أقلامهم

محمد الدجيني: الحكومة أثبتت صدق المعارضة.

الحكومة أثبتت صدق المعارضة 
بقلم: محمد الدجيني 
عشنا سنوات طويلة نتباهى ونفتخر، بل ونتغنى بأن الكويت هي لؤلؤة الخليج، ونشأت أجيال كاملة تحفظ هذا الشعار عن ظهر قلب، وبالطبع لم يكن ذلك وهما أو خيالا، بل كان حقيقة يعكسها الواقع وترصدها الأعين ويشهد بها القاصي والداني في أنحاء منطقة الخليج العربي، إلا أننا بدلا من أن نواصل البناء، ونسابق عجلة التقدم، ونواكب التطور السريع في مختلف المجالات، ظللنا نتغنى بالماضي دون أن ننجز شيئا للمستقبل. 
وعلى مدى سنوات متتالية لم تتوقف حكوماتنا المتعاقبة عن التحجج بأن المعارضة هي السبب الأول في تعطيل عجلة الإنجاز، وإيقاف المشاريع الحيوية، وشل عملية التنمية، وكثيرا ما تذرعت الحكومة بأن الأدوات الرقابية الدستورية تعطل انجازاتها، وتغل ايديها وتتسبب في ضياع الوقت والجهد للمرور في دورة مستندية طويلة فترتفع الأسعار وتتزايد النفقات. 
وللأسف، هناك من اقتنع بحجة الحكومة، وصدق ادعاءاتها، وراح يتهم المعارضة بالمغالاة والتعسف والعمل وفق حسابات شخصية وخصومات سياسية.
أما الحقيقة فقد تكفلت الأيام بكشفها جلية أمام الملأ، فقد تلاشت المعارضة، وأصبح المجلس مواليا، ولن نبالغ إذا قلنا ان البعض يعتبره حكومة رديفة للحكومة الحالية، ومع ذلك استمر الفشل الحكومي هو العنوان البارز لهذه المرحلة.
في العام 2012 أقر مجلس الامة خطة التنمية التي قدمتها الحكومة وهي الخطة التي يعجز قطيع كامل من الإبل عن حمل ارقامها المتضخمة، وبدلا من أن نلمس الإنجازات، ونرى المشروعات الحيوية تخرج الى النور ظل الحال على ما هو عليه للأسف.. ونقولها بكل مرارة، لو سعت الحكومة الى إنجاز بعض المشاريع ونجحت في ذلك لأحرجت المعارضة، وأثبتت صحة ادعاءاتها القديمة والمستمرة بأن المعارضة السابقة هي السبب، إلا ان استمرار الإخفاق يعكس ضعف الحكومة ويؤكد عدم جديتها في انتشال الكويت من حالة الركود التي هيمنت عليها لسنوات طويلة. 
إذا كانت المعارضة السابقة ترفع شعار الرقابة والمساءلة حفاظا على اموال الشعب، فلماذا لم ترفع الحكومة شعار العمل والإنجاز من أجل مستقبل هذا الشعب؟ وإذا كانت المعارضة السابقة هي السبب في توقف التنمية، فماذا انجزت الحكومة منذ سنتين في ظل هذا المجلس التابع لها؟ الخلاصة ان عملية التنمية ليست حلبة صراع بين الحكومة والمعارضة، وما نتمناه ان تضع الحكومة في حسبانها متطلبات الشعب وتسعى جاهدة لاستغلال الفوائض المالية الكبيرة لتسجل لنفسها انجازا يحفظ ماء وجهها ويبرئ ساحتها ويثبت صدق نواياها. 
قبل الختام: نبارك للشعب الكويتي حصول صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، على لقب قائد الإنسانية، وهذا التكريم العالمي المستحق يعكس مدى حكمة سموه وحسن بصيرته في التعامل مع القضايا الإنسانية في شتى بقاع العالم.. وإذا كان هناك درس يجب أن نستخلصه فهو درس نوجهه إلى الحكومة.. لماذا لا نتعلم وننهل من مدرسة صاحب السمو الحافلة بالعمل والعطاء والإنجاز؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. محمد مطلق الدجيني