صحة وجمال

الضغوط النفسية ونمط الحياة المتسارع يؤثران سلبا على ذاكرة الانسان

تتأثر ذاكرة الانسان بشكل كبير بالضغوط النفسية ونمط الحياة المتسارع اللذين يؤثران سلبا على عملية التخزين في الذاكرة وقدرة الانسان على التذكر حتى بات الكثير من الناس يشكون من النسيان وعدم تذكر الاشياء بصورة سريعة.
 ويعاني الكثير من الناس نتيجة لضغوط ونمط الحياة من نسيان اماكن الاشياء التي وضعوا حاجاتهم فيها او عدم تذكر معلومات سمعوها او قرأوها سابقا حتى وان كان ذلك منذ وقت قصير. 
 وتعتبر عملية التخزين في الذاكرة احدى اقوى الطاقات في حياة الانسان منذ لحظة ولادته ما جعل ذاكرة الانسان محل دراسة واهتمام من قبل الكثير من الاطباء والعلماء والمتخصصين لما لها من تأثير كبير على حياة البشر اليومية.
 وحول هذا الموضوع اكد استشاري ورئيس قسم امراض الجهاز العصبي في مستشفى ابن سينا وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور جاسم الهاشل في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) تأثير الضغوط النفسية والظروف الحياتية في عملية ذاكرة الانسان.
 واوضح الهاشل ان كثيرا من الناس يأتون الى العيادات وهم يشكون من ضعف ذاكرتهم وبعد اجراء الفحوصات الطبية عليهم يتبين عدم وجود مشاكل في المخ لديهم مشيرا الى ان معظم الفحوصات تظهر انهم تعرضوا لضغوط نفسية وظروف حياتية اثرت في فعالية ذاكرتهم اذ وصل الامر عند بعضهم الى بلوغ مرحلة “النسيان الكاذب”.
 وذكر ان بعض الناس لا يتذكرون الاشياء في بعض الاحيان نتيجة لعدم التركيز او عدم استرعاء الفكرة لانتباههم ما يحد من عملية تخزينها في المخ واستذكارها لاحقا.
 واشار الى وجود نوعين من الذاكرة هما الذاكرة (طويلة المدى) و(قصيرة المدى) مبينا ان الذاكرة طويلة المدى تساعد على استدعاء المعلومات القديمة وما تحمله من معان في نفس الوقت ولا يشكو معظم الناس منها لانها تتوزع في جميع اجزاء الرأس.
 اما الذاكرة قصيرة المدى فتعمل على استدعاء المعلومات مؤقتا الى حين الانتهاء من اعدادها وهي التي تتأثر في البداية ويعاني كثير من الناس بسببها.
 وبين الهاشل ان هناك عدة طرق لتقوية الذاكرة منها القراءة والرياضة والنوم الكافي والغذاء الصحي اضافة الى الاسترخاء مشيرا الى ان الاحصاءات اظهرت ان المتعلمين والمثقفين والقارئين عادة ما تكون ذاكرتهم وخلاياهم العصبية اقوى من الأميين.
 وذكر ان الرياضة مهمة في تقوية الذاكرة لأنها تساعد على ادخال الاوكسجين الى الجهاز العصبي كما تساعد على الوقاية من الشلل الارتعاشي مبينا ان النوم يساهم في عملية تخزين المعلومات في الذاكرة.
 واضاف ان الغذاء الصحي يؤدي دورا كبيرا في تقوية الذاكرة مثل الخضراوات وزيت الزيتون والاسماك الغنية بدهون (اوميغا 3) والشاي موضحا ان الغذاء الصحي يحفز الذاكرة ويقلل حدوث الجلطات الدماغية وجلطات القلب.
 وقال الهاشل ان الدراسات اظهرت ان عملية تخزين الذاكرة اثناء فترات الاسترخاء تكون افضل مشددا على ضرورة التركيز في المعلومات وتكرار قراءتها وتدوينها و”عدم احباط انفسنا عند النسيان والتغلب على اليأس وتعليل ضعف تذكرنا للأشياء الى عدم تركيزنا فيها من الاساس”.
 ولفت الى ان العمر والجينات الوراثية يؤثران بشكل كبير في الذاكرة وعلى ضعفها تدريجيا.
 وحول تأثير العقاقير في عملية تنشيط الذاكرة وتقوية قدراتها اكد الصيدلاني ملهم محمود في تصريح ل(كونا) وجود عقاقير تعمل على تنشيط الذاكرة ويتكون معظمها من مكملات غذائية يمكن استخدامها دون اشراف الطبيب.
 وذكر ان المواد الدوائية لتقوية الذاكرة تنقسم الى قسمين اولهما قسم النباتات الطبية الطبيعية والاخر مواد تصنع وتستخلص من مواد اخرى كالفيتامينات والاحماض الامينية والمعادن.
 وبين ان القسم الاول الذي يعد مكملا غذائيا يساعد على تحسين التروية الدماغية في الدم مما يزيد قدرة الذاكرة فيما يعمل القسم الاخر على تغذية الجهاز العصبي ورفع كفاءة الذاكرة مثل فيتامين (ب1) و(ب2) و(ب6) و(ب12) اضافة الى الزنك والحديد والاحماض الامينية مشيرا الى تفضيله استخدام الفيتامينات والمعادن في حال نقصانها في الجسم لتنشيط الذاكرة.
 واوضح ان جرعات العقاقير المستخدمة تكون عادة تناول حبة واحدة في اليوم بعد الطعام لافتا الى وجود جرعات تناسب الاطفال والحوامل وكبار السن الذين يعدون الفئة الاكثر استفادة من هذه الادوية.