آراؤهم

الكويت مركز إنساني في انتهاك حقوق البدون

أفتخر بقرار جمعية العامة للأمم المتحدة بأن تمنح بلادي مركز إنساني عالمي, لكنه يحزنني بشدة حين لا تستطيع إيجاد وظيفة ولا تلقّي الرعاية الصحية، ولا تستطيع إيجاد المسكن, ولا الاستفادة من التعليم، ولا تعبير عن رأيك، بل وحتى السير في الشوارع على هواك، فما فائدة قيمة إنسان؟ لا شيء يذكر.
فعلى وطنك الذي يساهم بمبالغ طائلة في مجال حقوق الإنسان، أن يفي إزاءك بعض التعهدات، أن تعتبر فيه موطناً عن حق, وألا تخضع فيه لقمع، أو لتمييز، أو لأشكال من الحرمان بغير وجه حق، ومن وأجب وطنك وقياداته أن يكلفوا لك ذلك، ومن ناحية آخر آخرى وفق موقف من غادر الوطن إلى الغرب ألتمس العيش الكريم, بتعبير أن لا تدين لهم بشيء، بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس في وطنك، تعطيه كل ما لديك، وتضحى من أجله الغالي والنفيس, فالوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس، لا تعطيه شيئاً، فالنبل يستدعي العظمة، واللامبالاة تستدعي اللامبالاة، والازدراء يستدعي الازدراء، ومن جهتي لا وجود إنساني من دون وطن.
ومن دون شك القرار أتى قاسي بحق كويتي البدون أولاً، وبحق من أسترق نتيجة القوانين الجائرة، فقد أثبت تناقض جمعية العامة للأمم المتحدة، فدعم بلادي الوضع الإنساني من خلال مؤتمر المانحين الدولي ثاني بنصف مليار دولار الذي منح بلادي مركز إنساني عالمي كمساعدات إنسانية إلى اللاجئين سوريين، بحاجة إلى السلام أكثر من مؤنه، وفي ما يتعلق في بلادي فمن صواب أن يضعوا حداً لما يجرى من انتهاكات لحقوق الإنسان.
ألم يطلع بان كي مون على مدن الصفيح مدقعة بجوار الثراء يعيش فيه أكثر من 63998 ألف نسبة من الكويتيين البدون وذلك بحسب احصائية وزارة التخطيط، يعانون من عدم توافر الخدمات الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأفقر المدن في العالم.
وهنا أتساءل، هل مساهمات بلادي  جمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الانسان من النظر إلى أطفال ونساء وشيوخ مهشمين ومعدومين من أبسط مقومات العيش الكريم, كي تمنح هذا اللقب الذي أحزنني وأحزن كثيرون شقاؤه تعسف وتسويف حكومي، ولا يظن أنه لا يفرحني بل سوف يفرحني ويسعدني حين تساعد في تنمية الإنسان فتعطيه كل ما يحتاجه تحقق بذلك العدالة، عندها سوف تستحق بالفعل مركز إنساني عالمي، فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الامريكية سر قوته حقوق الانسان، ولا ظن أحداً سيحزن حين يرى الكويت تنافس في مجال حقوق الإنسان الولايات المتحدة.
وأستغرب بشدة ما يعتبر حقوق إنسان في أمة غير ما يعتبر ذلك في غيرها؟ تعمل بإهمال بالغ، فكيف تغفل عن هذه الحقيقة البسيطة، فهذا يوحي لي أننا مقصرين جداً في قضيتنا، مهما كان استياءنا وانتقادنا لن يرى العالم مآسى الكويتيين البدون إلا بالعمل الجماعي الجاد، وهنا أنبه لأمر غريب أراه يجرف الكويتي البدون وراء  العنصرية بغيضة في حكمه على اخترع سلطوي في مستحق والغير مستحق وطائفية مقيتة أيضاً من غير إن يعي استيلادها استدخالها واستنساخها فيما يدّعي المعاناة من بطشها ظلمها وعماها، فإن تصغير الناس يعني شحنهم بالخوف وبالتالي خشيته من الآخر، في وقت الذي نريد فيه تضافر وتكاتف، يحتاج منا الالتزام الجاد، والوعي الكامل، إذا ما اردنا حل قضيتنا وجعل كويتنا مركز إنساني.