كتاب سبر

خروف الخامسة… الأرخص

المسألة عرض وطلب، هكذا تقول كليات التجارة في العالم. والسلعة في العاصمة دائماً أغلى من السلعة ذاتها في المدن خارج العاصمة وفي الأرياف.
 والخرفان (الخراف) في الخامسة أرخص من الخرفان في الدوائر الأخرى، مع إن المنتَج نفس المنتَج، والوزن نفس الوزن… والأسباب كثر، أهمها أن عدد “الشرّاية”، أو المشترين بالفصحى، في بقية الدوائر أكثر من عدد الشراية في الدائرة الخامسة، أي أن “الطلب” مرتفع، ما يخلق تنافساً شرساً بين الشراية يرتفع على إثره سعر الخروف… طبعاً إضافة إلى أن خرفان الدوائر الأخرى أسمن من الخرفان الهزيلة في الخامسة.
 
ثم إن قوة الشراية في الدوائر الأخرى أكبر بكثير منها في الدائرة الخامسة، وعدد المليونيرات في الخامسة أقل منهم في الدوائر الأخر، وهذا ما يرفع قيمة المزاد في بقية الدوائر ويخفضه في الخامسة.
 
وعندما كان قانون الانتخابات يعتمد على “أربعة أصوات” كان بعض الشراية يتشاركون في تأسيس صناديق، أو مَحافظ، لشراء قطعان كبيرة، وعندما جاء “الصوت الواحد” أصبح اللعب فردياً، فانخفضت قيمة الخروف، وانسحب صغار الشراية من أمام الأباطرة.
 
وهذه همسة في آذان الخرفان كلها، في الدوائر كلها: “يا خرفان الكويت الأفاضل، لا يخدعنكم الخداعون، وخذوا مني هذه النصيحة… الأربعة أصوات أكثر فائدة لكم من الصوت الواحد، وتقليص الدوائر من خمس إلى دائرة واحدة أفضل وأفضل”.
 
وإذا كانت العاهرات استُخدِمن كإحدى أهم أدوات النهضة الفرنسية التي قادها السفاح القصير الماكر “روبسبيير”، فما الذي يمنع أن يستعين الحراك المعارض بالخرفان كأداة لتغيير قانون الانتخابات، فالعاهرات تقدمن صفوف الثورة الفرنسية بعد أن أقنعهن الثوار الفرنسيون بفائدتها المباشرة عليهن، والحال كذلك بالنسبة إلى الخرفان وتعديل قانون الانتخاب الذي سيرفع أسعارها.