أقلامهم

مرزوق الحربي: «داعش» لا يجيد القتل الأنيق.

«داعش» لا يجيد القتل الأنيق
مرزوق فليج الحربي
هل نحن أمام سايكس بيكو جديدة؟..وماذا ننتظر؟!
فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها أطلقت عليه اسم خيارات صعبة مفاجأة من الطراز الثقيل، عندما اعترفت بأن الادارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامية، وكنا ننتظر الاعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا، وتابعت تقول كنت قد زرت 112 دولة في العالم وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الاسلامية حال اعلانها فورا.
هل هي مصادفة ان تعلن الولايات المتحدة الحرب على الارهاب وذلك بضرب تنظيم داعش في نفس تاريخ ذكرى تفجير برجي التجارة العالميين وهل من المنطق والمعقول ان تجمع تحالف الولايات المتحدة الامريكية تحالف دولي يوازي 40 دولة للقضاء على تنظيم داعش والذي يقدر عدد مقاتلية وفق تقدير وكالة المخابرات الامريكية من 20 الى 30 الفا وهل يحتاج الامر الى تحالف دولي كبير للقضاء على داعش.
والسؤال الاكبر وبما ان داعش صناعة امريكية ولا يخلو الامر من مشاركة صهيونية وايرانية لماذا وضع سيناريو لداعش لتكون آلة قتل عنيفة؟! فهي لا تعمل وفق فلسفة القتل الناعم الذي يخرج بعده سياسيون ببدلات أنيقة ويصرحون بتبريرات لماذا نقتل؟! والذي مارسته قوات الاسد في سورية ومليشيات المالكي في العراق وقوات العدو الصهيوني في غزة لماذا استخدمت النحر والتمثيل وهل من السيناريو الموضوع لداعش ان تكون حركة تثير الرعب وتقطع الطريق على ثورات الربيع العربي بضرب العشائر؟! في العراق وضرب الجيش الحر في سورية؟! وضرب الاكراد؟! والبدء بقتل العلماء والمشايخ من أهل السنة والجماعة وفق تشوية متعمد لمبادئ الاسلام السمحة؟! فكل عملية نحر تمارسها داعش تطلق التكبيرات كما أنها عملت على اقامة دولة خلافة اسلامية مشوهة وبمسميات توحي لك باسلاميتها فمصطلح الخلافة والسبي واهل ذمة وخليفة للمسلمين واقامة حدود العقوبات بشكل مشوة.
هل السيناريو الذي وضع لداعش وصل للفصل الاخير واقتربت نهايته وبعد انتهاء مشهد داعش ما الذي ينتظرنا في الخليج والعالم العربي وهل الاتفاق الايراني الامريكي يؤتي ثماره اليوم؟! في حرب سنية سنية قادمة هل سنقذف في حرب سنية وسيطرة ايرانية على الكثير من المناطق بدءاً من سورية وانتهاء باليمن مروراً بالعراق والخليج وهل نحن بانتظار سايكس بيكو جديد يبدأ بالعراق الى سورية الى دول الخليج؟! وأين دور هذه الدول المستقل والمتفردة بالقرار؟! أم قراراتنا مرتبطة بالتوجهات السياسية الامريكية حتى لو كانت هذه القرارات ضدنا وضد مستقبلنا؟!.
اليوم ينحصر الحوار حول خطورة داعش والكل يتحدث عن اهمية ضرب داعش،.. تصريحات السياسيين وخطب الخطباء وفتاوى العلماء؟! ولكن لا احد يتحدث عن السيناريو القادم ومن صنع داعش ولم صنعها؟! وهل احداث الحوثيين باليمن وحزب الله في لبنان ووضع حماس في غزة وموقف الدول الاسلامية من ضرب غزة والاحداث في مصر بعيده عن المشهد؟!.
اليوم نحتاج الى افق في الرؤية ومواقف سياسية واضحة وليس هلامية واستغلالية بالراي لحماية دولنا ومسقبلنا ولا نحتاج الفتاوى المعلبه والموجهة ولا الآراء السياسية ذات الاتجاة الواحد نحتاج من يشرح لنا الى اين متجهون.