عربي وعالمي

داود أوغلو بين تركيا القديمة والجديدة

احتفى الإعلام الموالي لحكومة العدالة والتنمية بتولي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو زعامة الحزب خلفا لرجب طيب أردوغان، تمهيدا لرئاسته للحكومة وكان العنوان المشترك لعدد من الصحف الإسلامية الموالية هو “داود أوغلو يفتتح عهد تركيا الجديدة”. 
وقال رئيس تحرير صحيفة “ستار”، مصطفى قره علي أوغلو، إن “هذه هي تركيا الجديدة الثانية، لآن تركيا الجديدة الأولى بدأت مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم خريف عام 2002، والآن نبدأ عهد تركيا جديدة ثانية مع أحمد داود أوغلو”. 
أما صحيفة “يني شفق” فخرجت بعنوان “الرئيس والخوجة يدا بيد من أجل تركيا جديدة”، في إشارة إلى الرئيس أردوغان و”الخوجة” أو الأستاذ، وهو لقب داود أوغلو.
أما صحيفة “صباح” فأبرزت جملة من كلمة رئيس الحكومة المنتظر، حيث قال: “حزبنا قدم لتركيا ما لم يقدمه أتاتورك وإنونو” وذلك تحت عنوان “تركيا الجديدة” أيضا، مشيرة إلى الوعود السياسية التسع التي تعهد داود أوغلو بتنفيذها خلال فترة زعامته.
أما صحيفة “العقد الجديد”، وهي أكثر الصحف مغالاة في الموالاة للحكومة، فصبت جام غضبها على قناة “سي إن إن” الأميركية، لأنها نقلت أخبار تولي داود أوغلو لزعامة الحزب تحت عنوان “الاضطرابات في تركيا”.
وفي المقابل تساءل الإعلام الليبرالي واليساري عن “تركيا الجديدة” المقصودة هنا، واعتبر أن داود أوغلو لن يكون إلا وجها جديدا لسياسة قديمة هي سياسة أردوغان، إذ انتقدت صحيفة “حرييت” الليبرالية منع حزب العدالة والتنمية لنحو ثلث وسائل الإعلام التركية حضور المؤتمر بحجة أنه “إعلام معارض”.
وكتب أحمد هاكان “إنه في عهد الوصاية العسكرية كان يمنع على الصحف الإسلامية حضور مؤتمرات العسكر، وهذا انتهى اليوم، لكننا نشهد نوعا جديدا من الوصاية من خلال منع الحزب الحاكم لعدد كبير من وسائل الإعلام لتغطية مؤتمره، بحجة أنها معارضة، من بينها وسائل إعلام فتح الله غولن التي كانت من أشد الداعمين للحزب سابقا، بالإضافة إلى عدد من الصحف اليسارية والأتاتوركية، فأين تركيا الجديدة هذه”؟
أيضا أشار الكاتب قدري غورسال من صحيفة “مللييت” إلى جزء من وعود داود أوغلو السياسية التي أشار فيها إلى “تنظيف الأمن والقضاء من أذناب الدولة الموازية”، في إشارة إلى استمرار الحرب ضد رجال جماعة غولن، وأضاف غورسل: “إن هذه الجمل إنما تثلج صدر أردوغان أولا للتأكيد على أن داود أوغلو سيستمر في ملاحقة من تجرأوا على اتهامه بالفساد، وتنظيف مؤسسات الدولة من رجال غولن يعني بوضوح فرض سيطرة الحكومة من خلال تعيين رجالها على هذه المؤسسات”.
وخلص غورسال إلى القول إن داود أوغلو “سيكون وجها جديدا لتركيا القديمة”.
وفي السياق ذاته، انتقد الكاتب المشهور حسن جمال أيضا عنوان “تركيا الجديدة”، وقال إن حديث داود أوغلو عن تمسكه بسياسته الخارجية و”أن تكون تركيا إلى جانب كل طفل يطلب العون والمساعدة في الشرق الأوسط”، مذكرا داود أوغلو أن نتيجة هذه السياسات “هو ما يحدث الآن في سوريا، فهل هناك جديد في هذا”؟