كتاب سبر

سعدنيات / هكذا يقول التاريخ

{ هكذا يقول التاريخ }
عندما تقرأ التاريخ السياسي لأغلب الدول العظيمة حالياً والتي حكمت سيطرتها على العالم من خلال السلاح أو الاقتصاد أو الصناعة وحتى في الديمقراطية ستجد بأنها ذاقت الويلات والمعاناة والألم حتى ما وصلت إليه اليوم ، في التطور السياسي لا توجد مكاسب من دون مشقة هكذا يقول التاريخ .
فرنسا عانت كثيراً في تجربتها الديمقراطية الأولى بعد سقوط الديكتاتورية الوراثية في عام 1789 ورغم ماخلفه النظام المستبد السابق إلا أنها صنعت وحققت إسهاماً كبيراً في التشكيل النهائي لنظام ديمقراطي مستقر تفتخر به اليوم أمام العالم وكذلك بريطانيا وأيطاليا والولايات المتحدة وكثير من الدول قد عاشت ألم الأنظمة المستبدة قبل أن تقاتل وتصنع تاريخها الحديث .
أعجب كثيراً لمن يقف ضد من يريد أن يصنع وطناً للجميع ولشعوب ذاقت العبودية والمعاناة ، فكلما ثار شعب على الظلم والطغيان خرج فريق العبودية يحذر من أنزلاق أوطانهم وذهابهم إلى مستقبل يرونه العبيد أسوداً وحالكاً فيما يرونه الثائرين بأنه حُب الوطن والعدالة والجميع متساوون وتطور سياسي ينافس من ذاق مرارة الأنظمة المستبدة سابقاً كالدول التي ذكرتها سالفاً .
أن المشاكل الواضحة بالدول التي تمر بمراحل انتقالية اليوم طبيعية للغاية ومتوقعة، وأنها في الأساس أخطاء الأنظمة المستبدة القديمة وليست الأطراف الديمقراطية الجديدة، وأنه من المؤكد أن نهاية الاستبداد وتجربة الحكم الديمقراطي ستعتبر خطوات كبرى نحو الأمام في تاريخ التطور السياسي لهذه الدول، حتى وإن ساءت الأوضاع قبل أن تتحسن في النهاية.
ولأن التعلم من الأخرين وما وصلوا إليه من تطورات سياسية كبيرة ولشعوب محترمة جداً ولدول تحترم مواطنيها وأن الجميع متساوون لا أنتقائية ولا محاباة فأن هذا الأمر جدير بالأحترام والتعلم منه وأخذ العبر والدروس ولك أن ترى الدول من يمينك وشمالك بشكل عام ماذا قدمت لشعوبها غير توسيع السجون والظلم والمحسوبية وتردي الخدمات والرجعية وكثرة الفساد فكلما قرءت الصحف وشاهدت التلفاز وسمعت هموم الشعوب بشكل عام تجد الجميع يشكي ويلطم 
وتجد من يدافع عن هذه الدول ويبرر للفساد والظلم ولا يصدقهم سوى الأغبياء والسُذج .
أفضل من غيرك بالفساد ؟ صحيح 
أفضل من غيرك بالتفنن بالظلم ؟ ممتاز
أفضل من غيرك بتوسيع السجون ؟ رائع
هكذا شعوب سلط الله عليهم هكذا حكام
( كيفما تكونوا يُولىّ عليكم ) 
همسة :
ثمة أناس لهم تلك القدرة الخرافيه على المشي فوق قلوب الآخرين دون الشعور بالذنب !