كتاب سبر

داء التصنّع…؟!

انقياد الإنسان لسجاياه وانسياقه خلف طبيعته وثقته – بعد الله – بنفسه من أهم الأسباب التي تساعده على التصالح مع نفسه وانسجامه مع (وحدوية) شخصيته…ومعاندة الإنسان سجاياه وتقمصه لشخصيات غيره وطبائعهم -مع عدم توفر الداعي المقنع- من أهم أسباب ضياع الإنسان من نفسه وقتل (وحدوية) شخصيته وإحياء شخصية المنافق ذي الأقنعة الكثيرة والوجوه المتقلبة في نفسه!. 
والانقياد لسجايا النفس هو التماشي السليم مع الجبلّة البشرية.. وتكلف الإنسان طبائع غيره ومعاندته وتنصله من سجاياه (تصنع)..!.
نحن في الكويت سرى في كثير منا داء (التصنع) كسريان النار بالهشيم…وأصبحت ترى ابن القبائل يتحرج من (جيم رجال) ولا يجد مهرباً منها إلا بتحويلها (ياء) وترى ابن العوايل يضع في معرفه في تويتر أصوله القبلية و(عزاويها) وتجد غالب تغريداته لا تتجاوز أشعار شالح بن هدلان وراكان بن حثلين وعبيد الرشيد!!.
والحقيقة أن هذا الأمر لفت انتباهي منذ فترة ولا أعلم ماهو السبب.. هل قوة التيار السياسي الممثل لأحد الجوانب يعكس طبائع أبناءه على الجانب الأضعف؟!.. أم أن مكان السكن والمحيط يحتم على بعض الأشخاص مسايرة الأغلبية مع تضييع الهوية الذاتية خوفاً من الشذوذ؟!.. ولماذا يحاول هذا- المتصنع – كسب قبول الناس له بغير شخصه؟!…ألا يعلم بأن الذي يقبله لأخلاق وطبائع تكلّفها وليست من صميمه بأنه لم يقبله لذاته وإنما قبل الشخصية التي تقمصها؟!.. لماذا لا نحاول أن نكون نحن ولا نكون غير أنفسنا…ولنجعل الناس يقبلون بنا على سجايانا وطبائعنا…وتكون أخلاقنا الجميلة التي جبلنا عليها وتربيتنا التي نشأنا عليها هي بريدنا إلى قلوب الآخرين…دون الإلتفات إلى طريقة الكلام واللهجه ومخارج الحروووف؟!.
a_do5y