عربي وعالمي

الغارديان: بلير يدشن حربه الصليبية الجديدة على الإسلام السياسي

تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس عدة موضوعات تتعلق باهتمامات القراء في المنطقة العربية. 
منها ما نشرته الإندبندنت عن اتفاق المصالحة الفلسطينية وآثاره بينما نشرت الغارديان وعدة صحف أخرى مقالات تهاجم الخطاب الأخير لتوني بلير والذي طالب فيه الغرب بالتركيز على محاربة “التطرف الإسلامي”. 
وفي مقاله في صحيفة الغارديان ينتقد سيوماس ميلن بشدة خطاب بلير الأخير والذي طالب فيه الغرب بتنحية خلافاته مع كل من روسيا والصين للتفرغ لمواجهة ما سماه بتزايد التطرف الإسلامي في العالم. 
المقال الذي جاء تحت عنوان “الحرب على الإسلام لا تنتج إلا الكراهية والعنف” بدأ بوصف الخطبة التى ألقاها رئيس الوزراء البريطاني السابق في لندن بأنها “تتسق مع المناورات السامة لرئيس الوزراء الحالي دافيد كاميرون على المستويين الداخلي والدولي”. 
ويقول ميلن إن هذا الخطاب يدشن عودة المحافظين الجدد إلى الساحة مرة أخرى عن طريق خليط قاتل بين دعوات التدخل العسكري في الخارج والتى تنطلق من عقيدة صهيونية مسيحية وبين ممارسة المكارثية والإضطهاد في الداخل.
ويضيف الكاتب أن هذه السياسات التى لم تقدم للعالم سوى أفغانستان والعراق وغوانتانامو وتفجيرات لندن بدأت تشق طريقها مرة أخرى للعودة إلى الساحة وتم تدشين ذلك بخطاب بلير الذي يصفه الكاتب بأنه “بطل الدفاع عن مبدأ التدخل العسكري في الخارج لحل الازمات”.
ويوضح ميلن أن بلير طالب مرة اخرى بشن حرب ضد ما سماه “خطر الإسلام المتطرف” وهو نفس طريق الخداع الذي استخدمه هو والرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إلى مذبحة “الحرب ضد الإرهاب”.
ويقول ميلن إن بلير بدأ في شن حملته الصليبية الجديدة ضد الإسلام السياسي عن طريق المطالبة بالتصالح مع روسيا والصين للتفرغ لدعم من سماهم “الإسلاميين المعتدلين ضد مد الإسلاميين المتطرفين”.
واعتبر ميلن أن بلير ناقض نفسه بالدعوة إلى التدخل العسكري في سوريا لاسقاط نظام الأسد الذي تدعمه روسيا لمصلحة المعارضة المسلحة والتى تسيطر عليها الميليشيات الإسلامية.
كما انتقد ميلن مساندة بلير المبعوث الدولي للسلام في الشرق الأوسط للديكتاتورية في مصر والأنظمة الملكية القمعية في الخليج واعتبر ان ذلك يعد مسارا ضد الديمقراطية.
ويقول ميلن إن هذه الدعوات تتسق مع السياسة البريطانية الحالية والتى تضطهد بعض البريطانيين المسلمين الذين توجهوا لمقاتلة النظام الحاكم في سوريا أو يجمعون التبرعات للمتضررين السوريين وتوجه إليهم اتهامات بدعم الإرهاب بينما لم يواجه البريطانيون الذين قاتلوا ضد نظام القذافي في ليبيا أي معوقات أو اتهامات مشابهة.
ويؤكد ميلن إن دعوات بلير تتعدى حدود النفاق لتصبح جزءا من حملة للتلاعب بالعقول لدعم الطغيان والتدخل العسكري في الشرق الأوسط والذي كان السبب الاكبر في تزايد أعداد المنتمين للجماعات الإسلامية منذ عام 2001.
أما جريدة التايمز فنشرت موضوعا عن الملف السوري تحت عنوان “الأسد يخترق صفوف القاعدة ليطبق مبدأ فرق تسد”.
وتقول الجريدة إن خبراء وقياديين في صفوف قوات المعارضة السورية يعتقدون أن النظام السوري قد اخترق صفوف تنظيم القاعدة للتفريق بين جماعات المعارضة وتعزيز موقفه في سدة الحكم.
وتقول الجريدة إن مستندات مسربة توضح أن مسؤولين في النظام السوري قد ساعدوا عددا كبيرا من المقاتلين الشيعة العراقيين على الحصول على اوراق هوية مزيفة ثم التوجه إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقتال معها.
وتضيف الجريدة أن قوات الجيش السوري والميليشيات المقاتلة معه لا تقوم في الغالب بقصف المواقع التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بينما تقوم يوميا بقصف مواقع جماعات إسلامية أخرى وجماعات معارضة غير إسلامية.
وتوضح الجريدة أن المستندات التى تم تسريبها ونشرها موقع تابع للمعارضة السورية تشمل خطابا موجها من العقيد حيدر حيدر من لجنة الأمن في نبل في حلب لأحد قادة الأمن السوري علي مملوك يوضح أن 2500 مقاتل من شيعة العراق سيقومون بالتسجيل للانضمام لصفوف التنظيم.
وتضيف الجريدة أن الخطاب أوضح أيضا أن هناك بالفعل 150 مقاتلا من الشيعة العراقيين المدربين بشكل جيد قد انضموا إلى 600 مقاتل أخر في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في مختلف التخصصات.