أقلامهم

ذعار الرشيدي: معظم المقيمين من مواليد الكويت، هم كويتيون بالفطرة.

الوافدون الكويتيون والزميل الجمل
بقلم: ذعار الرشيدي
«أن تكون كويتيا»، مفهوم واسع رحب لا حدود له أبدا، وهنا لا أتكلم عن الأوراق ولا المواطنة بمفهومها المؤطر وفق القانون والحدود الجغرافية.
***
«أن تكون كويتيا»، يمكن أن تأتي فقط لمجرد أنك ولدت على هذه الأرض الطيبة، هنا تكون كويتيا بالمولد، بغض النظر عما يقول القانون، لبنانيا كنت أو مصريا أو هنديا أو تونسيا أو حتى أميركيا بمجرد ولادتك هنا فأنت كويتي، الأمر ليس مزاجيا ولا له علاقة بالقانون فهنا مكان ولادتك، أو كما يقولون مسقط رأسك، شئت أم أبيت «مكان الولادة سيلاحقك أينما كنت» وسيلاحقك في أوراقك الرسمية ايا كانت جنسيتك التي ستحصل عليها.
***
«أن تكون كويتيا» هي أن تعيش على الأقل أكثر من ثلث عمرك في هذه الأرض، هنا ستنسى سيصبح جزء منك كويتيا، ربما ليس برغبة منك، ولكن اسأل اي مقيم من اي جنسية قضى في البلد أكثر من 15 عاما، سيخبرك أن جزءا منه تحول إلى كويتي، تطبع ربما، أو هي الذكريات، أو الجو المحيط، ولكن جزءا منه سيصبح كويتيا وسيظل معه سواء غادر البلد أو بقي فيه.
***
معظم المقيمين من مواليد الكويت، هم كويتيون بالفطرة، كويتيون بالمولد، نعم قانون الجنسية معقد ليحصل عليها أمثالهم، ولكنهم كويتيون، أغلبهم لسانه كويتي، تفكيره، حتى نمط حياته يقترب بنسبة 100% من النمط الاستهلاكي الكويتي، عقله كويتي، العيب عنده مصدره كويتي، تفكيره أحلامه رؤاه أطباعه كلها كويتية، وهؤلاء من مواليد الكويت من أبناء المقيمين يستحقون على الأقل استثناء في معاملات الإقامة، فهم كويتيون بالمولد، ويجب أن تكون لهم معاملة خاصة، حتى في استخراج رخص القيادة، هؤلاء لا يمكن أن نعتبرهم كما يرى العنصريون وافدين بل هم مقيمون كويتيون، هؤلاء يجب أن يتم استثناؤهم من كثير من المعاملات خاصة في وزارات الصحة والشؤون والداخلية، فهم شئنا أم أبينا وشاؤوا هم أم أبوا… كويتيون!
***
غيب الموت الجمعة الماضية الزميل محمد الجمل، لم أزامله بشكل مباشر ـ رحمه الله ـ بل كنا نلتقي مصادفة في القسم الرياضي، حيث كنت أعمل في قسم المحليات، لقاءات قصيرة سريعة متعددة معه جعلتني منذ ذلك اليوم وحتى رحيله كونت عنه صورة بأنه أخف مخلوق قابلته في حياتي طينة، الأهم شخص طيب جدا، أما الصورة التي كونتها عنه نقلا عن الزملاء الذين عاصروه سنوات طويلة فهي أنه كان من طبقة النبلاء أخلاقا.
بحسبما يذكر الزميل صلاح رشدي، فالزميل الراحل محمد الجمل زامله في التربية والصحافة لأكثر من 40 عاما، والراحل الجمل التحق بالصحافة وتحديدا بالزميلة «القبس» عام 1984، أي أنه ـ رحمه الله ـ دخل البلاد بين عامي 1973 و1974، وكان عمره 24 ربيعا هي ثلث عمره جاء بها من مصر ليقضي الثلثين المتبقيين من عمره في الكويت.
نحو أكثر من 40 عاما قضاها الراحل في أرض الكويت وقدم خلال مسيرته في الصحافة التي امتدت لأكثر من 30 عاما خلاصة تجربة صحافية متخصصة، فرحمك الله يا ابا كريم، يامن رحلت وثلث منك مصري وثلثان منك كويتي خالص، شكرا لك، ولأمثالك ممن قدموا إلى هذا البلد زهرة شبابهم وزرعوا بدلا منها عملا بناء وذكرى لا تنسى.