أقلامهم

وليد الرجيب: أطفال غزة وسورية والعراق عيّدوا تحت القصف والدمار.

بأي حال عدت؟ 
وليد الرجيب / أصبوحة
يسمونك عيداً، أي مناسبة للفرح واحتفال الأطفال وفرحتهم للبس ملابس جديدة والحصول على عيدية، ونسعد جميعاً بقدومك علينا الذي لا يتكرر سوى مرة في العام، ونهنئ بعضنا ونزور أقاربنا وأصدقاءنا لأنك تأتي بالخير والسعادة وتجمع الأحباب.
لقد عدت هذا العام مثل كل عام، ولكن بأي حال عدت لنا يا عيد هذه المرة؟ هل عدت بالأفراح واليمن البركات على أمتينا العربية والإسلامية؟ هل عدت وعالمنا العربي يرفل بالسلام والمحبة والأمان والسعادة؟
فأنت فرحة الصغار قبل الكبار الذين يستقبلونك كبشرى فرح، أنت من ينتظره الأطفال بفارغ الصبر لينعموا ببركتك وبفرحة قدومك، فهل عدت جالباً معك الفرحة للأطفال أم عدت في وقت وظروف قاسية عليهم في بلادنا العربية وواقعنا الأليم؟
فأطفال غزة وسورية والعراق عيّدوا تحت القصف والدمار والتفجير والتشريد وتهديم منازلهم ومرابع طفولتهم، وسرقة المتوحشين والمستبدين لابتسامتهم، وفرحة احتفالهم مع أصدقائهم وأهلهم الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم ومدارسهم.
أينما نلتفت في بقاع عالمنا العربي نجد القصف وتقطيع الرؤوس وتهجير الأسر المسيحية من الموصل وغيرها، وكل ذلك يحدث تحت ذرائع ومبررات الأمن والاستقرار وملاحقة المخربين والإرهابيين أو تحت ذريعة تطبيق شرع الله، بينما هذه الأنظمة المستعمرة والأنظمة العربية المستبدة المنفردة بالحكم، والجماعات التي تدعي الإسلام وتقوم بمذابح وحشية لا مثيل لها، ويزج بالعشرات في المعتقلات والسجون بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار أو بناء دولة الخلافة الإسلامية.
عدت يا عيد لأطفالنا هذا العام وهم يشعرون بالخوف على حياتهم ومستقبلهم، عدت دون أن يروا هلالك بسبب دخان القذائف وغبار منازلهم ومدنهم ومدارسهم المدمرة، عدت وقد تساوى لديهم المغتصب لأرضهم من الصهاينة والأنظمة العربية التي لا تكترث لمأساة أقرانهم في فلسطين، بل أن ظلم ذوي القربى أشد وأمر من الغزاة.
هل ستعود ذات عام وأطفال العرب وشعوبها ترفل بالحرية والديموقراطية والعدالة والأمان؟ هل ستعود في يوم ما ونحن نشعر بالعزة والكرامة والفخر؟ هل ستعود وقد خلت السجون العربية من كل سجين سياسي؟ أم لم يعد لقدومك معنى لنا ولأطفالنا؟ هل سنشهدك في زمن فرح كما اعتدنا؟ أم ان ذلك أضغاث أحلام وأوهام عصية على التحقق في هذا الزمن التعس والرديء؟