كتاب سبر

سموّه لا ينضب

يبدو أن نواب كتلتي “الشعبي” و”التنمية” البرلمانيتين يفكرون في تجفيف منابع سمو رئيس الحكومة، لذلك فتحوا الاستجوابات عليه “صليات رشاش”، في محاولة منهم لدفعه إلى فتح الكيس ونثر الحب على “دجاجاته” إلى أن يفرغ الكيس وتضطر الدجاجات الكريمة التي لا تشبع إلى الخروج من عشته بحثاً عن عشش أخرى.

هم – أي نواب الشعبي والتنمية – لا يعلمون أن كيس حبوب سموّه موصول بحقول النفط، ولن ينضب الكيس قبل أن تنضب حقول النفط، هذه مربوطة بتلك، ورجل الديك برجل الديك، فصلّوا على نبيكم الهاشمي واستخيروا وفكروا في البدائل من أجل الحفاظ على النفط.

أوقفوا الاستجوابات حالاً فأنتم تظنون أنكم اقتربتم من الهدف وأنه “مقضب يد”، وشارفتم على تحقيق الهدف، لكنكم لن تصلوا إليه أبداً، صدقوني، لإنكم إذا حملتم “كتلة الوطني” في يدكم تساقط آخرون من يدكم الأخرى مثل المطير والعبدالهادي والخرينج وحسين مزيد، وإذا التقطتم المطير والعبدالهادي والخرينج ومزيد سقطت كتلة الوطني من يدكم الأولى، تماماً كما في الفيلم المصري “فيلم ثقافي”، إذا وجد الشبان الفيلم لم يجدوا الفيديو وإذا وجدوا الفيديو لم يجدوا الفيلم..

ولن يجتمع الفيديو والفيلم أبداً، ولن ينضب النفط، بل حتى لو نضب النفط، لن يعدم سموّه حيلة.. سيفتح “مركز الحماطيّات” ويفتح له خطاً سريعاً، ولمن لا يعرف ما هو مركز الحماطيات أقول “المقصود فتح منفذ حدودي يربط الكويت بالسعودية عبر منطقة الحماطيات من باب التسهيل على أهل الإبل، كي يختصر عليهم المسافة.. وهو مشروع كإبرة البنج يخدر بها الغاضبين من الإهانة، وهذا موضوع يطول شرحه”، وفي الاستجواب الثاني سيفتح “خط الجبو”، وفي الاستجواب الذي يليه سيفتح “خط حَمّا”، وهكذا، إلى أن تصبح المنطقة الحدودية مع جارتنا السعودية مثل خد السوداني، ثلاثة خطوط على اليمين وثلاثة على اليسار، فإذا انتهى من المراكز والخطوط يأتي دور الجسور، ثم يصمم في كل جسر دواراً، ووو، ثم يسيّر خط طيران إلى الدبدبة، وفي الاستجواب الذي يليه يسير خطاً إلى الصمان، ثم إلى الصرار، ثم مليجة، ثم “قرية العليا” ثم “الرفيعة” ثم “المِهْد” إذا اضطر، ووو، فتصبح الدنيا خطوطاً سريعة وجسوراً ومطارات ولا مدينة تورنتو الكندية، ويبقى هو جاثما على قلوبنا.

طيب ما الحل؟ لا حل أمامكم لخلعه من كرسيه إلا واحد من اثنين، طبعاً بخلاف تدخل القضاء والقدر، أطال الله عمره وألبسه ثوب الصحة.. الحل الأول هو أن تؤسسوا صندوقاً مالياً ضخماً يمكّنكم من شراء الحبوب للدجاج، فتزاحمونه على دجاجاته، وتبنون لكم عشة إلى جانب عشته، فيحتار الدجاج بين العشتين، وأنتم يكفيكم ثلاث دجاجات لا أكثر قبل أن تقرأوا عليه الفاتحة والتحيات (هذا الحل قرأته في أحد التعليقات هنا في سبر).. هذا هو الحل الأسهل فأنتم تتعاملون مع دجاج يكاكي خلف الفنان اليمني “لا شفت شيء في طريقك واعجبك شلّه”.

أما الحل الثاني فهو انتظار انتخابات 2013، وهي انتخابات سيدخل فيها بكل قوته، وسيضع “فيشاته” كلها على طاولة الروليت، فهو يعلم أنها انتخابات حياة وموت.. إذا انتصرنا فـ”بها وأكرم” وإذا انتصر هو فـ “قزّروها فستق وسيبال” وتدبّروا سيرة النبي أيوب عليه السلام.

وإلى أن تختاروا حلاً.. أرجوكم أوقفوا استجواباتكم فوراً رحمة بمجلة فوربس.