كتاب سبر

قطر ومصر والإخوان

لست اخوانيا ولست سلفيا ولست ليبراليا. بل كويتيا مسلما محافظا ومعتدلا وأحب كل ما هو معتدل. واتمنى الخير لبلدي وجميع بلاد المسلمين والعالم المتحضر المؤمن بالعدالة والحرية. 
ان الصراع  والتراشق بين جميع الأطراف الذي نراه يوميًا، هو ما دعاني إلى كتابة هذا المقال رغم انني حاولت ان لا أخوض بمثل هذا الصراع الذي لا أرى له فائدة ما دام الكل يضرب بالكل. وكأنك في فرح شعبي مصري بدأ بالأحضان وانتهى بالكراسي المتطايرة في كل مكان. 
قطر في قلوبنا نحن أهل الكويت والخليج عامة، بل قطعة منا ما يجرحها يجرحنا وما يفرحها يفرحنا ولا نرضى بالتطاول عليها كائن من كان.
ومصر الكنانة في عيوننا نتألم لآلامها ونتمنى لها الخير والاستقرار والأمان. وهي عمقنا العربي والاستراتيجي. 
ولا نرضى عليها أيضاً سوى ما نرضاه علي أنفسنا.
فما يجري بين الأشقاء من تراشق لا بد أن تحتويه العقول الرشيدة من الأخوة الحكام العرب. لكي لا تتطور الأمور إلى ما لا نتمناه. فلا رابح من هذا الشقاق العربي سوى الأعداء، وشماعة الاخوان والإرهاب لا يجب ان تنطوي علي فكر عاقل أبدًا، فليس من المعقول أن تتهم حركة عمرها أكثر من ثمانين عامًا بهذه التهمة المعلبة، بمجرّد انها اختلفت في الرؤية السياسية. 
ولا يجب ان نغفل الدور الاستخباراتي الخطير لكل الدول التي لها مصالح في تفكك مصر الحبيبه واللعب علي وتر الأحداث الداخليه بدهاء وخبث.    
والإخوان المسلمين  ليسوا شياطين كما صورهم الاعلام الغير محايد وبعض الكتاب الذين لا يتفقون مع طرحهم ومنهجهم. 
 ولكن هناك أطراف خفيه كما ذكرنا تلعب علي وتر الانشقاقات داخل الجسم العربي وكلها لها مصالح في عدم استقرار المنطقة 
ونحن العرب دائماً ما نندفع ونتطرف في رأينا وحبنا وحتي كرهنا. وهذا ما نراه عند اول مشكلة تحصل بين اي طرفين عربيين. وخلاف مصر وقطر لم يكن وليد الساعه بل هو امتداد لخلافات سابقه سواء في وجهات النظر او في ما يقدم لأطراف سياسيه واجتماعيه مختلفه يري الأخوة في قطر ان من واجبهم تقديم يد العون والمساعدة. وتري الحكومه المصرية ان هذا تدخل في شأنها الداخلي   
لا نشك في نوايا الطرفين سواء المصري او القطري. ونربأ بالإخوة في قطر وهم مثال للشهامه والنخوة ان يسعوا لخراب مصر وهم اول من مد يد العون والمساعدة ليس لمصر فقط ولكن لكل العرب المحتاجين. فشجاعة المبادرة والفزعه لديهم فطريه. ولا يحسبون لها حسابات مصالح كما يظن البعض ممن يرتدي عباءة السياسه الخبيثة. 
وكلنا نعرف جيدا مكانة الاخوان المسلمين كحركة سياسيه واجتماعية سواء في مصر او دول الخليج او حتي في شمال المغرب العربي. 
لهم اخطاء كبيرة نعم ونحن لا نتفق معها فعندما ظهروا علي سطح الأحداث بعد سنوات من العمل في الظل وجدنا اندفاع كبير ليس له داعي وهذا يدل علي قصور في فهم اللعبه السياسيه جيدا وقد يكون هذا تبريرا للفترة  الطويله التي عاشوها في الظلام ودهاليز السجون مما اثر علي تصرفاتهم التي لم تعجب الكثيرين والتي تنم علي التفرد في القرارات وتفصيلها علي قياسات معينه أضرت بهم كثيرا. حتي ان اغلب من صوت لهم في انتخابات الرئاسة فزع مما رأه. 
كنت اتمني ان لا يستعجلوا في طلب الرئاسة ولكن هذا الاستعجال هو الذي اربكهم وسبب لهم المشاكل التي سيعانون منها طويلا. 
بعد نجاح الحركة الكبير اجتماعيا في كل البلدان المختلفه وكانت قدوة لكل الحركات التي بدأت بعدها او انشقت منها ولاقت قبولا  منقطع النظير عند الناس  بسبب حسن الادارة والتنظيم. ومساعدة الفقراء والاهتمام بالشأن الاجتماعي. مما إدي الي تمددها في المدارس والجامعات والنقابات المختلفه. 
وهنا ممكن القول ان الحركة الناجحة اجتماعيا وإنسانيا قد فشلت في الادارة السياسيه وقد يكون هناك اسباب كثيره جدا لهذا الفشل وأهمها هو التفرد في القرارات وتوجيه بوصلاتها في اتجاه معين ووحيد وهو لخدمة أهدافها والمركزية المتمثله في القيادة الروحيه المتمثله في شخصية المرشد.
ولهذا لم يتقبلها الناس الذين لا ينتمون اليهم وهم الأكثرية. مما شجع الجيش المصري للتدخل بعد ان وصل الاحتقان في الشارع المصري الي درجة الغليان. ومن هنا اختفت الحكمه التي تميز بها بعض قادة الحركة واصبح التحدي والعناد هو السمة التي طبعت المرحلة الصعبة في تاريخ مصر الحبيبة. واسال الدم المصري الغالي وهو الذي يسأل عنه الجميع بلا استثناء. 
لقد كان من الاجدي الجلوس الي طاولة المفاوضات وإيجاد الحلول المناسبة من اجل الخروج بحل يرضي جميع الأطراف بدلا من جر الناس البسطاء خلف شعارات حق يراد بها باطل. 
من اجل مصر واستقرار مصر نتمني ان تبادر بعض الدول العربيه وخاصة الخليجية الى بذل كافة الجهود الرامية لعقد مؤتمر تصالحي بين جميع الأطراف علي قرار مؤتمر الطائف لكي تحمي استقرار مصر الكنانه بدلا من الصراع المرهق الذي لن ينتصر في نهايته طرف بل الكل سيندم  ولكن بعد فوات الأوان.
وعلي الأخوة في قطر ان يتفرغوا لبلدهم وشعبهم الحبيب وتنميته التي بدأها سمو الامير الوالد لتصل إلى القمة. فالبلد مقبل خلال السنوات القادمة علي استحقاقات كثيرة مهمة وان لا تنجر لصراعات هي بغني عنها.