آراؤهم

لماذا تركيا الآن؟

فى عالمنا العربي والإسلامى، نعيش تحت ظل الإنقسامات الصهيوعربية التى ظهرت على الساحة ، والتى بدأت تأخذ مسارها الصحيح بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت ، وباتت دول العالم العربي والإسلامى بأجمعها تسعى إلى إيجاد التحالف السياسي المناسب ، الذى يضمن لها الوقوف مع دول التحالفات القوية لمواجهة التحديات السياسية الذى فرضتها الإستراتيجيات المعقدة فى العالم. 
ولا أحد ينكر بإن عالمنا العربي والإسلامى مفكك وضعيف فى ظل التحالفات الكبيرة التى تطرأ على الساحة العالمية، حيث ما يشدنا اليوم وما نلاحظة من تلك التحالفات وضوحا ومصداقية هو تحالف ” الإتحاد الأوربي ” بإيجابياته التى تطغى على سلبياته الغير معلنة. 
فلماذا يتجة العالم اليوم إلى مغازلة تركيا فى هذه الأيام ؟ ولعل الإجابة تتمحور فى النضج السياسي الإيجابي لتركيا ، وكذلك لتطورها فى المجال العلمى والعسكرى والإقتصادى والصناعي ، فلقد قامت الحكومة التركية بتقديم أروع نموذج للحفاظ على مسيرة خلق وبناء ” الحكومة المدنية ” وإحترام إرادة الشعوب وديمقراطيتها وفق آلية ومعايير حديثة تحت الأعراف والقوانين والدساتير ، التى تؤهلها إلى إتخاذ القرارات السياسية الصحيحة والتى للأسف يفتقد عالمنا العربي والإسلامى بتحقيقها فى ظل الأنقسامات الموجودة حاليا ، فالكل يرى الحزب المسيطر على الساحة التركية ” حزب العدالة والتمنية ” الذى أخذ يغزوا ويعزز الروابط الإجتماعية والثقافية بين مواطنيه ، وبالتالى شجع ذلك على تعزيز ونمو الدخل الإقتصادى التركى وأصبح منافسا قويا فى الأسواق العالمية ، وأستطاع أيضا أن يعزز الشراكة الإيجابية المبنية على الثقة والتفاهم مع القطاع الخاص فى دعم توجهات الحكومة التركية ، وأدى ذلك إلى الإنتشار السريع بدمج السياسة الشرعية مع العالم الخارجى. 
حيث أصبحت تركيا اليوم قوة حقيقية فى العالم العربي والإسلامى لا يستهان بها لتميزها بالإستقرار السياسي ، والنمو الإقتصادى القادم بقوة ، والإمكانيات السياحية الهائلة بجميع أنواعها المختلفة ، التى تجذب العديد من السواح ورجال الأعمال فى العالم إلى تركيا ، والذى مهد وسهل لقانون تملك الأراضى والعقار فى تركيا بالنجاح ، وكذلك إلغاء تاشيرة الدخول إلى الأراضى التركية ، وتوسيع الإتفاقات بشتى أنواعها بين دول العالم ، وهذا كما قال أردوغان ” نحن لا نحتاج فى تركيا لمزيد من المشايخ أو علماء الدين ، وإنما نحتاج إلى رجال سياسة ماهرين وشرفاء .
فنعم تركيا الأن هى الموجة القادمة التى سيتعلق بها الكثير للنجاة من واقعهم المزرى والمفكك ، فتاريخها وثقافتها وعلاقاتها الأقليمية والعالمية وتنميتها  هى التى أهلتها إلى الدخول وإحتلال المكانة الإستراتيجية بين دول العالم ، وإحترام رغبة شعبها وشعوب العالم فى زرع روح الحرية ، والوقوف ضد الإنقلابات العسكرية التى ولى زمانها.