عربي وعالمي

هادي وصفه بالتاريخي وسياسيون اعتبروه رضوخاً للأمر الواقع
اتفاق في اليمن بعد سيطرة واسعة للحوثيين على صنعاء

لم يقبل الحوثيون توقيع الإتفاق مع الحكومة اليمنية حتى تأكدوا من سيطرتهم على المواقع والإدارات الحكومية الحساسة بقوة السلاح، ووصف سياسيون قبول الحكومة للاتفاق بأنه “رضوخ للأمر الواقع”.
في حين أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الفرقاء السياسيين في اليمن نجحوا في التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن بناء البلاد. ودعا في كلمة ألقاها عقب توقيع الاتفاق مع الحوثيين، كافة الأطراف إلى العمل معا والمضي قدماً.
من جهته، قال المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر إن الاتفاق ينص على إجراء مشاورات وطنية واسعة من أجل تشكيل حكومة كفاءات في غضون شهر، على أن تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة بمشاركة واسعة. وأضاف أن رئيس الجمهورية سيصدر قرار تعيين رئيس الحكومة الجديد، وأن اختيار الوزراء سيتم بالشفافية.
إلى ذلك، أعلن المبعوث الدولي بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والسياسية والذي تضمن تشكيل حكومة وطنية من الكفاءات تعمل على تعزيز الشفافية الحكومية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
وأهم بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والسياسية في اليمن:
– أن يقوم الرئيس بتعيين مستشارين له من أنصار الله والحراك الجنوبي، وأن يقوم الرئيس بتسمية رئيس الحكومة وفق المعايير المتفق عليها ثم يقوم المستشارون بترشيح أعضاء الحكومة.
– يختار الرئيس وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية
– يختار رئيس الحكومة الحقائب الأخرى
– خلال 30 يوما من تشكيلها تعد برنامجا توافقيا من ضمنه تنفيذ مخرجات الحوار
– خلال 15 يوما من الاتفاق يصدر الرئيس مرسوما بتوسيع مجلس الشورى
 
بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والسياسية في اليمن
وبما أن تخفيف المعاناة على الشعب مسؤولية مشتركة، تكلف الحكومة بتشكيل لجنة تضم خبراء اقتصاد وتشكل لجنة في غضون أسبوع من تشكيل الحكومة لدراسة الوضعين الاقتصادي والمالي عبر مراجعة الانفاق والموازنة .. الخ.
– تضع اللجنة برنامجا شاملا ومفصلا ومزمنا للإصلاح الاقتصادي يهدف الى تجفيف منابع الفساد
– تحدد اللجنة منابع الفساد وتقترح حلولا بطريقة تحقق مطالب الشعب وتطلعاته
– إقرار قرار جديد لتحديد سعر جديد للمشتقات النفطية
ومن ضمن البنود اتخاذ الحكومة الجديدة الإجراءات التالية:
– زيادة معاشات الضمانات بنسبة 50%
– زيادة موازنة السنة المالية المقبلة المتعلقة بالتعليم والصحة
– تلتزم الحكومة الجديدة بالتنفيذ الكامل لبنود مخرجات الحوار الوطني بشأن الفساد.
ووقع المتمردون الحوثيون الشيعة الأحد، مع باقي الأحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الأمم المتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.
وذكرت الوكالة أنه “جرى مساء الأحد في دار الرئاسة وبحضور رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم أنصار الله (الحوثيون) التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”.
وقال مستشار للرئيس اليمني إن الاتفاق يقضي باستقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة، مع وقف إطلاق النار في العاصمة.
سقوط العاصمة اليمنية
سيطر الحوثيون، اليوم الأحد، على مقر رئاسة الوزراء والإذاعة ومقار عسكرية في صنعاء.
كما أحكم الحوثيون قبضتهم على مقر البرلمان اليمني دون مقاومة، ومقر البنك المركزي، ومقر الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، ويقتربون من اقتحام مقر وزارة الدفاع اليمنية الذي تدور حوله معارك عنيفة. وسقط أيضا مقر التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع في أيدي الحوثيين.
ودعت قيادة الجيش، الوحدات العسكرية في العاصمة للثبات في مواقعها. وفي المقابل، أكد شهود عيان ومصادر سياسية أن عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أي مقاومة من جانب الجيش.
وأشارت مصادر متطابقة الى أن الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالأسلحة.
وأكد الحوثيون السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، أي مقر اللواء علي محسن الأحمر الذي يبدو أنه تمكن من الفرار، وهو من ألد أعداء الحوثيين.
وشددوا على التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة، وأعلنوا اللواء الأحمر مطلوبا للعدالة.
وحاصر الحوثيون جامعة الإيمان معقل رجل الدين السلفي عبدالمجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين. كما استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من مقر الفرقة الرابعة في وسط صنعاء.
مشاورات مكثفة
ومن ناحية أخرى، اجتمع الرئيس اليمني في وقت سابق الأحد مع المبعوث الدولي لليمن، بن عمر، لبحث التطورات المتسارعة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن أعلن أنه بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف السياسية اليمنية، تم التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الحالية في اليمن بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأضاف بن عمر في بيان له أن التحضير جار لترتيبات التوقيع، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد، مبدياً أسفه لاستمرار إراقة الدماء، خصوصاً بعد التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد بن عمر أن الوقت حان الآن لتجاوز المصالح الضيقة، وتغليب المصلحة العليا، والعمل بمسؤولية على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبناء الدولة الجديدة التي توافق عليها اليمنيون.
ويأتي هذا الإعلان إثر فرض اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني هادي حظر تجول ليلي في 4 أحياء شمال غرب صنعاء حيث تدور معارك بين مسلحين حوثيين ومقاتلين مدعومين من الجيش.
ولجأت السلطات إلى حظر التجول إثر اشتداد المعارك بين متمردي جماعة “أنصار الله” الشيعية ومسلحي حزب “الإصلاح” السني التي أوقعت عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين، إضافة إلى 22 مدنياً على الأقل.
وأدت أعمال العنف أيضاً إلى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس وأكبر أسواق العاصمة، وإلى شبه شلل تام في صنعاء.
وتوقف بث برامج القنوات العامة الثلاث التي يقع مقرها في منطقة المعارك شمال صنعاء لأكثر من ساعة قبل أن تعود للبث مساء السبت.
وكانت جماعة “أنصار الله” أعلنت أنها تمكنت من السيطرة مساء السبت على مبنى التلفزيون اليمني والمواقع العسكرية المحيطة به، كما سيطرت على معظم الأحياء، منها جامعة الإيمان وموقع معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقاً.
وكان الرئيس اليمني وصف هجوم الحوثيين على صنعاء بأنه “محاولة انقلاب”.
(تحديث5) وقعت الرئاسة اليمنية اتفاقا سياسيا مع جماعة الحوثي لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، في وقت سيطر الحوثيون على مقار رئاسة الوزراء وقيادة الجيش والبنك المركزي والإذاعة في صنعاء.  
(تحديث4) قدم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة استقالته، في وقت سيطر الحوثيون على مواقع حيوية عدة في صنعاء من بينها رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للجيش بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية. 
وذكرت مصادر إعلامية أن باسندوة لم يقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي كما هو متعارف عليه، بل قدمها على شكل بيان إلى الشعب اتهم فيه هادي بالإخلال بمبدأ الشراكة والتفرد بالسلطة. 
وتأتي هذه الاستقالة في وقت فرض فيه الحوثيون سيطرتهم على العديد من المواقع الحيوية في صنعاء التي شهدت طوال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة وسلسلة انفجارات قوية وشوهد تحليق للطيران.
يأتي ذلك وسط سيطرة الحوثيين على مقر الحكومة ووزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للجيش ومقر الفرقتين السادسة والرابعة والبنك المركزي في العاصمة صنعاء، كما أكد أن الحوثيين سيطروا على مقر إذاعة صنعاء قرب مقر الحكومة دون معارك بعد أن أخلى الجيش موقعه حولها. 
(تحديث2) دعا وزير الداخلية اليمني المنشق على الحكومة الأجهزة الأمنية إلى التعاون مع الحوثيين. 
(تحديث1) قدم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة الأحد استقالته متهما رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بالتفرد بالسلطة، وذلك بعد أكثر من شهر على بدء المتمردين الحوثيين تحركهم للدفع نحو إسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. 
وقال باسندوة في رسالة الاستقالة التي حصلت عليها وكالة فرانس برس من مصدر من الأمانة العامة لرئاسة الوزراء “لقد قررت أن أتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة الوزراء”.
سيطر الحوثيون اليوم على مقر القيادة العليا للقوات المسلحة وهيئة الأركان العامة وسط صنعاء بحسب شهود عيان. 
 
وكانت قيادة وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة قد دعت، اليوم، منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في إطار أمانة العاصمة وما حولها إلى “البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها”. 
وبحسب موقع “26 سبتمبر”، الناطق باسم الجيش اليمني، دعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، جميع المقاتلين إلى “استشعار حجم وعظمة المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم أمام الوطن والشعب وعدم التفريط في ممتلكات القوات المسلحة”، وطالبتهم “بأن يكونوا في جاهزية ويقظة دائمة، لتنفيذ ما يسند إليهم من مهام وواجبات تجاه الوطن والشعب”.
وتدور منذ أيام اشتباكات عنيفة في محيط العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية الغربية، وفي عدة أحياء داخل العاصمة، بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي، وسيطر مسلحو جماعة الحوثي خلال تلك الاشتباكات على عدد من المواقع العسكرية والشوارع التي دارت فيها الاشتباكات، وعلى مبنى التلفزيون اليمني.