كتاب سبر

ثورة التعليم أصبحت واجبة

مرة أخرى أجد نفسي منقادًا للعودة لموضوع التعليم، فهو حجر الأساس إن أردنا أن ننهض من هذا السبات العميق والتخلّف الذي نعيشه، فما نعاني منه من تخلّف وتسيّب وفساد أساسه الأول والأخير هو إهمال التعليم أو بالأحري قلة الدبرة في إدارة أزمة التعليم، والذي انعكس علي أجيالنا خلال العشرين سنة التي مضت، وكل محاولات الترقيع والصرف علي الأصول من بناء مدارس ومواد مساعدة كله ضحك علي أنفسنا، فالبشر والتنمية البشرية هي الأساس. 
وزارة مهمة تمس كل أسرة وكل بيت والأهم هو مستقبل هذه البلاد وهي وزارة التعليم، نراها كل يوم بوزير وكل يوم بخطة عمل جديدة وكلهم مع الأسف لا يستطيع أن يدير شركة خاصه من ثلاث عمال.. ما هكذا تدار الأمور، أما أن ننوي العمل بجد ونقوم بعمل  ثورة شاملة لإصلاح التعليم ووضع خطة خمسية لتغيير الفكر والمنهج الاستراتيجي للنهوض بالأجيال التي نتأمل منها الخير أو بلاش صرف وضحك علي الذقون، ولنذهب لجانب التخصيص في التعليم وليصبح دور الوزارة رقابي أحسن لها. 
مشاكلنا سهلة جدًا للرأي ولكنها صعبة التنفيذ في ظل هذه العقليات المتحجرة التي ما زالت تقبع في دهاليز الحكومة ووزارة التربية.. مع احترامي وتقديري لمعالي الوزير الحالي الذي خرج من الباب ليعود مرة أخرى من الشباك بعد أن نسي كل (المموريات) التي وعدنا بها سابقًا في الحقيبة السابقه، فالمرسوم الجديد (يجب) ما قبله.
 
ماذا عساه أن يعمل أو أن يطوّر أو يأتي بجديد، فالخلل كبير ولا يمكن إصلاحه في وجود ممن هم سبب رئيسي في أصل المشكله من وكلاء ومدراء ومعلمين إلا من رحم الله، وأنا هنا لا أعمم ولا أحب التعميم فلو خليت خربت، ولكن الماء زاد علي الطحين. 
الثورة في التعليم تحتاج رجال صادقين وتحتاج نكران ذات، وتحتاج نية صادقه للعمل.. وجلب كل الفريق الذي يساعد علي القيام بهذه الثوره التعليمية، حتى ولو كان فريق أجنبي متخصص ليضع الأساس الجيد الذي من الممكن أن نبني عليه، وهو حتمًا سيحارب ويقاوم من كل أطراف الفساد في الحكومة أو بالمتنفذين المستفيدين من هذا الوضع القائم أو حتى من بعض أولياء الأمور الذين دمروا أبناءهم مرة بقصد ومرات أخرى كثيرة من غير قصد، وكل همهم أن يعدي هالولد أو البنت وينجح.. فالكل يبحث عن النجاح السهل من أجل الحصول علي الوظيفة التي مع الأسف تم ربطها بالشهادة وليس بالحرفيه والكفاءة.  
يصل الولد او البنت إلى سن الخامسة والعشرين وهولا يعرف يكتب جملة مفيدة، وطوال هذه السنوات وهو عالة على والديه بحكم النظام التعليمي الفاشل ومتطلبات سوق العمل الأفشل، والذي لا أرى سببًا لاستمرار نظام الاثني عشر سنًا مجديًا، فمن المفروض أن يتجه النظام التعليمي إلي نظام التعليم التخصصي وإنشاء المعاهد نظام السنتين، أو حتي الأربع بدلًا من ربط التعليم بالجامعات فقط، بل تكون مكملًا لها وطريقًا آخرًا لمن أراد إكمال مساره التعليمي، بدلًا من التزوير وشراء الشهادات وبداية الحياة العمليه بكفر.. علما بأن من المفروض أن يكون هناك تناسق بين وزارات الدولة للتخطيط لمخرجات التعليم ومتطلبات الدولة لسنوات، ولكن الفوضي العارمة التي تعيشها البلاد طوال سنوات كثيرة لم تنتج سوى أجيال فاشلة، مما انعكس علي كل سبل الحياة ابتداءً من تفكك أسري وتسيّب وظيفي وفساد أخلاقي، والسبب كما أراه هو فساد مخرجات التعليم وانهيار المؤسسة التعليمية. 
لم أكن متشائمًا إلى هذه الدرجة، ولكن ما الذي يدعوني للتفاؤل وأنا أرى بلادي تنهار ببطء أمام عيني والسبب من أبنائها.. ما الذي ينقصنا الخير متوفر والاستقرار نحمد الله ونشكره عليه والطاقات الشابة الكويتية رائعة لو تمنح الفرصة، ولكن أين تكمن مشاكلنا إذن.. أعلم إنني كمن يؤذن في مالطا ولكن أتمنى ان نصحو مما نحن فيه. 
أما التعليم الخاص، فحدّث ولا حرج فالأخوة التجار لم يتركوا شيئًا للصدفة، فخاضوا في غمار التعليم.. وهذه معاناة لا يعلم مداها سوى من خاض تجربتها، ولكنها تبقى لها بعض المميزات التي ممكن أن نتحملها.. رغم أننا أصبحنا كالمستجير من الرمضاء بالنار.