آراؤهم

أبو خلف

 أجد صعوبة عندما أحاول أكتب عن والدي العزيز والغالي حفظه الله ورعاه وأطال بعمره.
أصدقاء القلم والورق يدركون معاناتي جيدًا.
مع أنني سبق وأن كتبت عن سيدي وقدوتي إلا أنني أكرر -بين فترة وفترة- الكتابة عنه, لكي أشعر بأن لا زال لقلمي قيمة وقامة أراها تكبر عندما أكتب عنه, إلا لم أكتب عنه أكتب عن من؟!
 
كيف لا يحق الفخر بأبي؟
وهو الذي نشأ وترعرع من مدرسة جدتي أم سعود وجدي ذعار, أسأل الله لنا ولجميع موتى المسلمين أجمعين الرحمة والمغفرة.
 
أم سعود التي أحبّها الكل صغارًا وكبارًا, وهي لا تحب أن يستمر الألم مع أي إنسان أو حيوان. إنسانة صدقت مع ربها قولاً وفعلاً. أشرفت على رعاية والدتها -رحمها الله- بدون تأفف ولا تضجر حتى توفت, هي قريبة من كل بعيد, تصل القاصي والداني.
 
جدي ذعار المُحبْ لعمل الخير, له في كتاب المجد صفحات, عندما نرى صورته نرفع رؤوسنا بشموخ, سيرته بيضاء, هو من علَّمنا كل جميل في الحياة, أقام مسجدًا وفَكْ كَربًا وحفر بئرًا وفعل كل ما يرضي ربه.
 
ما مضى جزء بسيط من أجزاء كبيرة, عن سير ذهبية توّجت بوسام الصلاح والتوفيق والفلاح, أحببت أن أضيف الشيء البسيط عنهما للمعرفة أعزائي القراء.
 
رؤيتك مُبتسمًا يا والدي يعني لي أن الدنيا بخير وأنا بخير. ابتسامتك تُصنّف من النادر والغالي. هي نعمة بالنسبة لي أسأل الله أن يجعلها في دوام على محياك الطيب من أفعالك الطيبة.
 
أنت يا والدي أغلى وأعز صديق عرفته في هذه الدنيا.
حبيبي والدي..
” كل أصدقائي يتغيرون إلا أنت ثابت “
 
أود أن أبلغ الجميع, أي نجاح أحققه أو تميز إيجابي أحصده, والدي أحد أهم الأسباب المؤدية لذلك, طبعًا بعد رب العالمين.
 
بعض أصدقائي وأقاربي ينادوني أحيانًا (أبو خلف), وأود أن أعلّق قليلاً على هذه النقطة.
تعليقي:- أتشرّف وأعتز بلقب (أبو خلف) وقد يتحول هذا اللقب إلى كنية, الله أعلم.
 
كل الأبناء الصالحين يرون بأن لا أحد يشبه أبيهم, ولكن أنا فعلاً وبالحقائق المُثبتة أجد لا أحد يشبه والدي في كرمه وفي جوده وفي إحسانه وفي طيبته وفي مقامه وفي أشياء يُصعب حصرها.
 
لا أستطيع إعطاء حقك يا والدي من الكلمات وحتى من الأفعال, لكن نستطيع إكمال مسيرتك أنا وفهد وسلمان, وبإذن الله نحن أهل لهذه المسيرة العظيمة والشامخة.