حتى يرجع!
وإيران بهذا ومنذ مجيء مرشدها الأول الخميني مارست (استعمارا) على القوميات ودين الإسلام (السني) وعبر نكوص ضد الجميع لمصلحة تمهذب صفوي، بعد أن تم تضليل الآخرين واستغلالهم لإسقاط الشاه، وأقصد هنا العرب والبلوش والأكراد والأذريون الذين شاركوا بالثورة  وألقوا السلاح وأوقفوا مختلف الأنشطة الاستقلالية أملا بدولة تحترمهم، ويتوقف فيها التمييز العرقي والمذهبي ويعيش مواطنوها على أسس المساواة وتدار بأسلوب اللامركزية واحترام الخصوصيات وهو ما وعد به الخميني كذبا في باريس، ثم تراجع عنه وتنكر له بمجرد أن تناوله ملالي التخلف العقلي من حوزتي قم ومشهد فور ترجله من سلم الطائرة فبدأت عملية التنكيل بكل الأطراف، وأقيمت دولة (الإمام الغائب المنتظر منذ 1200سنة) ووضع مبدأ تصدير الثورة وصار كل من لا يقول بهذا كافرا مجرما يستحق القتل والعزل.
ثم دخلت الحرب الإيرانية العراقية لتبرر هذه العقيدة الهيستيرية فتتيح السلوك العنصري القومي والتمذهبي مما نراه في  خطابهم الدعائي، ونشأ عن ذلك امتداد الهوس بظهور المهدي الخرافة إلى الآخرين مما يؤشر عليه أن معظم قادة العراق الحالي (مثلا) قاتلوا بجيش (الإمام) ضد بلادهم، وقاد هذا إلى المزيد من المهالك في واقع إيران المعيوش عبر فشل متواصل (لدولة الإمام) أصبح معه الإيمان الخرافي والتحصن بالأوهام والأحلام هو الملجأ والملاذ لهيمنة النظام وبقائه ونظرية يحتاجها كنظام شمولي يرى بعينيه علامات سقوطه وفشله الشامل.
واستخدمت الحرب مع العراق لإطالة عمر النظام بإطلاق الشعارات الطائفية الموغلة في الوهم بتحرير كربلاء للانطلاق منها إلى تحرير القدس!
وكما رسم عبدالله بن سبأ ملامح الدين المجوسي لمواجهة دين محمد صلى الله عليه وسلم رسمت الصهيونية العالمية ملامح شعارات الملالي ضد إسرائيل وكان الغرض خبيثا ونرى نتائجه الآن وهو إشعال الفتن والحروب الداخلية في العالم العربي وتحقيق اختراق تخريبي في قضية فلسطين يتم عبره التخادم الذي يحقق غرض الجانبين وهو دولة يهودية مستقرة لا يقترب منها خطر، ودولة مهدي سيخرج فيعيد امبراطورية الفرس ملفوفة بشعار أهل البيت.
وليس أفضل من هذا الحلم لدين خيالي لا أفق أمامه وغير مُتقبّل أو قادر على الغلبة، فذلك يجيب على الإيمان الهوسي للشعب الفارسي، ويلبي طموح النخبة العنصرية المتطلعة لتحقيق الحلم الامبراطوري الانتقامي من العرب بهزيمتهم، وعبر دينهم هم وبقيادة رجل منهم (المهدي) كتبرير لاهوتي للتنكيل بهم.
وقد دلت على هذا أحداث كثيرة متوالية كان منها التصعيد اليهودي لإيهام (المسلمين) بعداوة مع (دولة المهدي) هذه وعبر ما يسمى حزب الله الطائفي، لكن الأحداث على الأرض فضحت كل هذا وقبل الذي نعايشه من تواطؤ إيران وإسرائيل للإبقاء على النظام العلوي في سورية، فرأينا المعارك بين الحزب اللبناني وجيش إسرائيل كرتونية تلفزيونية لا تسفر عن ضحايا يذكرون في إسرائيل، لأن دور هذا الحزب الأساسي كذراع مجوسية هو ذبح العرب المسلمين، ورأينا كل المعطيات والتحليلات والتهديدات تفضي إلى توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية مدعومة أميركيا للمنشآت النووية في إيران دون أن يحدث ذلك ثم رأينا الغرب يسفر عن توجهه الحقيقي باستخدام هؤلاء الملالي كغطاء لحملته الصليبية على الأمة وإطفاء الصراع مع اليهود في فلسطين وإشغال الأمة بالحرب بعهم والتشاغل معهم، فمنحهم السيادة على العراق وشجع أدوارهم التخريبية وأطماعهم التوسعية ضد السعودية وبلدان الخليج العربي وإطلاق أيديهم في سورية يمارسون احتلالها على الملأ، ويتدخلون لتدمير ثورة شعبها الشرعية، ويغرزون شوكة في الخاصرة اليمنية حتى ظن هؤلاء أنهم السادة وحازوا السيادة، وأن هذه بوادر الظهور لمهديهم الخرافي المختفي منذ ما تجاوز أعمار الأنبياء والرسل وأوائل الآدمية على الأرض وحسب الغرب أنه سيمرر بهذه (الفوضى الخلاقة) ما أخفقت بإنجازه الحروب من (يهودية دولة إسرائيل) وسيطفئ وهج عدو متربص يقض مضاجعهم بدين الختام فإذا بمشروع عربي إسلامي صميم ينهض من بين الركام بقيادة ملك تاريخي مؤمن قرآني، فيمزق أحلامهم وأحلام الغرب الكافر ويذرها في الرياح.
جاء سلمان بن عبدالعزيز من (مخزن) الدين المحمدي الأصلي الأصيل، ومن أرضه وكعبته وبلاده الأولى، وهو كحاكم صرف على نفسه كثيرا من التأهل فكان الأقرب من بين أخوته إلى المؤسسة الدينية حارسة الدين الصحيح، وكان الأحفظ بينهم للقرآن، والأدرك من الجميع لضحالة وبؤس وخطر دين المجوس.
والأخطر من كل ما سبق أن سلمان هذا كان الأقرب إلى فهم قضية فلسطين فهو منذ أن بدأت النكبة الفلسطينية يترأس لجنة شعبية لدعم الشعب الفلسطيني، وبهذه الصفة كان الأقرب إلى فهم أن مشروع الأمة حضاري وتعميري ونهضوي بالأساس، وأن لجزيرة العرب دورا لا بد أن تستعيده من المتطفلين الطارئين وأن النصر في فلسطين وفي غيرها يتطلب عملية إنهاض لروح الأمة في المبتدأ، وسيلا من الحراك الاستراتيجي الجامع لأمة الإسلام على أهداف واحدة.
وبكل الحكمة والواقعية أدرك هذا الملك الرشيد أن الوقت لن يسعفه لتقدمه بالسن نسأل الله أن يطيل في عمره، فجاء وبضربة واحدة بجيل الشباب وولاه دفة المسؤولية، ثم التفت إلى تمزق غير ذي جدوى عانته بلاده من الصراع التركي المصري، فتصالح مع تركية وأبقى على العلاقة مع مصر وجعل ذلك بأفق من الشراكة الاستراتيجية مع الجانبين – التركي والمصري – ثم أقام حلفا استراتيجيا إسلاميا رادعا أقبلت عليه دول الإسلام الكبرى مواقف موحدة ثم أطلق مشروعا للإصلاح وبناء سعودية عملاقة جديدة، وأحدث نشاطا داخل مجتمعه لم يكن موجودا من قبل، فإذا بكل ذلك يزيد من رعب هؤلاء الملالي، فالرجل لا يكترث للهوس الغربي بالتصالح مع إيران ويعبر عن ذلك بإهانة رئيس الولايات المتحدة ويكرر ذلك مرتين، في الأولى اعتذر عن مؤتمر قمة (كامب ديفد) كان المتوقع أنه متلهف عليها مع حليف مراوغ، وفي المرة الثانية لم يذهب إلى المطار لاستقبال الرئيس أوباما القادم إلى بلاده بينما هو مُستقبل لنظرائه الخليجيين ممن سيعذرونه لصحته وسنه إن أحجم بل واستقبل من هم أقل منه مرتبة كأولياء العهد أو ممثلي قادتهم (أبو ظبي ومسقط).
وبين هذه وهذه، أطلق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تهديدا صارما استهدف الأصوات الأميركية المهووسة بمناهضة السعودية وركوب موجة إيران ما أحدث رعبا داخل المؤسسة الأميركية لأن السعودية ليست نظاما كنظام جمال عبدالناصر أو صدام حسين، يسهل كسر ظهرها بسرعة،فهي تقوم على أدوات عملاقة ملموسة وقائمة على الأرض وفي صلب الاقتصاد الأميركي، من أعظم احتياطي وأكبر إنتاج للنفط وقوة بترودولارية مرعبة، وأثر استثماري عتيد، فوق أنها مدرعة باحتضان أعظم رموز الإسلام (الكعبة وقبر النبي) فلا يمكن تبرير أي اعتداء عليها.
وجمع الثقل السعودي معه بلدان الخليج كلها ومن بقي من المنظومة العربية المفككة والمعطوبة (مصر والمغرب والأردن والسودان وجيبوتي ألخ) أصاب المجوس بالهلع، فهو يحدث بينما حلمهم الخائب يتحطم على صخرة النهوض العربي، ففي العراق نكبة، وفي سورية لا أفق لبقاء حليفهم وفي اليمن يتوسل حلفاؤهم الخبز وتوقف القصف، وفي لبنان تتهدم دولة الثلث المعطل وتوشك على الإفلاس، أما داخل أيران نفسها فعلى وشك الثورة!
هذا ما يوجب ملاحظة هذا الجنون الإيراني المجوسي الذي ينشر الأناشيد لتجنيد الأطفال!.. فمن سورية سيتم سحق المشروع الإيراني في العراق وحذفه من لبنان، وصولا إلى إركاعه بتدفيعه فواتير أعماله الإرهابية والإجرامية على امتداد العالم، ثم رده إلى الغرب ملفوفا بأكياس القمامة.
ملحوظة: لعل كثيرا من الناس لم يلحظوا كيف مر (تنظيم) هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذه السلاسة وباحتجاجات لم تتعد “تويتر”!..
يعود ذلك إلى أن هذا الملك لم يأخذ فترة طويلة بين العمل التنفيذي، فهو خرج من الناس وإليهم قبل أن يستوعبه المضلِّلون وأصحاب الهوى والفوائد وكانت جولته وولي العهد على كبار العلماء قبل إقرار التنظيم فتم الاستئناس برأيهم ونيل موافقتهم للجم من سيحاول التحرك ضد القرار، بعد قناعة ويقين بأن عقيدة الملك هي أن (كل) الدولة حارس للإسلام وقائم به (أمرا) و (نهيا) وليس عبر جزئية محدودة من الدولة انحصر عملها بما هو معاشي واجتماعي، ففي دولة (المشروع) تختفي التفاصيل والخلافات الجزئية لصالح المنجزات الأكبر والتي يتحقق عبرها ما هو أقل إلحاحا وأهمية بالتوالي التلقائي، ومن دون إرهاق المجتمع أو تجميده بل بإطلاق طاقاته الكامنة ورفدها بالحيوية والانتعاش، فالسعودية بلد الإسلام ولن يكون معيارها خارج هذا بأي حال من الأحوال.