فن وثقافة

الأديبة الكويتية .. تخصص (يوم الوفاء) لـ الفلكي الكويتي
د. سعاد الصباح: صالح العجيري منارة علمية تستحق التكريم

قالت د. سعاد محمد الصباح أن الفلكي الكويتي صالح محمد العجيري يمثل منارة علمية فريدة من نوعها تستحق التكريم في (يوم الوفاء) 
وهو اليوم الذي انتهجته الأديبة والشاعرة الكويتية لتكريم المنارات العلمية والأدبية العربية ممن هم على قيد الحياة وذلك كتصحيح للمسار العربي المعتاد في عدم الاحتفاء بالمبدعين إلا بعد وفاتهم.
وقالت د. سعاد أن اختيارها لشخصية د. صالح العجيري ينطلق مما يمثله من شخصية علمية حفرت في صخور المستحيل لتستخرج ماء العلم في ظروف علمية قاحلة وفي بيئة خالية من العلم وتشجيع البحث العلمي، وهو ما يؤهله ليكون أنموذجا فريدا للجيل الجديد في الإصرار على طلب العلم، بالإضافة إلى شخصية العجيري المسالمة والمتصالحة مع الجميع.. مما يجعله نموذجا للعلماء والدارسين إذ حقق العلم وكسب قلوب الجميع في الوقت ذاته.
وفي إطار تكريماتها لرموز العلم والأدب والثقافة والفكر تقوم د. سعاد الصباح هذا العام بتكريم د. صالح العجيري الذي يعد أحد رجالات الرعيل الأول في العلم والفكر والذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الفريدة في مجال علوم الفلك والأرصاد الجوية والذي يعد كيانا متميزا للعالم العربي في المحافل الدولية
و يشار اليه بالبنان في التميز والتفوق من خلال مساهماته ومشاركاته الفعالة في مجال علوم الفلك وقد ساهم بصورة كبيرة ومباشرة في وجود مرصد فلكي في دولة الكويت مقرا للمهتمين بعلوم الفلك من المتخصصين والهواة  وهو الحاصل على الكثير من الشهادات العلمية منها شهادة الدكتوراة الفخرية من كلية العلوم في جامعة الكويت عام 1981 كما تم تقليده قلادة مجلس التعاون الخليجي وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2005
يجـئ هـذا التكريم امتدادا لسلسة التكريمـات التـي كانت قــد تبنتهـا الدكتــورة سعاد الصباح  لرموز العلم والفكر والأدب والثقافة في الوطن العربي ضمن المشروع العام لدار سعاد الصباح للنشر في الانحياز للإبداع والمبدعين العرب في شتي المجالات ولتأكيد قيمة هذا الابداع والمبدعين الذين اثروا حركة التنوير في كافة مناحي الحياة العربية والتي كانت قد بدأتها بتكريم الرائد والمؤسس في مسيرة الكويت العلمية والثقافية والسياسية عبدالعزيز حسين فارس الموقف وفارس المعرفة على جميع الأصعدة محلية او خليجية أو عربية أو دولية ، والذي كانت حكمته  اكبر من عمره ، وصيته اقل من حقيقته على جلال ذلك في وطنه الصغير وفي افاق العالم العربي وهو الذي عرفته الاجيال استاذا ومدير معارف ودبلوماسيا ووزيرا   
ثم شاعر البحرين الكبير ابراهيم العريض والذي يلخص التعريف به د. محمد جابر الانصاري بان البحرين ظلت معروفة باللؤلؤ وابراهيم العريض وهو الذي اشتهر بعطائه الشعري المتميز وهو احد القامات النقدية العربية الكبيرة ثقافة ورؤية  ، وكرمت الدكتورة سعاد الشاعر السوري الكبير نزار قباني والذي اوجزت  تعريفها له بانه يعمر جمهوريته الشعرية على امتداد الوطن العربي منذ خمسين عاما حتى صارت جمهوريته اشهر من جمهورية افلاطون وان نزار قباني لم يكن شاعرا عابرا في حياتنا بل كان خلاصة أيامنا
 
وكرمت رجل الثقافة المصري الكبير ثروت عكاشة احد رموز التنوير المصرية والعربية وهو وزير الثقافة الذي عرف عنه اهتمامه البالغ بالفن والتراث الحضاري والذي تمثل وقتها في مشروع انقاذ اثار النوبة ومعبد ابوسمبل ومعبد فيلة وهذا ماتحقق بفضل هذا الرجل والذي لو لم يكن له من المآثر المؤرخة لكان يكفيه هذا العمل مجدا
 كما كرمت شاعر السعودية الكبير الأمير عبدالله الفيصل والذي عرف عنه استغراقه في تجربته الشعرية استغراقا تاما اتاح له ان يعبر تعبيرا صادقا عن مشاعره ووجدانه فصور نوازع النفس في حالات الصفاء والرضا والغضب والسخط والغيرة والشك والحرمان فشعره هو فيض تلقائي للعاطفة الجارفة
 كذلك كرمت الأديب المغربي الكبير عبدالكريم غلاب والذي يعد نمطا ابداعيا ملفتا للغاية في مجالات الابداع المختلفة رواية وتاريخا وقصة ونقدا ومفهوما سياسيا وقد كان يشكل عجينة اولى في كل المؤسسات والمجالات الفكرية والأدبية والإعلامية التي دخلها عندما يكون هناك مؤتمرا أول او عمل تأسيسي لفعالية قومية عربية والرجل سيرته هي سيرة جيل من اجل بناء وطن وعطاؤه في الثقافة يتنوع كما نضاله بين القصة والرواية والتوثيق وطرح المفاهيم الجديدة في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ والسياسة
وكان اخر هذه التكريمات هي تكريم الصحفي والكاتب اللبناني الكبير غسان تويني والذي تلخص الدكتورة سعاد القول فيه بانه الخارج عن كل القوانيين المعجون بالثورة ولو على نفسه وبالحرية ولو ذبحته وبالديمقراطية ولو أمسك بها بماء العين وهو صانع الصحافة الذي يحق له فيها ان يدعي  امامة الكلمة الجديدة ، الكلمة النار ، الكلمة الطريق ، الكلمة الباقية على مر الايام والسنين والازمنة التي يؤرخ لها وتؤرخ حضورها وهو الرجل الذي وقف في وداعية اغتيال ابنه جبران تويني ليقول :
انا ادعو اليوم لا الى الانتقام او الحقد او الدم انما ادعو الى ان تدفن مع جبران الاحقاد كلها .. انه كما قيل عنه كاتب وصحافي لايختصره قلم
 
وجدير بالذكر ايضا هنا انه قد واكب هذه التكريمات سلسلة كتب عملت دار سعاد الصباح على اصدارها وهي : عبدالعزيز حسين وحلم التنوير العربي ، ابراهيم العريض وإشعاع البحرين الثقافي ، نزار قباني شاعر لكل الاجيال ، ثروت عكاشة .. وردة في عروة الفارس النبيل ، الشاعر عبدالله الفيصل بين مشاعر الحرمان وغربة الروح ، عبدالكريم غلاب .. نجم يشرق من المغرب.
وستقوم دار سعاد الصباح بإعداد كتاب يتناول سيرة د. صالح العجيري استعدادا لليوم الذي يتم فيه تكريمة في حفل خاص لهذه المناسبة.