أقلامهم

ذعار الرشيدي: لا أؤيد «حماس»، ولكن هذا لا يعني أن أتنازل عن إنسانيتي.

حسناً.. من هو الصهيوني الآن؟!  
بقلم: ذعار الرشيدي 
حسنا.. من هو الصهيوني الآن؟، هذا السؤال يجب طرحه بعد التقرير المطول الذي أصدرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية والتي تمثل الجناح اليساري في الخارطة الإسرائيلية، فقد أوردت الصحيفة تقريرها المطول حول الحرب الإسرائيلية على غزة والتي عنونته بـ «واحد صفر لصالح حماس ضد إسرائيل» بعد 7 أسابيع من الحرب الدموية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
***
ذات الصحيفة نقلت شهر يوليو الماضي مقالا مثيرا للجدل وأحدث ضجة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية عنوانه «أسوأ الطيارين» للكاتب جدعون ليفي الذي وجه فيه انتقادا شديد اللهجة للطيارين الإسرائيليين المشاركين في الطلعات الجوية، في مقاله يسأل جدعون الطيارين: «كيف تنامون ليلا وأنتم تقتلون الأطفال؟».
***
وفي مقطع مهم من مقاله يقول ليفي: «وفي ليلة أول من أمس قتلوا 18 من ابناء عائلة البطش. وكان «الهدف» قائد شرطة غزة تيسير البطش وكانت النتيجة 21 قتيلا منهم 18 من ابناء عائلته فيهم 6 اولاد و4 نساء. فهي عائلة فنيت. أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح».
***
هناك رأي عام حي في إسرائيل، وليس جدعون ليفي، وهو بالمناسبة كاتب يساري، وحده المعترض من الإسرائيليين على الحرب الوحشية التي يشنها جيشهم ضد غزة البائسة، وآخر استطلاع للرأي العام في إسرائيل وبثه التلفزيون الإسرائيلي أول من أمس بين أن شعبية نتنياهو انخفضت إلى ما دون النصف، وبغض النظر عما إذا كانت الأسباب التي دفعت المشاركين في الاستطلاع إلى عدم تأييده ولكن هناك نسبة كبيرة ترفض الهجوم على غزة «شبه المعزولة».
***
حسنا.. لنعد إلى السؤال الذي افتتحت به المقالة.. «من هو الصهيوني الآن؟!»، الذي يرفض من مبدأ إنساني أن يرتكب جيش بلده جريمة بحق الإنسانية، أم العربي ابن العربي المسلم ابن المسلم الذي يؤيد ضرب الجيش الإسرائيلي لبشر عزل، بغض النظر عن ملتهم ومذهبهم ودينهم، وحجته القضاء على «حماس»؟!
***
لمن لا يقرأ، ولمن يكتفي بالتنظير من السطح، والذي يتعامل مع أنهار الدماء التي سالت وتسيل يوميا على غزة وكأنها أمر لا بد منه لإنهاء «حماس»، هو إنسان سقطت إنسانيته، واستبدلها بـ «شيطانية» لا يعرفها حتى الشيطان نفسه، عندما يكون الصهيوني اليهودي أرأف بأطفال غزة منك، هذا يعني أنه ينظر بعين «إنسانية» وأنت استبدلت عينيك بعيني شيطان.
***
عامة التقرير الذي نشرته أمس «هآرتس» يكشف كامل القصة التي لا يريد بعض المتصهينين العرب أن يقرأوها ناهيك عن ان يفهموها أصلا.
***
توضيح الواضح: بالمناسبة لمن يسأل: لا أحب «الإخوان» سياسيا ولا أؤيد «حماس»، و«حدس» في الكويت تمثل لي أسوأ جناح سياسي على الإطلاق، ولكن هذا لا يعني أن أتنازل عن إنسانيتي وأطالب بحرق بلد كامل لمجرد أنهم يديرونه.