كتاب سبر

فداء أنجلينا الغواني

هناك أشخاص يمكن أن تصادفهم في هذه الحياة المليئة بالألام والأحزان يختلفون عن الآخرين على الصعيد الإنساني، من أولئك الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، فقد أذهلت الجميع بما تمتلكه من أحاسيس تجاه الآخرين دون أن تنظر إلى أديانهم أو مذاهبهم أو ألوانهم .

جولي مريضة بالسرطان، ولا أحد يعرف كم ستعيش فالأعمار بيد الله، ربما تعيش أكثر مما نتوقع، وربما ترحل عن دنيانا خلال أيام، أو أسابيع أو أشهر بعد أن إزداد الحديث عن تدهور حالتها الصحية، لكن ذكراها ستبقى طويلا بالتأكيد، لكونها ضربت مثالا إنسانيا عظيما من الصعب أن تجد له مثيلا في العالمين العربي والإسلامي.

التبرعات تجمع في الكويت من خلال بعض جمعيات التيارات الدينية ومن خلال الدواوين من أجل الشعوب المنكوبة وبينهم الشعب السوري، لكن تلك الأموال لم تصل لتلك الشعوب من أجل توفير الغذاء والدواء لها بل “نهبت” في الطريق ويشهد على بعض قضاياها المحاكم المحلية، وإذا وصل بعضها فأنه يصل على شكل أسلحة لتزيد محنة الشعوب وخاصة الشعب السوري الذي قضت أسلحتهم على مايقارب 400 الف مواطن سوري وإعاقة ملايين وتهجير الملايين.

جولي تبرعت بما يقارب 60 مليون دولار توزعت بين منكوبي تسونامي، ودارفور، والكونغو، وفنزويلا، كما إستفاد من تبرعاتها منظمة الطفل العالمي، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومرضى أطفال كمبوديا، ومرضى الأيدز، والكثير من الجمعيات الخيرية في كل دول العالم، في حين أن جمعياتنا الخيرية تدير مشروع “تحريض” طائفي في كل مفصل من مفاصل العالم الإسلامي.

ربما يقول أحدهم أن تلك المرأة ليس لها من كل تلك التبرعات أجر ، لكننا نذكر من يقول ذلك بقصة المرأة التي دخلت الجنة من أجل سقاية كلب، فما بالك بتلك التي تبنت مجموعة من الأطفال (سبعة أطفال آخرهم سوري فقد والديه في الحرب السورية)، وقد قال رسولنا الأعظم أنه وكافل اليتيم كهاتين وأشار إلى أصبعيه (السبابة والوسطى).

أنجلينا تعطي من حولوا الدين في بلداننا من محرضين بحجة أنهم رجال دين إلى أداه للقتل درسا عميقا في حين كان الأحرى بهم أن يجعلوا من الدين الإسلامي العظيم أداه لحقن دماء البشر لاسببا في إسالة كل تلك الدماء لأسباب طائفية مقيتة وتدمير كل الوشائج التي تربط بين أبناء البشر