أقلامهم

لمى العثمان: الجويهليون العنصريون دفنوا ضمائرهم في مقابر جماعية وأسسوا حزباً يتعرض لكرامات الناس وأصولهم

الكاتبة لمى العثمان.. خصصت مقالها اليوم في جريدة الجريدة للحديث عن “الجويهليين العنصريين” الذين أسسوا حزباً وثقافة بدائيين للطعن في كرامات الناس والتعرض لأصولهم” مؤكدة أن هؤلاء تناسوا أن الكويتيين الأوائل كانوا كذلك مهاجرين نزحوا من الدول المجاورة وأصولهم لاتختلف عن أصول من أسماهم “المهرج” بـ “الهيلق”.

وتناولت العثمان في مقالها قضية البدون مستشهدة بأرشيف صحافي تضمن تصريحات مسؤولي الدولة على امتداد عقود مضت ووعودهم بحل القضية لتختم مقالها بهذا اللسؤال: هل نستكثر على هؤلاء تجمعاً سلمياً في تيماء؟

إلى من دفنوا الضمائر في المقابر

لمى فريد العثمان

الجويهليون العنصريون… الذين دفنوا ضمائرهم في مقابر جماعية وأوصلوا الجهل ليصبح مشرعاً وأسسوا حزباً جويهلياً وثقافة بدائية تستخدم الكلمات النابية وتتعرض لكرامات الناس وأصولهم، يتناسون أن الكويتيين الأوائل كانوا كذلك مهاجرين نزحوا من الدول المجاورة، وأن أصولهم لا تختلف عن أصول من أسماهم ممثلهم ومهرجهم بـ”الهيلق”، وهم مكرمون عن هذا الوصف البذيء الذي لا يصدر إلا من جاهل أو معتوه، يدغدع هذا الجويهل مشاعر الآلاف بدعوته للحفاظ على وهم “النقاء العرقي” عبر خطابات الكراهية والازدراء، وهي خطابات مدمرة لا وطنية شوفينية متعالية.
الغوغاء الذين يتكلم بلسانهم جاهل من مخلفات العصور الجاهلية البائدة يجهلون جهلاً مركباً (أي الجهل بالجهل) القصة التاريخية لظهور فئة عديمي الجنسية التي كانت الدولة تسميهم “أهل البادية” وحقيقة أن أحفادهم يملكون إثبات وجودهم الطويل في البلاد، وكيف كانت الدولة تتعامل معهم كمواطنين (من 1959 إلى 1986) وأن الصحف الطلائعية كالطليعة كانت تنتقد الطريقة العشوائية البدائية التي كانت تنتهجها لجان التجنيس والتي تضرر منها الكثير. وقد تحدث د.أحمد الخطيب في جريدة الطليعة في 5-4-1975 عن الظلم الذي يتعرض له من “حرم من الجنسية بدون حق”، وأن “هناك من الكويتيين الذين ولدوا في الكويت ووصلت أعمارهم إلى الأربعين أو الخمسين سنة لم يأخذوا الجنسية حتى الآن” (قال هذا الكلام في 1975).
سأسرد في هذا المقال “بعض” مانشيتات الصحف لتصريحات المسؤولين التي توالت عبر السنين (من أرشيف تجمع الكويتيين البدون)… لتذهب الوعود مع الريح:
السياسة 25-1-1983 “الشيخ نواف الأحمد: إجراءات الإقامة لا تشمل فئة البدون جنسية… وهو يؤكد الأولوية للاعتبارات الإنسانية والاجتماعية وبالذات لهؤلاء الذين خدموا الكويت طويلا”.
مجلة المجتمع 21-1-1986 “قال وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد إن الدولة تعمل جاهدة هذه الأيام محاولة الوصول إلى حل لمشكلة إقامة الفئة التي تعارف الناس على تسميتها فئة “البدون”… وأفاد الوزير رداً على سؤال للنائب المحامي عبدالله يوسف الرومي حول هذا الموضوع بأن قانون إقامة الأجانب رقم 17 لسنة 1959 والقوانين المعدلة له قد استثنى في المادة 25 منه طوائف من الناس بينها أفراد العشائر الذين يدخلون الكويت براً من الجهات التي تعودوها لقضاء أشغالهم”.
السياسة 12-1991 “وزير الدفاع يؤكد أن 70 في المئة من قوات الأمن والجيش من غير محددي الجنسية، وأشاد ببسالة القوات الكويتية في بداية الغزو العراقي الهمجي”.
الأنباء 16-12-1998 “الخالد: 41652 “بدون” يشملهم إحصاء 1965… الحكومة جادة في منح الجنسية المقرر منحها لهم بالتجنس”.
الأنباء 7-9- 2000 “وزير الداخلية للبدون: ستسمعون أخباراً سارة قريباً”.
الطليعة 20-9-2003 “الطليعة تنفرد بنشر مذكرة مهمة لإدارة أمن الدولة حول البدون والأمن الداخلي، مؤرخة في سبتمبر 1988… أمن الدولة تضع 10 تصورات لحل ملف البدون وترى أن غالبيتهم يدينون لهذا البلد بالولاء… بعض البدون كانوا يعتقدون أنهم معروفون ولا حاجة لجنسية أو هوية يحصل عليها من الدولة”.
القبس 30-4-2005 “أحمد النواف: ملف البدون سيغلق قريبا”.
الرأي العام 19-7-2005 “نواف الأحمد: التجنيس مستمر ولن نسمح بظلم أحد”.
الرأي العام 19-7-2005 “فيصل النواف للبدون: اصبروا وأبشروا خيراً فسننصفكم… وكل من عاش على هذه الأرض لن يظلم… وسنغير سمعة اللجنة التنفيذية التي أوصلها إلى الحضيض ضباط تمادوا في امتهان كرامات الناس”.
القبس 13-4-2005 “عرض شامل لقطاع التخطيط والتنمية في الداخلية… 128 ألف بدون بينهم 46 ألفاً لا يملكون إحصاء 1965?.
الرأي العام 18-9-2005 “الداخلية والدفاع: اعتماد حل مشكلة البدون في الربع الأول من دور الانعقاد المقبل للمجلس”.
عالم اليوم 29-1-2007 “جابر المبارك: حل البدون خلال شهرين… ثلاث شرائح… واحدة تستحق الجنسية”.
النهار- 8-2-2010 “ناصر المحمد: حل نهائي للبدون… مجلس الوزراء أحال القضية إلى المجلس الأعلى للتخطيط لتقديم التصورات الأخيرة”.
هل نستكثر عليهم تجمعاً سلمياً في تيماء؟v