كتاب سبر

هل نحن شعب ذكي..؟!

نحن شعب لسنا بشعب ذكي ولا تعاملنا السلطة على إننا شعب واعي وذكي، ولن أقول بأنها تعتبرنا أغبياء هي وزمرتها، فعندما يخرج ويصرح أزلام السلطة تجدهم يقولون “الكويتي مفتح باللبن”، ولكن للأسف تصريحاتهم هذه ما هي إلا تخدير لتصديق ما يريدون منك تصديقه.
وحتى لا أجرح مشاعر الرقيقين من أبناء شعبي سأكتفي بما قد يتوصل له عقلك إن فهمت ما سأكتبه، وعندها ستعلم إن كنت “مفتح باللبن” كما تقول لك السلطة، ولا “غبي” كما هي تراك؟
هل نحن شعب ذكي؟
عندما يصدّعنا إعلام السلطة طوال شهور إن وزيرة الشئون “حدسية” وإنها تنفذ أجندة “إخوان الشياطين”، وعندما يقدّم استجواب لها يتسابق الإعلام بإبراز التصريحات الداعمة لها من الإسلاميين لإثبات “حدسيتها”، وبعد كل ذلك، وعندما تمر بالكويت أول أزمة بعد استجواب الوزيرة وهو إضراب القطاع النفطي، يخرج علينا أيضا إعلام السلطة ليخبرنا إن هذا الإضراب هو من فعل مستشار “إخواني مصري” يدعى “صفوت” كان يعمل بوزارة الشئون وتم إنهاء خدماته من قبل الوزيرة بسبب ميوله الإخوانية، أي أن الوزيرة “الإخوانية” أنهت خدمات مستشار لديها بسبب ميوله “الإخوانية”!
وفجأة يتم تداول هذا الخبر في الواتس آب ويكون حديث الدواوين، وبدأ الأغلب يتهم الإخوان بالوقوف خلف الإضراب لتدمير اقتصاد الوطن..
بالله عليكم هل يصدق هذا الخبر شعب يمتلك ذرة عقل؟
هل نحن شعب ذكي؟
عندما يوضع منع سفر على أحدهم بسبب اختلاسه أموال الدولة، وفجأة يتم رفع منع السفر عنه ليذهب ويعتمر في “لندن” ولا يعود بعدها، فيخرج علينا الناطق الرسمي باسم السلطة ليبلغنا أن من رفعوا عنه منع السفر وتركوه “يعتمر في لندن” قد طالبوا الإنتربول لضبطه وإحضاره مخفورا، رغم إنه لم يحاكم ويصدر بحقه حكم إلا قبل يومين، ولا يزال الحكم أصلا غير نهائي!
فهل هذا الشعب تعتبره السلطة ذكي وتتعامل معه على إنه ذكي؟
هل نحن شعب ذكي؟
عندما يعقد مجلس وسلطة جلسة لمناقشة تطاول أحدهم على دولة خليجية، وتخبرنا السلطة في الجلسة إنها ستتخذ ضده الإجراءات القانونية، رغم رفض مجلسهم سابقا برفع الحصانة عنه، ورغم علمهم أصلا إنه بعد الجلسة سيغادر هذا الكويت وإلى غير رجعة كما فعل من ذهب للعمرة في “لندن”..
هل بعد كل ذلك تعتقد إنهم يحترمونك يا شعب أو يعتبرونك ذكي؟
هل نحن شعب ذكي؟
عرّف الغباء على إنه “فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة”، وعليك أن تتخيل يا شعب كم مرة كررت السلطة نفس الفعل وبنفس الخطوات والأسلوب ومع ذلك انتظر الشعب نتائج مختلفة؟
فبعد الخروج الكبير بالإرادة نفذت السلطة للشعب ما أراد وحلت المجلس، وما هي إلا شهور حتى رتبت أوراقها، وبعد أن تمكنت انقضت وأخلفت كل الوعود ودون أسباب..
بعد مسيرة كرامة وطن الأولى وبعد كم الحشود التي خرجت، طلبت السلطة التهدئة في الغرف المغلقة، أما في العلن فقط حشدت وجمعت الآخرين تحت مسميات واهية وزرعت جواسيسها الذين دقوا إسفين بالحراك فانقضت عليه وشتت شمله..
وليس هذا فقط، فلو تمعنتم فقط في قراراتها ومتى أرادت تمرير ما يضركم يا شعب، اتخذت هي ومجلسها القرار، ثم أوعزت لمن هربته للخارج ليقوم بالهجوم على البعض بالداخل وعلى دول الجوار، فالتفت الشعب له ولكلامه ونسي قرارات وأفعال السلطة ومجلسها..
فهل بعد كل ذلك يا شعب لا تزال تعتقد إنك “مفتح باللبن”
يا شعب..
حتى “لو فتحت باللبن” فلن ترى فيه غير لونه الأبيض أما السواد الذي ينتظرك خلفه لن تراه، فقد أعماك البياض عن رؤيته، لذلك هم يفرحونك بلون اللبن ويستمتعون بإطراب مسامعك بهذا المثل ليشعروك إنك ذكي، ولكن في الحقيقة هم لا يرونك إلا.. غبي!