أقلامهم

وليد الغانم: فقدت الكويت منذ زمن بعيد شخصية النائب الوطني النزيه.

أيها النواب.. جابلوا إجازتكم أبرك
الاسم: وليد عبدالله الغانم
مجلس الامة الحالي مخيب لآمال الكثيرين ممن شاركوا في العملية الانتخابية، وبالرغم من محاولة البعض داخل وخارج هذا المجلس تلميعه بشتى الطرق، فان الشمس لا يمكن تغطيتها بمنخل، وهناك قناعة واضحة ان هذا المجلس معظمه طوع الحكومة سراً وجهراً، وموضوع تسويق انجازاته خدعة كبيرة ستنكشف قريباً او بعيداً، والشواهد على هذا مليئة ولا يحتاج الى إعادة تكرارها.
هذا المجلس المغيب عن القيام بالدور الرقابي الفعلي حالياً ومستقبلاً ان سار على هذا النهج، وهو متوقع، ومع هذا فإن بعضاً من نوابه مشغولون جداً بالحروب الكلامية والتغريدات الهوائية في تويتر، ويبدو انهم لم يجدوا متنفساً ليشعروا بمناصبهم الا من خلال تلك الاساليب التي لا قيمة حقيقية لها ليغطوا عجزهم السياسي.
ليست تلك المصيبة فحسب، ولكن مع غياب بعض النواب عن عملهم المفترض، ومع ولعهم بالتصريحات الفارغة، فإنهم وللاسف تخصصوا في اثارة المجتمع واشعال الفتن والهجوم على خصومهم في كل شاردة وواردة، ويخيل اليك انهم رواد ديوانية نهارية، لا شغل لهم ولا عمل سوى تتبع أقوال الناس والرد عليهم بأي اسلوب وأي طريقة، فقط ليثبتوا وجودهم، أو ربما ليقوموا بالمهمة التي كلفوا بها.
فقدت الكويت منذ زمن بعيد شخصية النائب الوطني النزيه ذي الاخلاق الرفيعة والطرح العام، والمتجرد من الخصومات الهابطة والالفاظ الساقطة، ممن يرى في عضويته هماً ومغرماً وأمانة ثقيلة يواجه بها الناس الذين انتخبوه، ويحمل عبء الوطن والمواطن بصدق، وابتلينا بفئة من النواب يرون في المجلس مغنماً وفرصة للتكسب المادي يقتاتون على الطروحات الطائفية والقبلية والعنصرية، يفرقون ولا يجمعون، يفسدون ولا يصلحون، فهل تستحق الكويت هؤلاء؟
ايها النواب قولوا خيراً أو اصمتوا، فلئن صبر الناس على عجزكم داخل المجلس فلا تفضحوا أنفسكم بالسوء خارجه.
والله الموفق.
إضاءة تاريخية:
في الخمسينات ثمنت اراضي للشيخ يوسف بن عيسى رحمه الله، تقع بها مدرسة، بمبلغ مجزٍ، فلما قدم له الشيك وعرف ان الارض المثمنة للمدرسة تنازل عن قيمة التثمين، شتان بين ناس ترد مالها وناس تبوق اللي مو لها.
وليد عبدالله الغانم