آراؤهم

نصر اللات.. لقد مججناك ولم يعد أحد يصدقك

بداية لابد من أن نضع أمام الجميع حقيقة صوم عاشوراء والاحتفال به كما جاء في الأثر، فإنه عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود صياما، فقال ما هذا قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فصامه موسى شكرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.   
أما احتفال حسن نصر اللات في هذه المناسبة فمغاير لما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف لما عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فهو يحتفل وجماعته في هذا اليوم بذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه في فتنة سياسية، جعلها الفرس بدعة لشق صف المسلمين لتقويض دولتهم ثأراً لزوال ملك الساسانيين وإطفاء نارهم على يد المسلمين، لا أصل لها في الدين ولا صلة لها به من قريب أو بعيد، والمراد بها تكريس الحقد في النفوس وإزكاء نار الفتنة وإشعال أوارها بين المسلمين وإضعافهم وتفريق كلمتهم، وقد مضى على هذه الواقعة أكثر من 1400 سنة جرّت على المسلمين من الفتن والاقتتال والحروب والويلات والعذابات والمرارات، تحت شعار (يا لثارات الحسين)، أنهاراً من الدماء والآلاف المؤلفة من الضحايا، كان المسلمون في غنى عن كل آثارها وتداعياتها التي يدفع المسلمون اليوم أثماناً باهظة من الفرقة والتنابذ والجهل والتخلف، والتي شغلت المسلمين عن متابعة الفتوح ونشر هذا الدين العظيم في آفاق الأرض، ولعل أقرب مثال يمكن الاستشهاد به هو إقدام الصفويين في إيران على طعن ظهر المسلمين كلما تقدموا نحو الغرب فاتحين، وكان من أبرز هذه المواقف عندما كان العثمانيون يحاصرون فيينا بقيادة السلطان سليمان القانوني عام1529م وكانوا قاب قوسين او أدنى من فتحها والانطلاق إلى ما بعدها غرباً ليفتحوا أوروبا كاملة، راح هؤلاء الصفويون يشنون هجوماً على الدولة العثماتية المنشغلة بحصار فينا للإنكفاء عنها والاضطرار لمواجهة الغدر الصفوي الذي كان يريد تدمير الدولة العثمانية ويستغل كل انشغال لجيوشها في تحقيق ذلك.
 ويحدثنا التاريخ عن فرقة من هؤلاء تسمى الحشاشيين كان يتزعمها رشيد الدين سنان الذي كان يحقد على السلطان صلاح الدين ويتآمر مع الصليبيين عليه وعلى الإسلام – لأنه أسقط الدولة العبيدية (الفاطمية) في مصر – واتفق مع القائد الصليبي (كمشتكين) على قتل صلاح الدين في قلب معسكره ليبقى الصليبيون في بلاد الشام، فأرسل مجموعة من ثلاثة عشر حشاشًا استطاعت التغلغل في المعسكر والتوجه نحو خيمة صلاح الدين، إلا أن أمرهم انفضح قبل أن يشرعوا بالهجوم، فقُتل أحدهم على يد أحد القادة، وصُرع الباقون أثناء محاولتهم الهرب.
يوم أمس الأحد 25 تشرين الثاني الحالي خرج علينا حسن نصر اللات كعادته بخطاب من مخبئه في أحد سراديب الضاحية الجنوبية عبر شاشة عملاقة يلقيه على مسامع مناصريه المغرر بهم، وقد أطفأ سُرج عقولهم كما كان يفعل إبليس ومسيلمة الكذاب وابن سبأ اليهودي والمختار بن أبي عبيد الثقفي صاحب الكرسي مع ضعاف العقول والنفوس ويغرر بهم، ويدفعهم إلى المهالك في الدنيا والآخرة مغمضي الأعين مغلقي الآذان والعقول كأنهم أنعام بل هم أضل. 
وأنا هنا أجتزئ بعض الفقرات التي تهمنا مما جاء في خطاب نصر اللات الذي اعتدنا على سماعه في مثل هذه المناسبات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتفنيد ما جاء فيها. 
حسن نصر اللات بعد المقدمة المطولة التي لا يهمنا أن نأتي على ذكرها يقول: “نتقدم بالعزاء لصاحب العزاء، إلى بقية الله في الأراضين، مولانا صاحب الزمان (يقصد به إمامهم الغائب في أحد سراديب سامراء)، وإلى مراجعنا العظام، وإلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله”. 
وهنا يقرن ويساوي في الجاه والعظمة بين إمام مظلوم (بزعمهم) فر واختبأ في أحد سراديب سامراء خوفاً من القتل، وبين ظالم جبار يشجع ويؤيد ويناصر أطغى طغاة الأرض جهاراً نهاراً وعلى الملأ دون حياء أو خجل ويجعل منه آية من آيات الله العظمى ويدعو الله بأن (يديم ظله).. أدام ظل سحابته السوداء عليه وحشره الله معه يوم القيامة، فالمرء يحشر مع من أحب.
ثم يقول وهو يزكي نار الفتنة بين المسلمين: 
“نحن نعتبر أن يزيد هذا العصر (ملمحاً إلى يزيد بن معاوية)، الذي يجب أن نواجهه كربلائياً وحسينياً وزينبياً، هو المشروع الأمريكي – الصهيوني، ونحن في مواجهة هذا اليزيد، كل الحسينيين والزينبيات، وسنبقى وستبقى هذه المواجهة بالنسبة إلينا هي الأولوية المطلقة”.
وهنا يقارن نصر اللات بين يزيد بن معاوية الذي لفق له فرس إيران والشعوبيين الأباطيل والأكاذيب والتهم ووصموه بكل رذيلة وشنيعة، ليجعلوا منه خليفة باغي وظالم وماجن، وقد فند الكثيرون من المؤرخين كذب هذه الإدعاءات التي وصموه بها، يقارنه بالمشروع الأمريكي-الصهيوني، الذي هو وأسياده في قم جزء منه والشواهد على ذلك كثيرة وكثيرة جداً من إيران غت إلى الدعم المخابراتي واللوجستي الذي قدمه الإيرانييون للأمريكيين في غزوهم لأفغانستان والعراق بشهادة كبرائهم، وما يدعونه محض افتراء، وإن كان هناك ظلم وقع على الحسين بن علي رضي الله عنهما فإنه لا ينسحب على المسلمين ويلاحقهم تحت شعار (يا لثارات الحسين) بعد أكثر من 1400 سنة والله يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فما علاقة المسلمين بما يسوّقه نصر اللات ويجدد النداء به ليزكي أوار الفتنة بين المسلمين في كل مناسبة مبتدعة أو مدسوسة؟! 
ويضيف قائلاً: “إنني هنا أحذر على امتداد العالمين العربي والإسلامي، من خطورة تحويل الأصدقاء إلى أعداء، والأعداء إلى أصدقاء”.
ويضيف قائلاً: “نعم هناك من يسعى، من خلال إثارة الفتن المذهبية، والتحريض الطائفي والمذهبي، أن يدق إسفيناً، أو يضع الحواجز النفسية، بين غير العرب والعرب، وبين الشيعة والسنة”.
لقد مججنا مثل هذا الكلام المكرر ولم يعد يصدقك يا نصر اللات أحد.. فأسيادك أتباع الولي الفقيه في قم الذين تدافع عنهم.. هم من كشروا عن أنيابهم  وشمروا عن مخالبهم وأظهروا حقدهم الدفين وأبانوا عن نواياهم وأطماعهم في البلاد العربية يرددونها صباح مساء عبر إعلامهم، على لسان مسؤوليهم في كل المناصب والمؤسسات العسكرية والمدنية وفي كل مناسبة: (الكويت محافظة إيرانية.. البحرين محافظة إيرانية.. البصرة محافظة إيرانية.. جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى جزر إيرانية) ودعمكم للحركات الشعوبية المشبوهة في البحرين والكويت والسعودية، ومحاولات التبشير بمذهبكم في البلدان المسلمة ونشر أباطيلكم وبدعكم فيها، ومناصرتكم للباغي بشار الأسد قاتل الأطفال والشيوخ والنساء ومدمر المدن وحارق الأشجار ومهدم الجوامع والكنائس وكل ما له صلة بالحياة والتاريخ والإسلام، وقد فضحتكم جنائز المقتولين من أعضاء حزبكم الذين قضوا على يد الجيش السوري الحر في معارك جهادية كما تقولون، وكأن جهادكم بات في قتل السوريين ومقاومتكم هي على أرض سورية من دون إسرائيل، ووقوع العشرات من أفراد الحرس الثوري الإيراني أسرى بيد الجيش السوري الحر الذين جاؤوا ليشاركوا جزار سورية في القتل وسفك دماء السوريين بفتاوى من معممي قم، مدعين أنهم جاؤوا لزيارة الأماكن المقدسة في سورية والحج إليها، وكأن البيت الحرام قد تحول إلى دمشق بقدرة قادر، وتحتفلون أنت وهم بعاشوراء وذكرى قتل الحسين وأنكم تسيرون على خطاه، وتتبجحون بأنكم مع الضعفاء والمستضعفين والمظلومين، فمع من تتحدث يا نصر اللات وإلى من توجه دعاويك وأكاذيبك وقد خبرك الجميع، فأنت لا تنظر إلى الناس بعين النحل حتى تبصر الحقيقة إنما تنظر بعين الذباب لتقع على ماهو مستقذر من افتراءات وأكاذيب.