آراؤهم

الفرق بين التعليم العالي و” الواطي “

إن من أهم أولويات أى وطن فى العالم ، أن يترقى وينهض بشبابه بالمستوى التعليمى العالي ، وذلك من حيث رفع درجة تعليمهم وتثقيفهم إلى أعلى المستويات العلمية والتعليمية ، وبأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة التى تتيح لهم الوصول إلى خلق جو علمى وبحثى بين طبقات المجتمع الواحد ، وهذا شي طبيعى لا نراه يحصل ويحدث فى وطننا ” الكويت ” . 
فوزارة التربية ، والتعليم العالى بالأخص ، لا ترى فى الشباب القوة المستقبلية للبلاد ، ولا تنظر إليهم للأسف كنظرة العالم الأخر بإنهم هم مستقبل الأمم وحاضرة المنير ، فالكل يعرف بإن من أسباب تطور وإزدهار الأوطان هم الشباب ، وبهم تزهوا البلاد ، لذا فنرى جميع الشعوب تعمل جاهدة على وضع كل جهودها فى تحصيل ورفع مستوى شبابهم التعليمى ، وإعدادهم وتدريبهم بواسطة أمهر وأفضل الجامعات المرموقة فى العالم .
وهذا للأسف لا يحدث فى الكويت ، حيث تم الزج بمئات الشباب وبموافقة من التعليم العالى فى الكويت لأبنائه الطلبة للدراسة والإلتحاق فى الجامعات الهندية والفلبينة وجامعة أثينا ، وهنا الخطأ لا يقع على هؤلاء الطلبة المغرور بهم ، إنما على الجهة الحكومية الحمقاء التى سمحت لطلبة الكويت الإلتحاق بتلك الجامعات ، مهما كانت درجة مستوى تلك الجامعات ورداءة تحصيلها العلمى ، فالسؤال المنطقى من سيتحمل ضياع سنوات العمرلهؤلاء الطلبة ، ومن سيتحمل المبالغ المالية التى ضاعت وأهدرت بسبب خطأ أحمق من التعليم العالى الكويتى ، ومن الذى سيعوض هؤلاء الطلبة بما خسروا ؟ 
فهل يعلم رئيس الوزراء ووزيره ، بإن هذا الفعل الأحمق لو حصل فى دول العالم المتحضر ، لكانوا الأن يمضون عقوبة السجن اكثر من عشر سنوات على الأقل ، وهل يعلم أيضا رئيس الوزراء ووزيره بإن هذا الشي لو حصل فى السودان أو مصر أو العراق لكانت جميع مقرات وهيئات التعليم العالي فى تلك البلدان أصبحت مدكوكة ومحترقة ، ولكن فاليحمدوا الله إنهم  فى ” الكويت ” .
فعلا أصبحت سياسة التعليم العالى عائمة ولا يوجد أى آفق لتطويرها والنهوض بها بالمستوى المطلوب ، وذلك كله بسبب القرارات العشوائية الغير مدروسة ، والتى ستنعكس سلبا على مخرجات التعليم فى الكويت ، والمشكلة أيضا هو ما يحدث من أهمال وعدم مبالاة فى مقرات التعليم العالي ، حيث ذهبت فى أحدى الأيام إلى إستخراج إعتماد أخر لشهادة الهندسة المدنية التى تخرجت منها من الولايات المتحدة من قبل عشر سنوات تقريبا ، وذلك لإستكمال الدراسات العليا ، وذهبت وسلمت جميع أوراقى فقالوا لى تعال بعد شهرين ، وفعلا حضرت بعد شهرين وسألت هل تم الإنتهاء من الأوراق المطلوبة ، فبحثوا فى الأوراق والملفات المتراكمة والمهمله على أرفف المكاتب وفؤجئت بقول الموظف بإن أوراقى قد ضاعت ! 
وآمنا بالله ، وقلت ما هو الحل الأن ، فقالوا لى سجل عن طريق الإئميل ، وفعلا تم التسجيل وإرسال جميع مستنداتى عن طريق الإئميل ، وهنا فى هذا الوقت أتكلم عن 8 شهور مضت ، وكل ما يتم مراجعة التعليم العالى يقولون بإن أوراقك الى الأن لم تنتهى ! فأى مأساة ومعاناة يعيشها المواطن الكويتى فى ظل التخبط والفساد والإهمال الإدارى الذى نراه يحصل ويحدث يوميا فى مقر التعليم العالي .                                           
adel_alqanaie@yahoo.com