كتاب سبر

الكويت ومصر.. البنت وأمها

سابقاً قلت إن “الكويت = مصر تقسيم ستة”، هذا الكلام كان في أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك… الكويت كانت سدس مصر في الفساد المالي، والوزاري، والإداري، والإعلامي، وبقية الفسادات، ما ظهر منها وما بطن، على أن “ما بطن” تعادل أضعاف أضعاف “ما ظهر”. 
واليوم أرى أن بعض الشخصيات وبعض وسائل الإعلام وبعض التيارات السياسية في الكويت تعادل وتساوي بعض الشخصيات وبعض وسائل الإعلام وبعض التيارات السياسية في مصر، الخالق الناطق، وسأستعرض الأسماء، بعد التأكيد على أن بعضها عُرف عنها الصدق والتضحية والعطاء، وبعضها عُرف عنها البذاءة والكذب والافتراء.
فعضو الإخوان المسلمين في مصر، صفوت حجازي، يعادله في الكويت النائب السابق المهندس مبارك الدويلة. والعضو الآخر في الإخوان المسلمين في مصر، د. محمد البلتاجي، يعادله في الكويت النائب السابق د. جمعان الحربش. والنائب المصري السابق مصطفى بكري يعادله في الكويت النائب المبطل نواف الفزيع (كلاهما يطعن في ذمم بعض المعارضين المالية، فيحكّ الناس رؤوسهم عجباً، ويزمّون شفاههم دهشة، أو قرفاً).
المصري الوحيد الذي يعادله في سوق الصرف اثنان من الكويتيين، هو المحامي مرتضى منصور، الذي يعادله هنا محمد جويهل ونبيل الفضل، ومرتضى منصور يملك لساناً ويا له من لسان، إذا أطلقه على قرية آمنة بأهلها تشنج أطفالها ومات كبارها في التو واللحظة (تقول غاز السارين الله يدفع البلاء)، وتكتشف وأنت تستمع إليه أن جل خصومه إما شواذ جنسياً، أو على وشك الشذوذ
قريباً، انتظرونا! وبعض خصومه، أو قل بعض المعارضين، بحسب وصفه، إما عاهرون أو داعرون، والنساء عاهرات داعرات وولايا فاجرات، وهكذا…
وفي وسائل الإعلام، نجد أن صحيفة الوفد في أيامها الأخيرة تعادل صحيفة القبس في أيامها الأخيرة، وإن كانت القبس لم تزعم أن باراك أوباما من الإخوان المسلمين كما فعلت الوفد. أما جريدة الوطن المصرية فتعادلها “سميّتها” جريدة الوطن الكويتية، وقناة سكوب هي النسخة الكويتية من قناة الفراعين المصرية، في حين يعكس المذيع سعود الورع صورة المذيع توفيق عكاشة، إلا أن الأخير يملك القناة التي يقدم فيها برنامجه.
وفي التيارات والحركات  السياسية تعادل حركة “حدم” في الكويت، حركة “6 إبريل” في مصر. و”حزب الوفد” يعادله عندنا “التحالف الوطني الديمقراطي”، ويعكس “التجمع السلفي / فرع أحمد باقر” في الكويت، “حزب النور” في مصر… ومن الشخصيات الدينية / السياسية نجد في مصر “البابا تواضروس” يقابله في الكويت “السيد المهري”.
وحتى لا أطيل، أجزم لو أنك تابعت الشأن المصري، وأمعنت النظر في شخصياته ومؤسساته ووسائل إعلامه، لاكتشفت “المتشابهات” بسهولة.