كتاب سبر

هذا هو الحل… فقط

كل الوسائل استخدمناها… مسيرات مرخصة ومسيرات “جطل”، تجمعات وتفرقات، ندوات في ساحة الإرادة وساحة الكرامة وساحة الطفولة، واستطاعت السلطة تحويل المعركة إلى معركة حسابات، “كم عدد الرؤوس المجتمعة” وكأن الشعب قطيع من الأغنام… ثم ماذا؟
عملنا كل ما يمكن وما لا يمكن للحصول على الديمقراطية، والسلطة تتدلع علينا وتتغنج، بلّطنا لها البحر، وعصرنا الهواء وشربناه حتى آخر قطرة، بأوكسيجينه وهيدروجينه، وجلبنا لها النوق العصافير بعد أن قتلنا النعمان بن المنذر ملك المناذرة، وكلما حققنا مطلباً لها، وضعت يدها على خصرها وطرقعت “علكتها” وطالبت بالمزيد.. لم يبقَ إلا أن نرقص لها على الطاولة ونتمسخر أمامها ونهزهز أكتافنا… ثم ماذا؟
جاملنا كثيراً، وخشينا على بلدنا أكثر من “كثيراً” بكثير – عذراً لنصب “كثيراً” بسبب الضرورة كما جاء في المادة 71 – لكنهم لم يجاملوا، ولم يخشوا، ولم يختشوا… ثم ماذا؟
يسرقون فنغضب ونُسجن، يعبثون فنُضرَب ونُسجن، أطفالهم وزراء وأطفالنا سجناء… ثم ماذا؟
أكتب هذا “الرغي” بعد أن انتهت مسيرة كرامة وطن الرابعة، ولم تهتز حتى ريشة واحدة لعصافير السلطة وعقبانها، وكأني بأصحاب القرار – أثناء المسيرة – يفتحون الصحف على صفحات التسالي، وينشغلون بحل الكلمات المتقاطعة، ويفكرون بكلمة من ثمانية أحرف لأعرض نهر في العالم… ثم ماذا؟
إحابة “ثم ماذا؟” باختصار هي التالي، ولا شيء غير التالي:
تشكيل وفد شعبي من ذوي الحجة والدراية للذهاب إلى البرلمان الأوروبي، والكونغرس الأمريكي، وهيئة الأمم المتحدة، والمنظمات العالمية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان، والتباحث مع نجوم الفن ومشاهير العالم ذوي التأثير في مجتماعتهم والعالم، والتواصل مع كبريات الصحف الاوربية والامريكية والسفراء الغربيين في الكويت (يمكن التواصل معهم عبر تويتر)، ووو، لتضخيم الضغط الشعبي على حكومات أوروبا وأمريكا، لتضغط تلك الحكومات على السلطة عندنا (كتبتُ لتضغط على حكومتنا فضحكتُ واستغفرتُ الله ثلاثاً) وسأضمن حينذاك أن ترمي السلطة صفحة التسالي، وأن تعدّل جلستها، وتلفظ علكتها، وتكح وتعطس من فرط الرعب.
سيقول قائل: وما هي الكويت حتى تشغل كل هذه الشعوب وبالتالي حكوماتها؟ وأقول: ليست الكويت هي المهمة عندهم، بل الحرية والديمقراطية، لذا سيهتمون بالأمر.
إما هذا الحل، أو “فضّوها سيرة”، وتعالوا نجلس مع جداتنا نتفرج على إصابات أحرار منطقتي الصباحية وصباح الناصر وغيرهما من المناطق، ونحصي عدد المعتقلين، ونتفرغ لتويتر وقراءة أشهر جملة هذه الأيام “تم اعتقالي” وكتابة “الحرية للمعتقلين”.