كتاب سبر

“ثاآآآبت ولاآآآه”

في الفقه باب يسمى باب”الصيال”
والصيال اصطلاحاً: الاستطالة والوثوب على الغير بغير حق. اهـ..ومنه الصائل.
وأمثلة الصائل كثيرة، منها: قطاع الطريق، واللصوص الذين يتربصون بالناس لأخذ أموالهم أو إلحاق الضرر بهم، ومن يعتدون على الأعراض وغير ذلك من أصحاب الجرائم…
ولقد بحثت في أمثلة الصائل علَي أجد من صوره ما يصدق على من يخرج للمظاهرات السلمية فلم أجد،لكنني سأتجوز في ذلك وأجعل من المتظاهر”مجرما” لمخالفته قانون التجمعات وأجري عليه أحكام دفع الصائل.
فلنتعرف على هذه الأحكام قبل الدخول بِلُبِ المقال:
يقول صاحب الإقناع :” فإن أمكن دفعه بكلام أو استغاثة حرم الدفع بالضرب، أو بضرب بيد،حرم بسوط، أو بسوط، حرم بعصا، أو بعصا حرم بقطع عضو، أو بقطع عضو حرم قتل؛ لأن ذلك جُوِّز للضرورة، ولا ضرورة في الأثقل مع إمكان تحصيل المقصود بالأسهل.اهـ
انظر إلى تدرج الدفع بالأخف إلى الأشد وشاهد بالمقابل ما تفعله القوات الخاصة فيما يتناقله الناس على اليوتيوب في مسيرة كرامة-5-
شرعنا المعطل لانستطيع الاحتكام إليه،لكنني أريد سماع من يعلو صوتهم لترقيع مايمكنهم بالشرع ترقيعه لحكم الوضع..ألستم تحرمون المظاهرات،ألستم تجرمون المتظاهر شرعاً،؟!فأين صوتكم من هذاالقمع الذي لايراعى فيه شرع ولاوضع؟! إن كنتم تجهلون فتلك مصيبة.وإن كنتم تعلمون فالمصيبة أعظم.
إن من يشاهد”إخلاص”القوات الكويتية الخاصة في أدائها لرد”الصائل” يرى وحشية لاتليق أن تصدر من كويتي بحق كويتي ،إن المطاردة والحصار ثم الضرب المبرّح العنيف للشباب والفتيات على السواء،والتلفظ بفاحش الألفاظ على الشباب والفتيات على السواء،يثير فينا الشك بأن هناك ما يزيد على مجرد أداء مسئولية رجل أمن يؤدي مسئوليته،ويثير في النفس بأن هناك أكبر من تطبيق القانون من رجل أمن كويتي على متظاهر كويتي خالف القانون!! 
إن مايتناقله الناس على الواتساب مما سمعه الشباب أثناء ضربهم،من ينادي صارخاً بأفراد القوات الخاصة يقول:”ثاآآآبت ولآآآآه” يعيد لأذهاننا ما تناقله الناس ونفته الحكومة بأنها استقدمت قوات من الدرك الأردني..إنني أود أن أصدق الحكومة لو نفت ذلك مرة أخرى حتى لو قالت:”هذا واحد من عيالنا اللي تدربوا هناك”على سخف هذا التبرير،لأنني لا أود أن يتواجد على أرض الكويت من يفض صدام الكويتي مع الكويتي من لايكون من أرض الكويت..أتعلمون لماذا؟ لأن الكويتي عندما يُضرب من أخيه الكويتي الذي يطبق القانون،سيكون من المحتمل وجود الرأفة من الضارب،ووجود العذر من المضروب،ضف إلى ذلك احتمال وجود القرابة التي تمنع ما يزيد على مقابلة الضرب بمثله،لكن الذي يأتينا من الخارج لن يراعي ماذكرت،لأنه إنما جاء يضرب ليقبض،هذا الذي يصدقه ما رآه الناس من وحشية لم يفرق فيها بين شاب وفتاة،ومقابل هذه الوحشية أخشى ألا يراعى مستقبلاً ما ذكرت من حرمة المواطنة أو القرابة،بل سيتعداه إلى ما نخشاه من الرد بالمثل أو أقسى على هذا المرتزق،وحينها وأرجو ألا يحين حينُها..وحينها ستحتاج الكويت إلى كتائب من المرتزقة لحماية”استقرار”الكويت من “عبث الخونة والغوغائيين”.
فياقومِ:أليس منكم رجل رشيد؟!