صباح الألوان المشرقة يسعدني أن يكون لقائي الأول بكم عبر الجريدة الواعدة سبر كما يشرفني أن أكون من ضمن محرري صفحاتها الرائعة وان كان من جانب مختلف عن خطها السياسي ولكني أرجو أن تكون صفحتي هي الواحة التي يستظل بها متابعي سبر من عناء الحوارات الجادة.
اسمي هدى مهتمة بالألوان والرفاهية الحديثة بكل جوانبها سيكون لقائي معكم بإذن الله أسبوعيا لإلقاء الضوء من هنا وهنالك على ما يستجد من نواحي الرفاهية العصرية والتي تزايد الاهتمام بها في السنوات الأخيرة من قبل المرأة والرجل على حد سواء ومن الثابت أعزائي الكرام أن الخلفية الثقافية والاجتماعية والنفسية تؤثر في تحديد أسلوب حياة الإنسان ولابد للفرد من الانتباه لأسلوب حياته فهو المرأة العاكسة لصورته وقيمته الذاتية والطريقة التي برى بها نفسه ويراه بها الآخرون وأسلوب الحياة المقصود به هو النموذج المتكامل من النشاطات أو الهوايات سواء الرياضية أو الفنية أو التسوق وحتى حضورك المناسبات الاجتماعية هو أسلوب حياة يعكس شخصيتك كما يشمل أسلوب الحياة التي يعيشها الفرد اختياراته من أنواع الطعام والأزياء ووجهات السفر ويدخل من ضمنها أيضا آراؤه الاجتماعية والاقتصادية.
فأسلوب الحياة هو كل ما تفعله خلال يومك- ونحن في هذه الصفحة نقدم لكم أسلوبا مميزا للحياة العصرية للرجل والمرأة من خلال استعراض أنماط الرفاهية بكل تنوعاتها وبدائلها المتعددة وسأبدأ هذا الأسبوع بفتح ملف الديكور وهو بالطبع ملف كبير ومتشعب ولا يسعني الإلمام بكل نواحيه في عدد واحد لذا سأكتفي في هذا العدد بالتطرق للأساسيات بعد ذلك ستكون مواضيع الديكور المطروحة للعرض والنقاش هي ما تهمكم وترغبون بالاستفسار عنها بالتأكيد تسعدني أسئلتكم وسأكون معكم بأذن الله.
ديكور
يرغب كل واحد منا أن يعيش في قصر جميل وبديع ومزين بأحدث مقتنيات زماننا ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه وبقليل من الذوق والحكمة تستطيعين عزيزتي أن تحولي منزلك الصغير إلى قصر صغير بلمسات مبتكرة ولمحات من القصور الحقيقية واليك يا عزيزتي بعضا من تلك اللمسات أن كنت من يفضلون الأجواء الفاخرة.
أولا:
من نافلة القول أن أهم ما يميز القصور هي المساحات الواسعة والبذخ والإسراف في الإنفاق على تصميمها وتأثيثها وحيث أننا الآن في زمان لم تعد فيه القصور إلا متاحف تزار والبيوت مهما اتسعت فإنها لا تزال صغيرة بالمقارنة بقصور الأثرياء والأمراء بالمناسبة- وأود أن افشي لكم سرا يتعلق بالقصور قد لا يعلمه الكثير من الناس تنقسم القصور من الداخل إلى عدد من الشقق الواسعة التي لا تضم أكثر من ثلاثة غرف على الأكثر والغالبية غرفتين فقط وتنفصل في المداخل والمخارج ولا يلتق سكان هذه الشقق إلا نادرا وبموعد مسبق أي أن القصور منذ قديم الزمان عبارة عن مجمع سكني بواجهة مهيبة فقط.
ثانيا:
لكي تحولي منزلك إلى قصر يجب أن تلتزمي بالمدرسة الكلاسيكية في التصميم ولا تخلطي معها شيء من الأثاث المودرن وتتميز هذه المدرسة بالألوان الأساسية بدرجاتها الغنية كالأحمر والأخضر والأزرق والذهبي والفضي والألوان المعتقة.
ثالثا:
استخدام الأقمشة الراقية المخمل والدانتيل والساتان والتفتاه سواء السادة أو المزينة بالنقوش المزهرة.
رابعا:
وجود الأخشاب رائع جدا ومهم لإضفاء الأجواء الفخمة على المنزل خاصة عندما يكون مذهب بطريقة راقية ومدروسة
خامسا:
فازات الزهور بالتشكيلات الكلاسيكية القديمة بعيدا عن الحداثة تضفي على المكان سحر الثراء والفخامة
أترككم مع صور احد المنازل المنتشر مثله على طول الكويت وعرضها ولكن سيدة هذا المنزل حولته إلى شيء أخر والحكم لكم يسعدني تلقي انطباعاتكم.
الزهور بألوانها الغنية وتصميماتها الكلاسيكية عنصر مكمل ومهم في ديكور القصور (أضغط الصورة لتكبيرها)
جانب أخر من الفازة (أضغط الصورة لتكبيرها)
الكونسول ذو المرايا الكبيرة والخشب المحفور المعتق (أضغط الصورة لتكبيرها)
إذا كان الكونسول غني في تصميمه وتفاصيله يحبذ وجود كرسي بسيط إلى جانبه (أضغط الصورة لتكبيرها)
تحفة مميزة في احد الأركان ويظهر هنا رقة الحفر والتعتيق (أضغط الصورة لتكبيرها)
يبدو الاهتمام بالتطريز والفنون اليدوية التراثية للحضارات الأخرى (أضغط الصورة لتكبيرها)
تصنيع أثاث خاص يناسب انحناءات التصميم الهندسي يظهر ثراء قطع الأثاث وتفردها (أضغط الصورة لتكبيرها)
الخشب المخفور والمبطن بالمرايات من فنون الماضي الجميل في التراث العالمي (أضغط الصورة لتكبيرها)
نصيحة العدد:
إذا احترت في اختيار الألوان ولم يكن بوسعك طلب المساعدة من احد ارجعي بذاكرتك للطبيعة وتذكري الأشجار والأنهار والزهور كيف هي ألوانها واستوحي منها التنسيق الخاص بك فهي الفطرة والأساس والاختيار الأمن فأمواج البحر البيضاء ترتبط دوما بزرقته وأشجارنا الخضراء ملتصقة بأغصانها المتنوعة من البيج إلى البني الداكن وهكذا.
في السنوات الأخيرة تقلصت مساحات السكن الخاص وأصبح من الطبيعي أن يبدأ الشباب حياتهم الزوجية في شقه صغيرة وصغر المساحة لا يعني أن تكون الشقة غير أنيقة أو بلا لمسات فنية لافتة كما أن الاعتقاد بأن تصميم المساحات المحدودة أمرا سهلا ليس صحيحا على الإطلاق بل أنها التحدي الأكبر أمام مصممي الديكور لذا اجمع الخبراء على عدة قواعد في تصميم المساحات الصغيرة لضمان عدم هدر أية أجزاء من المساحة.
ونقدم لكم بعضا منها لعل الفائدة تعم على قرائنا الكرام الذين يواجهون هذا التحدي:
أولا: ضرورة استخدام الألوان الفاتحة حسب ذوقكم الخاص وان كنت أفضل البيج والأوف وايت في صبغ أو تلبيس الحوائط.
ثانيا: الاستغناء عن الأبواب قدر الإمكان بين الممرات أو باب المطبخ واستبدالها بالفتحات ذات الأقواس واستبدال الحوائط بالقواطع.
ثالثا: اختيار الإضاءة الجيدة فالنور يضفي اتساعا على المكان.
رابعا: وضع المرايا في أماكن مناسبة فإنها توحي باتساع ومضاعفة المساحات المحدودة.
خامسا: النباتات الخضراء في أي مكان تثير البهجة والإحساس برحابة المكان فاحرص على وجودها في الزوايا والمداخل
سادسا: اختيار قطع أثاث متوسطة أو صغيرة فلا تزحم المكان بالأثاث الكبير أو المرتفع فيأتي بنتائج غير جيدة في المكان الصغير.
سابعا: استخدام ألوان متشابهة للأرضيات في كافة أنحاء الشقة خاصة الأماكن المفتوحة على بعضها قدر الإمكان حتى لا نصنع حدودا تزيد من ضيق المساحة.
هذه بعض الحيل التي أرجو أن تساعدكم على تخطي عقبة ضيق المساحة في الشقق السكنية الحديثة.
تحياتي لكم إلى أن نلتقي بأذن الله
Huda’s Colour
Twitter: @HColours
أضف تعليق