أقلامهم

فيصل أبوصليب : أراق لكم ما قاله سفيهكم ؟ … أتراه أخرج مافي نفوسكم المريضة والمشحونة لسنوات طويلة؟!

اتلم المتعوس على خايب الرجا

د. فيصل أبوصليب
تصفقون له.. وتهللون، ويرتفع صوت أحدكم عاليا “حيلك فيهم”! أراق لكم ما قاله سفيهكم، أتراه أخرج مافي نفوسكم المريضة والمشحونة لسنوات طويلة؟! تبا للعنصرية والكراهية، فقد فعلت بكم الأفاعيل! 
ويقول سفيهكم بأنه سوف “يدوس” على قبيلة مطير التي وصفها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت ديكسون “بالعظيمة”، حسنا.. ولكن كيف؟ وهل اعتقدتم بأنه يقدر على ذلك؟! سحقا لجهلكم وما تصنعون، ولن نخاطبكم بالعقل والمنطق والحكمة بعد اليوم، فقد اتضح بأنه “ما فيكم طب” ووصل داء العنصرية فيكم إلى مراحل متقدمة يصعب معها العلاج .
 ولن نقول لكم أحسنوا الاختيار اليوم ولا أن توصلوا من يتبنى الخطاب العنصري، بل أوصلوه إن أردتم، وسوف ترون بأعينكم أداء ذلك المهرج ومن هم على شاكلته في المجلس، وعندها ستدركون بأنه لم يكن سوى أداة ودمية في يد البعض عرف كيف يلعب بها على وتركم الحساس، القبائل، وأبنائهم، هؤلاء الذين زاحمونا في كل شيء، وسلبوا الوظائف من أهل الكويت الأصليين !، كما قالت إعلامية معروفة تروي “الحزاوي العنصرية” لربات البيوت في الإذاعة لسنوات طويلة، تقول ذلك في ندوة مرشحٍ كان يحكم بين الناس يوما ما وأصبح في يومٍ من الأيام ناطقا رسميا باسم الحكومة، وهو يؤيد ما تقول، وتجلس في الصف الذي أمامها أستاذة جامعية تصفق لما تقول ! شاهت وجوهكم، وتبت أيديكم.
  
أسألتم أنفسكم يوما، إن كنتم تحبون الكويت وتخافون على مستقبلها، كما تزعمون، لماذا لا يتحدث “سفيهنا” عن الخطر والتوغل الإيراني في الكويت؟ لماذا لا يتحدث عن الخلايا الإيرانية التجسسية، وعن التأثير الإيراني في البرلمان، وعن القنوات الفضائية المشبوهة ومصادر تمويلها؟ لماذا يهاجم قبيلة عريقة قدمت الكثير من أبنائها تضحية للكويت بدءا من معركة الصريف والجهراء وانتهاء بالغزو العراقي، ولماذا لم تهاجم القبائل إلا خلال هذه السنوات الأخيرة؟ كلها تساؤلات تبادرت إلى أذهانكم وتغاضيتم عنها، وركزتم على ما يقوله سفهاؤكم من خطابات عنصرية، تشبع ما في نفوسكم المريضة، وقلوبكم الموغرة بالحقد والكراهية، فأين هي التنمية فيما يقولون؟ أين رؤاهم حول مستقبل الكويت؟ وأين خططهم المستقبلية وبرامجهم الانتخابية؟ فلم نسمع منهم سوى “تنتيف الريش” والسباب والشتائم.. أهذه هي “دائرة الفكر” كما تقولون؟! 
ولكنهم ليسوا سواءً، فمن أبناء هذه الدائرة وغيرها من له عقلُ نير ونفسٍ سليمة ويرفض هذه الخطابات العنصرية، وهناك من مرشحي هذه الدائرة من يقدم رؤىً وتصورات وطنية جادة، فالبلد مازالت بخير، ولن نكون متشائمين، وبقي أن نعرف بأنه بعد حادثة “الإثنين الحزين”، برزت مؤشرات ودلائل مهمة يجب على الرأي العام الانتباه لها، أهمها أن هناك أطرافا ساءها الحراك السياسي الشعبي الذي شهدته البلاد مؤخرا والذي ضم جميع مكونات المجتمع الكويتي واستهدف محاربة قوى الفساد، فأرادت هذه الأطراف جر المجتمع الكويتي مرة أخرى إلى المربع رقم واحد، فكانت “الدمية” حاضرة ومن يحركها يقف خلف الكواليس، ولا يريد لهذا الشعب أن يتوحد على أهداف قد يرتفع سقفها في يومٍ ما إلى الحد الذي يضر بقوى الفساد، كما برزت على إثر هذه الحادثة مشاعر واضحة لدى مجاميع شبابية “غاضبة” وحق لها أن تغضب، اقتنعت بأن دولة القانون “مغيبة” وليس لها وجود، وأن الدولة غير قادرة على حمايتها، فبدأت تأخذ حقها بيدها، فما هي هذه الدولة التي لا تطبق القانون على من يمس كرامات الناس ويشتمهم أمام العلن؟ 
ويبقى أن نقول بأن عزاءنا الوحيد أن ينتفض الشعب الكويتي اليوم في انتخابات “الخميس العظيم”، في مواجهة العنصريين “والذين في قلوبهم مرض” لكي يعلموا أنهم لا يمثلون غالبية المجتمع الكويتي، وأن يختار هذا الشعب من أبنائه الأحرار والوطنيين القادرين على مواجهة قوى الفساد وطيور الظلام الذين لا يريدون للكويت وأهلها خيرا، فالمجلس القادم مؤهلُ لأن يكون مجلسا تاريخيا بمختلف المقاييس إن نحن أحسنا الاختيار اليوم، فلا يتخلف اليوم منكم أحد وليمارس الجميع حقه السياسي، فالمفسدون مازالوا يعتقدون بأنهم خسروا “معركة ساحة الإرادة” ولكنهم لم يخسروا الحرب. فهل نحن واعون؟ .