آراؤهم

الحضارة والأخلاق

لكل شعب همجية في افعاله التي تجعل الغُرباء اكثر نفيراً منهم ’ وهم وإن ابصرت الى افعالهم تجدهم  من اكثر الدول في الارتقى الحضاري والتعجب هو سيد الموقف عند التدبر في حالهم لكن التأمل بهذا الموضوع يجعلني اكثر تركيزٍ به وهي مقارنة الاخلاقيات بالحضارة : ومن هنا تنطلق الاشارة التي اُريد توصيل الفكرة بها أليكم وهي عن “الحضارة” ودور الاخلاق في صعودها من وكر الظلام الى سقف الاحلام , تعُتبر الحضارة الفرعونية من نوادر الحضارات في تقدمهم وتاريخهم خيرُ شاهد على ما اقول ولكن عندما تنظر الى افعالهم تجعلهم “عضة وعبرة” لمن بجانبك ولك انت فوراً وتتذكر طغيانهم وتتلو الايات وتستذكر الاحاديث الكثيرة بهم وبعذابهم , وبعد خمس دقائق يبدأ اللسان بنطق الانجاز العلمي والحضارة التي شيدُها الفراعنة وتتعجب من الاهرامات والرموز التي تدُل على انهم قد فكرُ بصناعة السيارات والطائرات والكثير الذي تعجز عنه موسوعة لتدوينة ..
“1”
الحضاره لاتوجد لها اخلاقيات من “وجهة نظري الصغيرة” وفي هذا الموضوع بعض الادلة:
الحضارة الفارسية من اكبر الحضارات في التقدم العمراني والاقتصادي ولكن إن نظرت اخلاقهم فهم في إخفاق كبير من الاخلاق وانتشار كبير وعظيم من الظلم والفساد , من الممكن اننا لانعتبر ان كٌل التاريخ القديم واقعي , لكن عندما يكون الموضوع قد عاصرناه يكون اكثر واقعية وهنا سوف استشهد  بمقولة الخُميني وهو يقول :(يتعاظم إحساس المجتمعات ـ التي تخلت عن القيم المعنوية والروحية  والغارقة في مستنقع الفساد ـ بالتعاسة يوماً بعد آخر. لأن التقدم المادي والثروة وحدهما  لا تسعدان الإنسان). قد عظم الخميني الاخلاق ولا يعلم ان ما يحصل لسنة الاهواز ليس من الخلاق فلا تجتمع حضارة بالاخلاق !
“2”
قد تكون الشعوب ليست مقياس ولكن سوف نستعرض الحضارات الحديثة مثال : ” الحضارة الإعلامية ” عندما نقول الاعلام فالاعلام حضارة ليست بشيء القليل فلا منتج بدون الحضارة الاعلامية في الوقت الحالي ولكن عندما نتكلم عن الاخلاق في الحضارة الاعلامية فهي في المستوى الذي يعرفُه الجميع والإجابة  سوف تكون لك .. ولكن تذكر الاخلاق التي صنعت داعش وهم عند الجميع امريكا لكي تستخدم الاجندة الخاصة بها في تثبيت حكم سوريا وتعديل القيادات في العراق بدون لمس العراق وبلا دليل .. السؤال هُنا من صنع كُل الذ يحصل بكل بساطة “الاعلام ” ولانريد ان ندخل في عمق الاعلام ولكن هي  روُس اقلام لكي نفهم الحضارة الاعلامية ودور الاخلاق بها والادلة واضحة لمن يُشاهد مايحدث
“3”
” قد اتفقت انا وانت على ان الحضارة لم تجتمع هي والاخلاق في العصر الفرعوني “
وإن لم نتفق فبعض الادلة تُريد ان تخرج لكي تكون حجة في ان “لاحضارة بوجود الاخلاق ! ” , هتلر  رأس النازية كان قد اعاد الى المانيا حضارتها العريقة وقد انقذ المانيا من الهلاك المعيشي بسبب خروج المانيا قبل سنوات من حرب فاشلة ومعاهدات تحمل في جعبتها الزام المانيا على دفع تكاليف المتضررين وسبب الرجوع الى القوة يعود الى هتلر .. وهتلر لم يجتمع بالاخلاق على مر التاريخ والحرب خير شاهد التي ادت الى قتلة ولكن نقول بكل صراحه والتاريخ شاهد على ما اقول هو ان هتلر اعاد المانيا الى خط الامان , المانيا قد تكون سبب الموضوع الذي اثار غضبي من سوء اخلاق بعض الالمان في التعامل مع السياح من كل مكان وليس السياح ” العرب ” كما يظن البعض والمواقف كثيرة التي  جعلتني اُصنف الشعب الالماني في الشعوب التي تفتقر الى الاخلاق وعدم الاحترام .. قبل إسبوع كُنت في ميونخ وزرت المجمع القريب لكي اشتري بعض الملابس وعند انتهائي من التسوق توجهت الى الكاشير لكي ادفع المبلغ وتم دفع المبلغ ولكن قال لي البائع : دع الاغراض هُنا دقائق ومضت نصف ساعة لا اعلم ماهو سبب التأخر وتحدثت معه مرات عديدة ولكن لم يجب بحجة محاسبة الزبائن .. حملت الاغراض وتوجهت غاضباً الى باب الخروج ولكن الاصوات قد ارعبتني يطالبون مني بعدم الانصراف وقد ازعجني المثل كثيراً ” ياغريب كُن اديب ” ورجعت اليهم وكان سبب تأخري بقولهم في اخر الامر هو ان الملابس يجب ان تبقى الى ان يبحثُ في المستودع إن كانت متوفرة نفس الملابس ام لا .. لم يعجبني الجواب الغير مقنع  وقلت لهم لا بأس ولكن اُريد ” فاتورة الملابس” لإسترجاع الضرائب هُنا تم تجاهلي نهائياٌ ..وقررت استرجاع الملابس على الفور وكثر الصراخ الذي سبب فوضى ولكن حكمة الله اخرجتنا من الموقف بسلام ,  قلت في نفسي عند الخروج تلقائياً كيف إجتمعت الحضارة وعدم الاخلاق .. كيف اجتمعت لشعب : السيارات , الطب , الطائرات , الافكار الرائدة , وعدم الاخلاق “لا أدري” وتذكرت كلمة لصديق من القصيم تعرفت عليه في النمسا قبل ذهابي الى المانيا بايام : قال ” لو بيديهم ماجتنا المرسيدس والبي ام ” هنا نقول لا حضارة بدون اخلاق !
 “4”
يجب ان تعلم أن الحضارة قد كثرت التعاريف الخاصه بها وقد قرأت العديد من التعاريف ولكن عند الاغلب ان تعريف الحضارة : هو التشييد العمراني والاقتصادي والعلوم والحضارة في اللغة مشتقة من الحضر وهم سكان المراكز العمرانية .
بقلم | سعود عزيز الشمري