محليات

استنكر ترهيب النقابات وسحب الجناسي ونفي سعد العجمي
“التيار التقدمي” يدعو في عيد العمال إلى توحيد الصفوف للدفاع عن الحقوق والحريات

يقيم  التيار التقدمي الكويتي احتفاليته في الساعة الثامنة من مساء اليوم الأحد في ديوانية الزميل عبدالهادي الجميل في منطقة فهد الأحمد- قطعة 3 شارع 314 منزل 339، بمناسبة عيد العمال.
وأصدر التيار بيانا بهذه المناسبة جاء فيه: في الأول من مايو من كل عام تحتفل الطبقة العاملة وجميع الشغيلة في مختلف بلدان العالم بعيد العمال العالمي، هذا العيد الذي يمثّل مناسبة أممية لتضامن الطبقة العاملة في كفاحها المشترك ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
حيث يأتي عيد العمال هذه السنة في الوقت الذي تشتد فيه حدّة الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي العالمي وتفاقمها وتزداد معها معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية في العالم أجمع… أما على المستوى العربي, فتأتي هذه المناسبة فيما تنهش الحروب والانقسامات السياسية والاجتماعية معظم بلداننا العربية، وذلك في ظل أوضاع وظروف بالغة الصعوبة، غير التعقيدات الناجمة عن تداخل الأجندات واستثارة الانقسامات الطائفية والاصطفافات المدمرة.
أما في الكويت فتشتد معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية وذوي الدخول المتدنية والمتقاعدين والمهمشين والكويتيين البدون والعمالة الوافدة من التضخم والارتفاع المطّرد للأسعار وإيجارات السكن الخاص، وذلك بالتوازي مع التوجه الحكومي المعلن نحو تقليص بعض بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية؛ وإلغاء الدعم الحكومي عن بعض السلع والخدمات؛ فيما من وصلت أعداد العاطلين عن العمل من الكويتيين المسجلين رسمياً إلى نحو عشرين ألفاً وهي أعداد مرشحة للزيادة، كما بدأت تظهر تحديات جديدة تخص وضع العمالة الوطنية في القطاعات الحكومية والعامة التي ستتعرض للخصخصة، مثل الخطوط الجوية الكويتية، بالإضافة إلى استحداث ما يسمى “البديل الاستراتيجي” للرواتب والعلاوات الذي يحرم العاملين الجدد في القطاع النفطي من عدد من الحقوق المكتسبة، ناهيك عن استمرار المعاناة الإنسانية للكويتيين البدون المحرومين من حقوقهم الأساسية، بما فيها الحقّ في العمل. 
وعلى المستوى النقابي العمالي يزداد الوضع سوءاً، حيث انتشرت ممارسات سلبية غير ديمقراطية داخل النقابات وتعمد بعض مجالس إدارات النقابات رفض قبول عضويات جديدة في نقاباتهم، وجرى فتح الباب أمام الاستقطابات القبلية والتحالفات بعيداً عن الأصول النقابية، وتحوّل العمل النقابي إلى عمل بيروقراطي لا صلة له حية بالطبقة العاملة وهمومها.
كما تحلّ مناسبة عيد العمال العالمي هذه السنة فيما تتعمق الأزمة السياسية في البلاد مع تمادي السلطة في استخدام أساليب الترهيب والقمع، التي تجاوزت قمع الاجتماعات العامة والاعتقالات والملاحقات، بحيث أصبحت تشمل التضييق على الحريات العامة وسن قوانين تحدّ من حرية الرأي والتعبير والإعلام وتفرض القيود على مؤسسات المجتمع المدني والحركة الطلابية، هذا بالإضافة إلى سحب الجنسية الكويتية وإسقاطها وإفقادها من عدد من المواطنين بسبب مواقفهم السياسية، بل وصل الأمر إلى حد نفي المواطنين غير المرغوب فيهم عن البلاد ضمن قرارات انتقامية جائرة، مثلما حدث للمواطن سعد العجمي.
وإزاء كل هذا التراجع، يدعو التيار التقدمي الكويتي الطبقة العاملة وجميع الفئات الشعبية إلى توحيد صفوفهم للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية، كما يدعو النقابيين العماليين المخلصين إلى تصحيح مسار الحركة النقابية العمالية لتعلب دورها الصحيح في الدفاع عن مصالح وحقوق الطبقة التي تمثلها ولمنع التعدي على المكتسبات الاقتصادية الاجتماعية؛ وفي هذا الشأن فقد بادر التيار التقدمي الكويتي إلى تشكيل لجنة عمالية تعنى بالشؤون النقابية العمالية في إطار تنظيماته القطاعية.
وكذلك يدعو التيار التقدمي الكويتي إلى ضرورة وضع حلٍّ إنساني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون، والاهتمام بالقضايا المعيشية مثل حلّ مشكلات البطالة والتضخم والسكن لمصلحة الغالبية الساحقة من الشعب لا لمصلحة الطبقة الضيقة من المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يستأثرون بالنصيب الأكبر من مقدرات البلاد وخيراتها، كما ينادي التيار التقدمي الكويتي بضرورة حل الأزمة السياسية في البلاد وذلك بدفع السلطة لأن تتخلى عن نهجها غير الديمقراطي وأن تستجيب للمطالب الشعبية.
عاش الأول من مايو عيداً للطبقة العاملة ويوماً للتضامن والوحدة، والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع ولسائر العاملين بأجر وشغيلة اليد والفكر وعموم الكادحين في يوم عيدهم المجيد.