كتاب سبر

الفساد صَلِّع.. وحنا نشوف

في الصين تم التحقيق مع 37 ألف مسؤول خلال عام 2013 بتهم الفساد، وفي إيران اكبر دولة راديكالية دائماً ما نسمع عن مسؤولين أحيلوا للتحقيق ولا يهم حجم المتنفذ، وفي اسبانيا القضاء يحقق مع ابنة الملك في قضايا فساد مالي وتهرّب ضريبي، وتركيا أحالت كل شلة الفساد من أبناء الوزراء والمتنفذين والذوات إلى القضاء.
هذه ردود الفعل في دول نتشابه معها في سوء الإدارة، اضطرت أن تتخذ الإجراءات بعدما لم يصبح هناك مجال للتستر علي هذه الفضائح.. ونحن في الكويت هذه المدينة الفاضلة أكثر من يرى ويتحدّث عن الفساد، ولكن لا وجود لفاسدين في نظر الحكومة، ولكنهم في نظر الناس معروفين يتداول الجميع  أسماء شركاتهم وتعرف أسماءهم ولا ترى للحياء في وجوههم مكانًا، بل تجدهم في الصفوف الأمامية دائمًا وأول المدعوين في الاستقبالات الرسمية وغير الرسمية، بل علينا أن نتعوّد علي هذا الأمر، ونرضخ له كأمر واقع. 
يا جماعة الخير.. بسنا مثالية ومجاملة وبحثًا عن التستّر علي هؤلاء الذين تسببوا ولا زالوا يتسببون في خراب البلاد والعباد، الفساد عندنا يا حكومة ويا قضاء ويا نيابة ويا مسؤولين مصلّع، وليس بيض صعو نسمع عنه ولا نراه، نريد أن نعرف هل هذا الشعب الطيب لا يستحق الحياة والاحترام حتي يهان عقله ويسفّه بهذه ألطريقة الفجة 
بالأمس من الله علينا بأمطار الخير التي فرحنا لها، ولكن لم نتوقّع المعاناة في الطرق والشوارع التي انكشفت للقاصي والداني والغني والفقير وأصبحت خطوطنا كالطرق الرملية من كثرة الحصي والرمل الذي أتلف الناس وكسّر سياراتهم والحكومة تتفرج والناس عوضهم علي الله. 
ألم يكن هناك قرار واحد لتشكيل لجنة تحقيق وجر كل من له دور ومسؤولية عن وجود هذا العيب الكبير في الطرق، والذي لم نعتد عليه حتي في أسوأ المشاريع، من رخص لهذه الشركة ومن وقع واعتمد استلام نهاية المشروع، كلهم مشاركون في الجريمة لو كان لدينا رجال دولة عندها قرار.. إلى هذه الدرجة من الإهمال والتسيّب وصل بنا الحال، لم يعد هناك قرار في سحب تراخيص الشركات المنفذة لمثل هذه المهازل، إن أرواح الناس ليست هينة إلى هذا الحد، بالأمس اللحوم الفاسدة تملأ الأسواق ويخرج المجرمون براءه لخلل في الإجراءات، والتي تعوّدنا عليها.. والمخدرات أسعارها نزلت إلى أقل من الثلثيّن لتوفرها في السوق، كما ذكر أحد المسؤولين.. أين نحن ذاهبون.
هل أصبح الحرامية ومافيا الفساد هم من يسيطر ويدير البلاد أم ماذا؟ أفيدونا يرحمكم الله، حتي إبليس يعجز عن دهائهم وسر تمكنهم من التغلغل في كل مفاصل البلاد، لعدم وجود الرادع والقرار الشجاع الذي تهمه مصلحة البلاد،
حتى إبليس سلّمهم كرت الدهاء ليعيثوا في البلاد فسادًا لا يستطيع هو أن يفعله كما وصف الشاعر:-
صفّق إبليس لها مندهشا 
وباعكم فنونه
وقال: “إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه”.
هذه هي الحقيقه المرة التي نراها ويراها كل الشرفاء، إذن هل لدينا حكومة نعوّل عليها أن تنقذنا وتضرب بيد من حديد أيدي هؤلاء الحرامية الذين استباحوا البلاد وغرسوا سكاكينهم في أرقاب العباد، أم هي مجرّد خيال مآته وشاهد ما شافش حاجة.. وهل هناك مجلس أمة نتوقّع أن يناقش هذه المصائب التي نحن فيها، أم هو غارق في وحل الفساد أيضاً. 
لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ظلم هذا الشعب الطيب الكريم.