أقلامهم

عبدالله العدواني: الولايات المتحدة سعيدة بانقسام المسلمين وموقفها من داعش غير مفهوم.

الدولة الإرهابية في العراق والشام!  
بقلم: عبدالله العدواني 
لا شك في أن تنظيم الدولة الاسلامية (الارهابية) في العراق والشام المسمى «داعش» قد فرض نفسه على الارض وحصد النجاحات المتوالية الكبيرة خلال فترة وجيزة والتي لم يستطع أن يحصدها غيره من التنظيمات المتأسلمة الإرهابية الاخرى إذ إنه أصبح يسيطر بالفعل على مناطق ليست بالمحدودة ولا الصغيرة في كل من العراق وسورية.
وبعد أن حصد هذا التنظيم المكاسب وأصبح من المتوقع أن يقوم بأفعال أخرى وغزوات جديدة أصبح من الضروري جدا أخذ الحيطة والحذر لدينا هنا في الكويت للتصدي لأي محاولة من هذا التنظيم لتهديد أمن وسلامة البلاد والاستعداد التام لأي غدر أو غزو أو مؤامرة قد تحاك ضد بلدنا المسالم الذي لم يتعاف أساسا حتى الآن من الغزو الصدامي الغاشم.
حسنا تفعل وزارة الدفاع الآن من تدريبات عسكرية لرفع كفاءة المقاتل الكويتي ولكن هذا في النهاية لن يكفي إذا ما استفحل خطر «داعش»، ومن الضروري التحرك السياسي لتأمين حدودنا عسكريا بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة كون جيشنا من الجيوش التي لا تعتمد على الكثافة العديدة ولم يكن لدولتنا في السابق مطامع تجعلنا نعتمد على الاعمال العسكرية.
نعلم أن الكويتيين صخرة صلبة أمام أي عدوان وما ان يواجه بلدهم أي خطر حتى يتحدوا جميعا تحت لواء أسرة الحكم لكن الخطر المحدق ربما يستفحل في المستقبل في ظل هذه الظروف المرتبكة المحيطة التي بات من الصعب فيها أن تعرف العدو من الصديق.
الموقف الأميركي من تنظيم الدولة الارهابية «داعش» حتى الآن موقف غير مفهوم ولا واضح حيث من المستغرب أن تترك الولايات المتحدة هذا التنظيم الارهابي يعيث في الأرض فسادا وتدميرا وقتلا وحرقا للأقليات وحتى الأغلبية.. فهو تنظيم يحارب الكل ويخلط الاوراق لم يترك مسيحيا أو سنيا أو شيعيا، الأمر الذي يجعلنا نتساءل لمصلحة من تعمل «داعش» هذه؟.
الاموال التي يمتلكها هذا التنظيم وعدد المقاتلين الذين في ازدياد أتوا ليساندوه من كل حدب وصوب ومن جنسيات مختلفة شرقية وغربية عربية وأجنبية يترك أيضا علامة استفهام كبيرة.. ومخططات «داعش» وأسلوبهم في التعامل مع الخصوم أمر غير مفهوم ولا مبرر.. هم يتحدثون عن إسلام غير الاسلام ودولة خلافة غير تلك التي عرفناها على مر التاريخ الاسلامي، والأمر في النهاية لا يخدم سوى اسرائيل والولايات المتحدة التي تتحفظ على التعامل عسكريا مع «داعش» وتتعامل بحذر وبأسلوب ذر الرماد في العيون.
الواضح أن الولايات المتحدة سعيدة بالتقسيم في الرؤى والمفاهيم بين المسلمين والعرب وتتمنى استمرار الوضع على ما هو عليه بل زيادته سوءا.. ولكنها من باب اعتبارها لنفسها شرطي العالم تدين نظريا فقط ما يفعله «داعش» وعلى الارض لا نجد أي تحرك حقيقي مؤثر.
اليوم بات من الواضح ضرورة أن نعتمد على أنفسنا وبمعاونة أشقاء مخلصين في حماية حدودنا من أي عدوان، ولهذا يجب التحرك السريع الحاسم عسكريا وسياسيا ومجتمعيا لنكون مستعدين لهؤلاء الذين اتخذوا الدين ستارا لأفعال وحشية غير إنسانية.. فهل يا ترى هناك من يسمع أم ستبقى الامور على ما هي عليه كما في الكثير من القضايا الأساسية في بلدنا ولا نستفيق إلا في وقت لا ينفع فيه الندم؟