آراؤهم

الإمارات .. وأبناء زايد الخير

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الخليجية قبل أيام عن تأسيس وكالة فضاء لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي الى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية تصل الى الكوكب الأحمر، لم يكن لي تعليق عند انتشار الخبر على الفضائيات العالمية وانتشاره في الصحف سوى جملة «هؤلاء هم أبناء زايد» فهم وكما عهدناهم يفعلون أولا ثم يعلنون، ولهذا السبب حققوا في سنوات قليلة ما لم تحققه دول في عشرات السنين. 
الامارات العربية المتحدة بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائبه رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد أعلنت رسميا عن هذا المشروع العملاق، وأوضح البيان الصادر عن الامارات ان المشروع ليس مجرد مشروع للاستعراض او مشروع يقصد منه فقط الدخول في سباق الفضاء وهو الذي قد يعتبره البعض في غير محله، الا ان المسؤولين في الامارات أوضحوا وبشكل قاطع ان الدخول في هذا المشروع العملاق يقصد منه جدوى اقتصادية وعلمية بل وضع دولة الامارات على خارطة الدول التي تعنى بالبحث الفضائي، وهو ما أوضحه الشيخ خليفة بن زايد في بيانه التالي: «ان هدف دولة الإمارات سيكون دخول قطاع صناعات الفضاء والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتية متخصصة في هذا المجال وأن تكون الإمارات ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل 2021». وهذا الجزء الأهم، اما الجزء المهم من المشروع فهو ما أعلنه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من ان للمشروع جدوى اقتصادية مهمة وهو ما اوضحه في كلمته عندما قال: «إن الوصول الى المريخ تحد كبير وإن الاستثمارات الوطنية الحالية في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء تتجاوز 20 مليار درهم وتشمل أنظمة للاتصالات الفضائية وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء إضافة الى شركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة التي تغطي ثلثي العالم إضافة الى منظومة الأقمار الاصطناعية دبي سات».
إذن المشروع له فائدتان علمية واقتصادية وهو الأمر الذي يجعلنا نفرح كخليجيين وعرب ومسلمين ايضا لهذا الإنجاز العلمي الاقتصادي الضخم.
الامارات العربية وبمشروعات عملاقة سابقة وبمشروعها الفضائي الأخير وما بينهما استضافة معرض اكسبو تثبت أنها ليست مجرد بنايات عملاقة تناطح السحاب بل مشروع دولة برؤية تسبق عصرها بسنوات.
ليس لنا الا ان نبارك للإخوة في الامارات هذا الإنجاز العظيم، الذي وان كان فخرا خاصا بهم الا أننا كخليجيين يحق لنا ان نفخر بإنجازهم ذلك.
مساء الخميس أحيت دولة الإمارات العربية المتحدة الذكرى العاشرة لرحيل مؤسس الدولة وقائدها وباني نهضتها الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تصادف التاسع عشر من رمضان من كل عام هجري، فرحم الله الشيخ زايد آل نهيان وعزاؤنا الذي نستذكر به الفقيد ان أبناء زايد يسيرون على نهجه وها هم اليوم يحققون المستحيل ويرفعون رأس العالم العربي والعالم الإسلامي ايضا بمشروعهم الفضائي.
شكرا لكم أبناء زايد.