عربي وعالمي

قرار أممي بإرسال بعثة للتحقيق بانتهاكات تنظيم الدولة

أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع الاثنين قرارا بإرسال فريق من المحققين إلى العراق للتحري بشأن “جرائم يرتكبها مقاتلو الدولة الإسلامية على نطاق يفوق التصور” وذلك بهدف محاكمة الجناة.
ويتضمن القرار إرسال 11 محققا وأن تبلغ ميزانية مهمتهم إجمالا 1.18 مليون دولار ليقدموا تقريرا للمجلس بحلول مارس/آذار 2015.
وقالت فلافيا بانسيري نائبة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه يوجد دليل قوي على أن مقاتلي التنظيم نفذوا عمليات قتل تستهدف أشخاصا بعينهم وأجبروا آخرين على تغيير ديانتهم وقاموا بعمليات خطف وتعذيب وانتهاكات جنسية بالعراق.
وأضافت أن التقارير التي تلقوها في المجلس “تكشف عن فظائع على نطاق يفوق التصور” وأنها تشعر “بقلق بالغ من اضطهاد المسيحيين والإيزيديين والشيعة والتركمان وجماعات عرقية أخرى على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة”.
وتابعت بأن الهجمات الممنهجة والمتعمدة يمكن أن تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وهناك أفراد بينهم قادة مسؤولون عن هذه الأعمال.
وقالت إن أطفالا ينتمون لهذه الأقليات المستهدفة جندوا قسرا ووضعوا على الخطوط الأمامية للجبهة كساتر بشري لمقاتلي الجماعة أو أجبروا على التبرع بالدم، وتعرضت النساء للضرب لمخالفتهن قواعد تلزمهن بارتداء الحجاب وألا يسرن بمفردهن دون أن يرافقهن محرم من الرجال.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني للمجلس إن العراق يواجه “وحشا إرهابيا”، وإن الأفعال التي يقترفها تنظيم الدولة لا تهدد العراق وحده بل المنطقة والعالم بأسره.
وأوضح السوداني أن تنظيم الدولة يهدد التركيبة السكانية لبلاده، وأنه لا يمثل مشكلة للعراق فحسب بل هو ظاهرة عابرة للحدود تشكل خطرا داهما على معظم دول العالم، فضلا عن تحديها السافر لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية المعمول بها.
من جهة أخرى، حث السفير الأميركي في المجلس كيث هاربر رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي على تشكيل حكومة تضم مختلف الأعراق وتحقق في كل المزاعم الموجهة إلى القوات الحكومية والجماعات “الإرهابية”.
وقال إن الروايات التي ظهرت “بعد الهجوم الدامي لتنظيم الدولة على العراق كابوسية وتضمنت أن المسيحيين وغيرهم اضطروا للفرار من منازلهم بعد تخييرهم بين تغيير الديانة أو الموت، وإن الإيزيديين دفنوا أحياء أو ضربت أعناقهم أو قتلوهم في عمليات إعدام جماعي”.
وشجبت دول غربية وخليجية بالمجلس ممارسات تنظيم الدولة، وقال السفير الكويتي جمال الغنيم إنه لمن المؤسف أن يتضمن اسم هذا التنظيم “الإرهابي” كلمة الإسلام “علما أن الإسلام براء من هذا التنظيم وأفكاره”.
روسيا وسوريا
لكن روسيا وحليفتها سوريا ألقتا باللوم على الدول الغربية والعربية في السماح بنشاط “المتشددين السنة” في المنطقة.
وقال سفير موسكو أليكسي بورودافكين إن روسيا قدمت أسلحة لصد تنظيم الدولة من بينها طائرة سوخوي 25، مضيفا أن التنظيم اكتسب إمكانات ضخمة ويسيطر الآن على موارد مالية هائلة استولى عليها ويمارس تجارة نفط غير مشروعة ويملك ترسانة كبيرة من الأسلحة الحديثة.
وأشار إلى أنه كان من الممكن تفادي كل هذا لو كان المجتمع الدولي قد اتخذ إجراءات لاستئصال هذا “السرطان” في مرحلة مبكرة من تكونه.