أقلامهم

مبارك الهاجري: بقاء أميركا يتطلب المزيد من إشاعة الفوضى والرعب.

المسلمون … والإرهاب الأميركي! 
| مبارك محمد الهاجري |
الدين الإسلامي أكبر وأجلّ من أن نعدد مناقبه ومحاسنه، وعظيم إنجازاته في تاريخ البشرية، وهي أكثر مما تعد، ولن تسعها المجلدات الضخمة، ولكن أن تستمر الإساءات إليه بهذا الشكل، وتشوه صورته وسمعته لدى أقطار العالم وشعوبها عبر وسائل الإعلام الأميركية فهذا أمر يدعو إلى وقفة جادة وحازمة من قبل منظمة العالم الإسلامي والتي يبدو أن دورها قد أفل بوجود المنظمات الإقليمية التي سرقت منها الأضواء!
معلوم أن دول مجلس التعاون الخليجي تكافح الإرهاب بكل قوة والمتمثل بالتنظيمات المتأسلمة والتي أثبتت عمالتها صراحة لأجهزة الاستخبارات الأميركية، وهذه حقيقة وليست مبالغة وقدمت إليها ما لم تكن تحلم به من خدمات كبيرة! بالأمس تنظيم القاعدة مارس الإرهاب بكل ماتعنيه الكلمة في البلدان العربية والإسلامية، واليوم يكمل تنظيم داعش المهمة بكل وحشية ودموية، هذا التنظيم الذي ظهر إلى السطح فجأة محملا بالغالي والنفيس وأرصدة بالملايين من الدولارات دون أن يعلم أحد من أين أتى ومن هم قادته وممولوه!
إذاً المسألة ليست بحاجة إلى برهان، ودليل المرء عقله، أميركا باقية في المنطقة وبقاؤها يتطلب المزيد من إشاعة الفوضى والرعب، وإيجاد الأرضية المناسبة للتنظيمات الإرهابية حتى يتسنى لها أن تفرض أجنداتها المدمرة!
في الجانب الآخر من آسيا، سترى عزيزي القارئ، كوريا المقسمة، والتي تعاني من وطأة السياسة الأميركية، وتلاعبها، حيث جعلت من توحيد الكوريتين حلما لن يتحقق، وإلا بماذا ستفسر وجودها في حال الوحدة كألمانيا التي توحدت بعد انهيار حائط برلين، وتلاشى معه الوجود الأميركي تقريبا.
إذاً، العم سام ليس بالصديق الوفي، ولا بالمحايد النزيه، فهو ليس سوى آفة تستنزف مقدرات الشعوب، وبقاؤه يتطلب المزيد من الحروب، وتحطيم كيانات دول، وإبقاء أخرى كي تبقى الولايات المتحدة القوة الوحيدة والمهيمنة على العالم دون منازع!