أقلامهم

بدرية البشر: مطلوب زوج لمرافقة مبتعثة! … ياللورطة

اقضب الباب

بدرية البشر
نشرت إحدى الصحف السعودية خبراً عن ظاهرة ما يعرف بـ”الزوج المستعار”، وهو زوج تسببت فيه خانة اشتراط محرم للمبتعثة حتى تلتحق ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث، وقد بلغت نسبة الإناث فيه 30 في المئة من مجموع قارب الـ100 ألف مبتعث ومبتعثة. مهما كانت درجتها العلمية ومهما كان عمرها لا بد لها من محرم. إحدى المبتعثات في وقت سفرها كُسرت ساق والدها الكبير في السن الذي ينوي مرافقتها وتسجيل حضوره بالملحقية هناك، ولم يبق سوى أخيها الذي تزوج حديثاً ولا يستطيع أن يذهب معها. ماذا لو أن هذه الفتاة نشرت إعلاناً يقول: مطلوب زوج لمرافقة مبتعثة، ولا يلزمه سوى توصيل البضاعة إلى جهة الابتعاث وتسجيل حضوره ثم يكون حراً بعد ذلك.
 من يلومها، هي تريد العلم وغيرها يريد أن يتكسب؟ بل إن بعض الشباب الذين لم ينالوا فرصة الابتعاث وجدوا في مثل عروض الزوج المستعار فرصة لضمهم إلى البعثة، فالطالب بعد أشهر من الدراسة في معهد اللغة يحق له الالتحاق ببرنامج الابتعاث الحكومي. لكن ستبقى ورطة كونه (الزوج المستعار).
في الخبر الذي نشرته الصحيفة يقول إن الزوجة المبتعثة رفعت في المحكمة الأميركية دعوى تطالب الزوج المستعار بأن يكف عن كونه مستعاراً ويباشر واجباته الزوجية. ياللورطة.
مثل هذه الشروط خلقت علاقات انتهازية، تماماً كتلك التي خلقها قانون حظر قيادة النساء للسيارة، فأصبحت كل موظفة تشتري لأخيها سيارة من راتبها لأنه المعني بتوصيلها، وفي كل سنة يتبدل الأخ طمعاً في سيارة حتى عمّ خير راتبها الجميع.
نشوء علاقات انتهازية، واستغلال حاجة الآخر تحدث بين البشر في الظروف التي لا يحكمها القانون، لكن أن يكون المتسبب فيها هو القانون، بل ويتستر بضرورات دينية فهذه المصيبة الكبرى. الدين والقانون جاءا ليرتقيا بعلاقات البشر وحماية الضعيف لا لإضعاف الإنسان وجعله نهباً للاستغلال، وجعل المودة والرحمة قاعدة الزواج، والبر والإحسان رابط الأخوة.
 لم يأت الدين كي يبرر استغلال إنسان لآخر ولا لكي “يحوس” حياتهم. إحدى الداعيات نشرت في حسابها على “تويتر” فتوى تقول “إن الزوج يحق له أن يأخذ من راتب زوجته مبلغاً شهرياً إذا اشترط ذلك عليها قبل الزواج”، ثم بررت ذلك بأنه مقابل منحها إذن الخروج من المنزل! لا من باب المشاركة في أعباء الحياة والتعاون عليها. الواضح بالطبع هو تبرير حق الزوج في راتب الزوجة كضريبة خروج وكأن الزوجة أسيرة عند الرجل، لأننا كلنا نعرف جيداً أن الرد الوحيد الذي يقوله الأب لمن يتقدم لابنته ويشترط مبلغاً من راتبها لقاء خروجها من البيت هو “اقضب الباب”.