عربي وعالمي

دعوات يمنية لثورة مسلحة ضد الحوثيين

تصاعدت في اليمن دعوات لثورة مسلحة تحمي مكتسبات ثورة 11 فبراير 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتدرأ “خطر” حركة الحوثيين المسلحة التي “تسعى لإسقاط العاصمة صنعاء”. 
وجاءت هذه الدعوات في أعقاب سقوط مدينة عمران الثلاثاء الماضي بيد الحوثيين عسكريا “بالتواطؤ” مع قوى مذهبية وقبلية مصنفة على أنها معادية للثورة اليمنية. 
وحذر نشطاء من اشتعال ثورة شعبية مسلحة قد تطيح بالجميع، وتتجاوز الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق والأحزاب السياسية. 
وفي نظرهم، فإن هذه الثورة ستتصدى لقوى الثورة المضادة التي يمثلها أنصار صالح وحلفاؤه الحوثيون، في ظل تهديد النظام الجمهوري والعمل على إسقاط العاصمة والتخطيط لتقسيم البلد والانقلاب على مكتسبات التغيير.
وانتقد الناشط في الثورة اليمنية صلاح باتيس “صمت” الحكومة والأحزاب إزاء ما سماها جرائم الحوثي ومليشياته، وقال إن الرئيس هادي يواجه اختبارا.
وقال إن الجهات الرسمية والحزبية تكتفي بإصدار بيانات تطالب الحوثيين بالانسحاب من عمران وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي نهبوها، والعودة إلى صعدة دون الحديث عن معاقبتهم على جرائمهم.
وأكد باتيس في حديث للجزيرة نت أن الأمور في اليمن ستنزلق إلى ثورة مسلحة لمواجهة جماعة الحوثيين التي تسعى للانقضاض على مكتسبات ثورة التغيير والقضاء على النظام الجمهوري، على حد قوله.
ورأى أن “قوى الثورة قادرة على حماية العاصمة صنعاء ومشروع التغيير في البلاد، إذا لم تقم الدولة بواجبها في التصدي لمليشيا الحوثيين”.
واعتبر أن “ارتباك” رئيس الجمهورية والحكومة والأحزاب السياسية تجاه الجماعات المسلحة المتمردة، يسهل الطريق أمامها لتنفيذ مخططاتها لإسقاط الدولة والقضاء على الثورة ومكتسباتها.
وقال إنه إذا وجدت إرادة رسمية لوقف” إرهاب” حركة الحوثي فإن الشعب والثوار والقبائل وقوى الثورة سيلتفون حول الدولة.
من جهته، توقع مدير مركز أبعاد للدراسات بصنعاء عبد السلام محمد أن يشهد اليمن حالة ثورية غير سلمية ضد حركة الحوثي.
وقال إن ثمة تململا من الأداء السياسي البطيء للرئيس الانتقالي والحكومة، مضيفا أن المواطن لم يعد يهمه كلام الساسة بفعل المجازر والجرائم التي ترتكب بحق اليمنيين.
وِأشار إلى مقتل قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي الذي تصدى لهجوم الحوثيين “الغاشم” على مدينة عمران.
واعتبر محمد في حديث للجزيرة نت أن تأجيل التعامل مع الحوثيين كحركة مسلحة تعيق انتقال السلطة وترفض مخرجات الحوار الوطني، يدفع باليمن باتجاه حرب أهلية.
في المقابل، قلل عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين علي البخيتي من قيمة دعوات الثورة المسلحة.
وقال للجزيرة نت إن الشعب غير مستعد للانخراط في ثورة مع الإخوان المسلمين، بدليل أنه لم يدعمهم في محافظة عمران ولم يحل دون سقوطهم المهين، حسب تعبيره.
واعتبر البخيتي أن القطار تجاوز الإخوان المسلمين في اليمن، وأنهم انكشفوا بعد وصولهم للسلطة، قائلا إنهم يبحثون عن المال والمناصب فقط وضالعون في قضايا فساد، حسب قوله.
يشار إلى أن جماعة الحوثيين تزعم أنها تقاتل حزب الإصلاح اليمني المحسوب على تيار الإخوان المسلمين.
لكن مراقبين يقولون إن الوقائع تنفي هذه المزاعم بدليل أن الحوثيين يحاربون الجيش وسيطروا على مدينة عمران بعد قتل العميد القشيبي.
واستدعى ذلك إدانات مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، وطالبت هذه الجهات الحوثيين بالانسحاب “وتسليم الأسلحة المنهوبة”.