عربي وعالمي

أعلنها أربعة رؤساء بينهم ابن وأب
أمريكا والعراق.. قصة 4 حروب في ربع قرن

بين وقف تمدد الإرهاب، ووأد أسلحة الدمار الشامل، وتحرير الكويت، وتأديب العراق، أربعة حروب خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، في أقل من ربع قرن، أربعة رؤساء بينهم ابن وأب خاضوا تلك الحروب.
 
الحرب الأولى أعلنها جورج بوش الأب عام 1991 بعد احتلال العراق للكويت، والثانية ضربات محدودة لبيل كلينتون عام 1998 بزعم عدم تعاون العراق مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الحرب الثالثة قادها بوش الابن عام 2003، احتل خلالها العراق بزعم امتلاك صدام حسين الرئيس العراقي السابق لأسلحة دمار شامل، أما الثالثة فما زال يقودها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بزعم محاربة الإرهاب ووأد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
حرب العراق الأولى.. عاصفة الصحراء 
عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت، هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
فبعد تطور النزاع في سياق حرب الخليج الأولى، وفي عام 1990 اتهم العراق الكويت بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة، وعندما اجتاحت العراق الكويت، فُرضت عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية، بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط.
استعدت بعدها الولايات المتحدة لقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وبريطانيا للحرب، وبدأت عملية تحرير الكويت من القوات العراقية في 17 يناير1991، حيث حققت العمليات نصرا هاماً مهد لقوات التحالف للدخول داخل أجزاء من العراق، وتركز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق وأجزاء من المناطق الحدودية مع السعودية، وقامت القوات العراقية بالرد عن طريق إطلاق عدد من صواريخ سكود على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض.
 
حرب العراق الثانية.. ثعلب الصحراء 
هي ضربة عسكرية جوية قامت بها كل من الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والمملكة المتحدة على العراق، بدأت في 16 ديسمبر 1998، واستمرت لمدة أربعة أيام، حيث انتهت في تاريخ 19 ديسمبر 1998. وقد جرت العملية بسبب ما وصفته الدولتان بعدم تعاون العراق مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الباحثين عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. تركز القصف على أهداف في بغداد، وقد تم إلحاق ضرر كبير بالبنى التحتية العراقية، وقد سقط عدد كبير من الضحايا العراقيين خلال هذه العملية.
وتسببت عملية ثعلب الصحراء، في تعقيد المسألة العراقية بسبب التسرع باستخدام القوة العسكرية ضد العراق، وذلك تحت تأثير الضغوط الداخلية على الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، بالإضافة إلى أن هذه العملية افتقرت إلى أهداف سياسية واضحة، وسببت توترًا بالغ الحدة في علاقات الولايات المتحدة مع باقي القوى الدولية والإقليمية الأخرى.
ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا تتمتعان بتفوق ساحق على العراق، ورغم أنهما انتصرتا عسكريًا عليه، إلا أن العراق هو الذي انتصر سياسيا في المواجهة، لاسيما بفعل ما أثاره الهجوم الأمريكي ـ البريطاني عليه من تعاطف عربي ودولي.
الحرب الثالثة على العراق.. الغزو 
عمليات عسكرية وقعت في العراق سنة 2003 أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة جورج بوش، ومساعدة دول مثل بريطانيا وأستراليا، وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003.
 
وبدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003 من قبل قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين، وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق، متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني.
 
شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98% من هذا الائتلاف، ولقد تسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي في عدة عقود، انتهت الحرب رسميًا في 15 ديسمبر 2011 بإنزال العلم الأمريكي في بغداد، وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011.
 
قدمت الإدارة الأمريكية قبل وأثناء وبعد سقوط النظام السابق في بغداد مجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بشرعية الحرب، منها استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عدم تطبيقها لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق، وامتلاك “أسلحة دمار شامل” وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من “أسلحة الدمار الشامل”.
حرب العراق الرابعة.. داعش 
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة “داعش”، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
 
وفي يونيو الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إرسال نحو 300 مستشار عسكري إلى العراق، لتقييم احتياجات القوات العراقية التي تواجه صعوبة في مواجهة تقدم المقاتلين الإسلاميين.
وفي 13 أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت 130 عسكريًا إضافيًا إلى إقليم شمال العراق.
ومنذ  10 يونيو الماضي، يسيطر “داعش” على مناطق واسعة في شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، بيد أن تلك السيطرة أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي.