محليات

الغانم: سويسرا طلبت مساعدة الكويت لإنجاح عقد مؤتمر دولي حول غزة

أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم اليوم أن الجانب السويسري طلب مساعدة دولة الكويت في استثمار شبكة علاقاتها المتميزة مع العديد من الدول ليكون دورها ايجابيا ومساعدا لإنجاح إقامة مؤتمر دولي للموقعين على اتفاقيات جنيف حول الاوضاع في قطاع غزة وعرض الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة عليه. 
جاء ذلك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت عقب الاجتماعين الموسعين اللذين عقدهما الرئيس الغانم والوفد البرلماني المرافق في العاصمة السويسرية برن امس مع رئيس مجلس الدولة (الغرفة الأعلى للبرلمان) هانز جيرمان رئيس المجلس الوطني (الغرفة الأدنى للبرلمان) رودي لوشتنبرغر بحضور رئيسي لجنتي الشؤون الخارجية في المجلسين.
وشدد الغانم على ان الكويت ستبذل كل ما بوسعها من اجل انجاح عقد هذا المؤتمر قائلا “ربما نحن لا نمتلك الجيوش أو السلاح لرفع المعاناة عن إخواننا في قطاع غزة لكننا نملك الأسلحة الدبلوماسية وأن مسؤوليتنا اليوم تجاه الفلسطينيين أصبحت مضاعفة لكوننا نترأس جامعة دول العربية والاتحاد البرلماني العربي خلال الدورة الحالية”.
واشار إلى أن الجانب السويسري لم يحدد موعدا لعقد المؤتمر حتى الان ولكن اشترط موافقة 40 إلى 50 دولة لعقده من اجل تسليط الضوء على ما يحدث في غزة.
وحث الغانم البرلمانيين السويسريين على الضغط على حكومتهم خاصة وأن الدول الديمقراطية لا يتخذ فيها القرار الحكومي بمعزل عن البرلمان مشيرا إلى أن الجانب السويسري وعد ببذل المساعي الحثيثة لعقد هذا المؤتمر لكونها الدولة المؤتمنة والحاضنة لهذه الاتفاقيات.
وبين “إننا نعلم سلفا أن الأطراف المتعاطفة مع إسرائيل واللوبي الصهيوني سيحاولون وضع كل العراقيل لمنع عقد مثل هذا المؤتمر الذي سيسلط الضوء وسيكشفهم ويفضحهم وسيساهم إلى حد كبير في إيقاف معاناة أهالي غزة”.
وشدد الغانم على أهمية الدور المحوري الذي بإمكان الاتحاد السويسري ان يلعبه في تخفيف المعاناة الإنسانية والكوارث الإنسانية والمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون بشكل يومي في قطاع غزة من خلال الدعوة لعقد هذا المؤتمر.
وكشف أن المسؤولين السويسريين أعلنوا عن تسلمهم طلبا في 10 يوليو الماضي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لعقد هذا المؤتمر لافتا إلى أن سويسرا باشرت بتوجيه الدعوات إلى عدد من الدول في 22 يوليو الماضي.
وأشاد الغانم بالمباحثات الإيجابية والمثمرة التي أجراها وفد مجلس الأمة مع عدد من البرلمانيين السويسريين والتي تركزت على علاقات التعاون بين البلدين وبحث اهم الملفات الاقليمية وعلى رأسها الاوضاع في غزة.
وجرى خلال الاجتماعين بحث سبل إيقاف الكارثة الإنسانية في قطاع عزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي لا تتوافر له مقومات وشروط الحياة الانسانية الكريمة حيث زود الوفد الكويتي نظيره السويسري بآخر المعلومات والتطورات التي تثبت فداحة الوضع المأساوي هناك.
وبين أن طرح هذا الملف يأتي تنفيذا للتكليف الذي كلفه اياه رؤساء البرلمانات العربية مؤخرا كونه يترأس الاتحاد البرلماني العربي.
وذكر “واجبنا الشرعي أن نكرس كل ما نستطيع أن نقوم به من جهد ونستثمر كل علاقاتنا الدولية للتخفيف عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وأضاف “قلنا لاصدقائنا السويسريين اننا يمكن أن نتفهم أن تكون سويسرا محايدة سياسيا إلا أننا لا نستطيع أن نتفهم ان تكون محايدة إنسانيا خاصة وأن الكيان الصهيوني قد خالف كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين وارتكبت جرائم حرب وانتهكت اتفاقيات جنيف الأربع حيث تكاد إسرائيل أن تكون خالفت كل مادة من مواد تلك الاتفاقيات”.
وعلى صعيد علاقات التعاون بين البلدين اكد الغانم ان الجانبين اكدا ضرورة تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والبرلمانية والاكاديمية والصحية وغيرها من المجالات.
وقد وجه الغانم خلال الاجتماعين دعوة رسمية لرئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب السويسريين لزيارة دولة الكويت في اقرب فرصة ممكنة.
ومن جانبه ثمن سفير دولة الكويت لدى الاتحاد السويسري السفير بدر التنيب نتائج الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الامة والوفد البرلماني المرافق الى البرلمان السويسري بالعاصمة برن.
وقال السفير التنيب في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “ان هذه الزيارة تعزز من العلاقات البرلمانية بين الشعبين الصديقين لاسيما وان بين البرلمانين الكويتي والسويسري تفاهما بشأن العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك”.
واضاف ان “الزيارة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه دولة الكويت وعلى المستويات كافة الى حث المجتمع الدولي لعقد مؤتمر حول اوضاع الفلسطينيين وفق اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بأوضاع المدنيين تحت الاحتلال”.
واكد التنيب “وجود توافق تام في وجهتي النظر الكويتية والسويسرية فيما يتعلق بضرورة رفع المعاناة عن الفلسطينيين في قطاع غزة وضرورة التعامل مع الوضع الانساني المفزع هناك بصورة عاجلة والسعي بحثا عن آليات ناجعة لوقف نزيف الدم الفلسطيني”.
واشار الى “وجود قواسم مشتركة مختلفة بين الشعبين مثل التمسك بقواعد وآليات الديمقراطية وحرية الصحافة وتفعيل آليات احترام حقوق الانسان وتطبيقها وهو ما يجعل التفاهم بين الجانبين في مختلف القضايا الدولية مكللا بالنجاح”.
وعلى صعيد متصل أكد عدد من النواب الكويتيين أهمية الاجتماعات التي عقدها الغانم والوفد البرلماني المرافق له مع كبار المسؤولين في البرلمان السويسري.
واعربوا في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) عن اعتقادهم بأن هذه الاجتماعات تسهم بشكل فاعل في تعزيز العلاقات الثنائية وايصال صوت الشعب الكويتي في الظروف الصعبة التي تمر بها الامتان العربية والاسلامية.
وقال النائب الدكتور يوسف الزلزلة ان الأوضاع في غزة كانت محورا رئيسيا خلال تلك الاجتماعات واصفا نتائجها ب”المثمرة”.
وأضاف ان الوفد البرلماني تلمس خلال تلك الاجتماعات رغبة الجانب السويسري في الدعوة الى عقد مؤتمر يهدف الى تسهيل مهمة المنظمات الإنسانية في الدخول الى غزة ومحاولة مساعدة الشعب الفلسطيني معربا عن الأمل في عقد ذلك المؤتمر في القريب العاجل.
من جانبه ثمن النائب أحمد لاري الجهود التي بذلها الرئيس الغانم لايصال رسالة بليغة للجانب السويسري عبرت عن موقف شعوب المنطقة وتخوفها من الأحداث الجارية وضرورة التصدي لها.
وذكر ان الوفد البرلماني الكويتي ركز خلال اجتماعاته مع كبار المسؤولين في البرلمان السويسري على الجانب الانساني في غزة مع ضرورة ايجاد الحلول السريعة بهذا الشأن لاسيما المتعلقة بالأمور الانسانية كالماء واقل مستلزمات الحياة.
من جهته قال النائب حمود الحمدان ان المباحثات مع الجانب السويسري كانت “صريحة وواضحة” حول العديد من القضايا وخصوصا المتعلقة بغزة مشددا على ضرورة عقد مثل هذه الاجتماعات بهدف تقريب وجهات النظر حول العديد من القضايا وايجاد الحلول لها.
بدوره رأى النائب محمد البراك ان تلك الاجتماعات تعتبر خطوة مهمة لتعزيز العلاقات البرلمانية بين الكويت وسويسرا.
وقال ان تشابه الكويت وسويسرا من حيث شخصيتهما السياسية كونهما داعمين للسلام والاعتدال السياسي يشكل عاملا محفزا وداعما لتعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين.
اما النائب محمد طنا العنزي فقال ان المسؤولين في البرلمان السويسري ثمنوا كثيرا الدور الانساني الكبير الذي تقوم به دولة الكويت.
وقال ان الوفد البرلماني الكويتي شدد خلال الاجتماعات على اهمية تفعيل اتفاقيات (جنيف) ازاء الوضع المأساوي في غزة.
وكان رئيس مجلس الأمة وصل الى جنيف الاحد الماضي على رأس وفد برلماني في زيارة رسمية لسويسرا تستغرق أربعة أيام تلبية لدعوة من البرلمان الاتحادي السويسري.