محليات

هواية الطبخ..ظاهرة جديدة بين الأطفال في البلاد تصقل بالدراسة

لم تعد هواية الطبخ في الأسرة تقتصر على الام بل أصبحت هواية يرعاها الآباء والأمهات ويحاولون صقلها لدى أبنائهم عبر جهات مختصة تقوم بتدريبهم عليها كونها وسيلة لابعاد الاطفال عن العوالم الافتراضية التي فرضتها الحواسب الآلية والهواتف الذكية على الاطفال. 
وتشهد الكويت ظاهرة تعليم الاطفال بأعمار مختلفة لفنون الطبخ في اماكن متخصصة ومن ثم تطبيقها بالمنزل ليصبحوا قادرين على التعامل مع وصفات الطبخ المختلفة وتحويل المكونات من لحوم وخضراوات وزيوت الى وجبات غذائية متكاملة.
فقد أصبح بامكان الاطفال الذين يحبون (البيتزا) عبر تلك المراكز تحضير هذه الوجبة ابتداء من الطحين مرورا بعمليات العجن وحتى اخراجها من الفرن كاملة.
وقالت صاحبة أكاديمية (الطهاة الصغار) مها القطامي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الاكاديمية متخصصة وتهدف الى تعليم الاطفال من الجنسين طرق إعداد العديد من اطباق الطعام كالبيتزا والحلويات والعصائر وغيرها ثم الاستمتاع بأكلها في جو ثقافي ترفيهي عبر حصص للطبخ في مطبخ مجهز بالكامل للاطفال الصغار.
وأضافت القطامي ان الاكاديمية افتتحت مؤخرا فرعا لها في دولة الكويت حيث يشرف على الاطفال طاقم متخصص من أمهر الطهاة ويقدم لكل طفل يشارك بحصص الطبخ لباسا خاصا وعدة خاصة بكل طبق يتم اعداده من قبل الطفل.
وذكرت ان لهذه الاكاديمية التي تأسست عام 2003 فروعا عديدة حول العالم كالولايات المتحدة الامريكية والمكسيك وتايلاند وماليزيا.
وأشارت الى ان الاكاديمية تقدم حصص طبخ اسبوعية للاطفال حيث يقسم الاطفال أثناء الحصص إلى فئات حسب الاعمار فهنالك حصص خاصة بالاعمار من 3 الى 5 سنوات واخرى للاطفال من 5 الى 6 سنوات وغيرها لمن هو فوق 6 سنوات موضحة ان مدة الحصة ما بين ساعة وساعة ونصف.
وأوضحت ان أكاديمية الطهاة الصغار في الكويت توفر عروضا مميزة بالمناسبات الخاصة للمجموعات وكذلك لاعياد الميلاد حيث تنظم لهم برنامجا خاصا يجعلهم يستمتعون بتناول أطباق متنوعة.
من جانبه قال خالد العلي وهو رب أسرة مكونة من أربعة أشخاص ل (كونا) ان الطبخ أحد أساليب التربية والتعليم التي يجب على الوالدين التمسك بها وتوجيه الأبناء نحوها “لانه اسلوب لغرس قيمة مهمة لدى الطفل ألا وهي الاعتماد على النفس”.
واضاف العلي ان المجتمعات الغربية تسعى الى غرس هذه القيمة داخل نفوس الأطفال عبر برامج مدرسية معينة أو حتى عبر المعاهد والأكاديميات المتخصصة مشيرا الى ان “الطفل يشعر من خلالها بقيمة الانجاز ويرفع من مستوى درجة الاعتماد على الذات”.
وذكر ان الطبخ ينمي لدى الطفل صفات مهمة تنعكس على حياته في المستقبل ومنها القدرة على الابتكار والابداع مضيفا “ما أحوج مجتمعاتنا العربية الى الاهتمام بالاطفال من هذه النواحي حتى تستطيع ان تنهض الامة بأجيال قادرة على التميز”.
بدورها قالت سجى الناصر وهي ربة اسرة في تصريح مماثل انها لمست في ابنها البالغ 9 سنوات موهبة الطبخ وعملت على تشجيعه وتنمية هذه الهواية من خلال الوصفات السهلة مبينة ان هواية الطبخ لا تقتصر على فئة البنات بل هناك الكثير من الاولاد الذين يميلون ويبدعون بالطبخ.
واضافت الناصر ان الدورات والاكاديميات المختصة بطبخ الاطفال ازدات في الكويت مؤخرا كنوع من التنمية الذهنية والحركية للطفل الى جانب ملء وقت الفراغ بشيء مفيد ومسل.
من جهتها ذكرت نورة الصبيح وهي طفلة تبلغ 12 عاما ان “الطبخ من الهوايات التي اعشقها منذ الصغر عندما اشتركت في اكاديمية الاطفال وكان عمري 7 سنوات ومنذ ذلك الوقت بدأت اهتم واصقل هذة الهواية كونها مفيدة ومسلية وتدعو الى الابتكار” موضحة انها لاقت الدعم والتشجيع من الاهل وخاصة الوالدين.
واوضحت الصبيح ان الطبخات التي تعدها سهلة بحكم عمرها واهمها الحلويات والمعجنات البسيطة مبينة انها بدأت في الفترة الاخيره بتعلم اطباق ووصفات اخرى من خلال اكاديمية الطبخ والكتب ووصفات الطبخ التي تعرض في موقع التواصل الاجتماعي (انستغرام).
على صعيد متصل قال الطالب فهد سامي البالغ 13 عاما انه من محبي هواية الطبخ منذ الصغر مبينا ان الهواية بدأت من خلال مشاهدته لوالدته ومتابعته البرامج التلفزيونية.
وأشار سامي الى انه متخصص بالطبخ الاسيوي خاصة الياباني الذي يمتاز بمذاق ونكهة فريدة لافتا الى ان هذه الهواية تحتاج الى ممارسة دائمة ومتابعة اخر التطبيقات العالمية للطبخ الاسيوي.
ووجه دعوة الى تخصيص حصص للطبخ تكون من اختيار الطالب وميوله مثل ما تقدمه المدارس من حصص في الرسم والديكور والكهرباء متمنيا ان يقوم بافتتاح مطعم خاص متخصص بالاكلات الاسيوية في المستقبل.

5 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق