كتاب سبر

خالد الدستوري !

جرت العادة عندي منذ قرابة الثلاث سنوات أنه في بعض أيام الأسبوع أتصفح دستور دولة الكويت وأمعن النظر في بعض من مواده، وأحاول تفسيرها وفقاً لتفسيراتي الشخصية ومن ثم ألجأ إلى المذكرة التفسيرية، فأقارن بين التفسيرين، وأحاول الربط بينهما، ومن ثم أسير على خطى المنصوص به في المذكرة التفسيرية، لكي لا أعبث في التفسير ويقال عني لدى بعض الفئويين فقط (دستوري جديد) عابث!.

 وأجد في ذلك متعة وفائدة شخصية لي، فأحاول جاهداً حفظ بعض المواد وتطبيقها إن كانت مادة شخصية أو مادة عامة، بجانب حفظي لبعض سور من القرآن الكريم وأحاديث المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، حيث أني تمعنت خلال هذا الأسبوع بعد انتهاء دور الانعقاد لمجلس الأمة، في إحدى الجزئيات من مادة الدستور رقم 82 والتي تتعلق في شروط الانتخاب والترشح لعضوية مجلس الأمة في الجزئية (د) والتي تنص على ( أن يجيد قراءة اللغة العربية وكتابتها ) فتفكرت بها مطولاً حتى أني بت أشك في بعض الأكارم من أعضاء مجلسنا الموقر بأنه يجيد القراءة والكتابة أم أنه يجيد (الكلام) فقط؟.

فكم من الأعضاء يجيد قراءة الدستور قبل كل جلسة؟ وكم منهم بعد أن يقرأ (إن كان يقرأ) يطبق ما قرأه في قاعة عبدالله السالم؟ وكم من الأعضاء لا يحفظ أكثر من خمسة إلى سبعة مواد دستورية يجيرها إلى مصالحه ومصالح رئيس الحكومة؟ وكم منهم لا يفقه ما يقرأ؟ وكم من الأحباب من لا يحضر الجلسات بعذر أو دون عذر ويأتي في الشدائد (الحكومية) ويُملى عليه الدرس فيحفظه عن ظهرٍ منبطح.. عفواً عن ظهر قلب، وحينما يحين وقت التسميع وأقرأ وصوّت وفقما حفظت تجده منفذاً على أتم وجه، ومن ثم ينال على الكعكة التي لا ظاهرها جميل ولا داخلها جمال، سواء كانت شنطة ممتلئة بالمال أو تذاكر سفر ومصروفات للعلاج بالخارج أو شيك من إحدى البنوك؟ و ياااه ما أحلى الشيكات وما أحلى ماضي النائب خالد العدوة الذي أجاد عدم القراءة والكتابة من بعد ما كان يزأر بالقول الصادح (ما تنقم الحرب العوان مني، بازل عامين حديث سني، لمثل هذا ولدتني أمي).. لن أنساه في تجمع العقيلة أبداً.. أبداً.

ولن تنساه جموع الأندلس حينما رددت معه (لا تأسفن على غدر الزمان ، لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب) يااااه يا خالد العدوة كم كنت تأزيمي طائش، لا ترضى بالخنوع والركوع والخضوع، فكنت تسرد القصيد الثوري ومن قبله مواد الدستور تنثرها تباعاً فتجمعها بأعمالك فرادا، وكنت أنا من المنطقة الرابعة أذود بالدفاع عن شباكك في المنطقة العاشرة، حتى بت حالماً بحضورك في دائرتنا نيابة ً عن أي من بنو انبطاح ، هداهم الله كم يعشقون الراحة والاستجمام، لا يقرؤون الدستور، ولا يحفظوه ولا يطبقوه، فيجدون في ذلك تعب لا يضاهيه تعب، فتعطى له قصاصة بها مادة دستور ذات تفسيرات عدة، ومرفقة بفتوى من ملتح ورِع لا يجيد سوى أن يزين الأمور ويسهلها لهم!.

فالآن أنت يا خالد العدوة كالشوكة في بلعوم بنو الدستور، ممن يقومون بتطبيق المادة 99 بتقديم سؤال وبتطبيق المادة 100 بتوجيه استجواب، فتكون لهم بالمرصاد، بأن تصوّت وتقف مع الجهة المقابلة و المضادة، وتفند وتدلل حقدهم على الكويت، وتثبت بالأدلة بأنهم حقاّد تعطيليون تأزيميون لا يرون مصلحة الكويت، من بعد ما كنت (أنت) (نفسك) تأزيمي من الطراز الفاخر!.

فألا ليت خالد العدوة يعود يوماً، لأخبره ما فعلت الحكومة، من تزوير ومن تعطيل للجلسات ومن رد كوادر ومن عبث كلي ومتكامل بالدستور ومواده، وألا ليته يرجع لأستقبال بنو دائرته وبنو قبيلته وبنو الكويت ويستمع منهم ولهم، عل وعسى أن يُحكّم عقله وقلبه لصالح الكويت والدائرة والقبيلة وأن لا يحكمهم للصالح العام..!.

وكأن محمد مهدي الجواهري يشعر بي وبنا حينما قال:

لجأتُ إلى الدُّسْتُور في كل شدةٍ

أفسّر منه ما أراه مناسبا

وجردتُهُ سيفاً أمضَّ وقيعةً

من السيف هنديا وأمضى مضاربا

أكُمُّ به الأفواهَ حقا وباطلا

وأخْنُقُ أنفاسا به ومواهبا

أُهدّمُ فيه مجلساً ليَ لا أُريدهُ

وإن ضمَّ أحراراً غَيارىَ أطابيا

أخيراً:

في الدستور مواد فقرؤوها يا أولي الألباب..!

عياد خالد الحربي “

twitter : @ayyadq8q8