أقلامهم

محمد الجدعي: ماذا فعلت أوريدو؟

ماذا فعلت أوريدو؟

محمد الجدعي
 
أولا.. وبعيدا عن المفرقعات الاعلامية “المفتعلة” والتي وصلت لدرجة ممجوجة لا يقبل بها عاقل أو مختص يعرف معنى الاقتصاد الحر… هذه الهجمة التي قام مجموعة من “المغردين” مستغلين انتشار وسائل التواصل الإعلامي الجديد يزهوهم كثرة عدد متابعينهم .. وثقة الناس بما يكتبون.. والذي بوادره تثبت أن ذلك لم يكن الا بدافع التشفي.. والانتقام والتشهير ليس إلا!
 
فما قامت به شركة الاتصالات القطرية “أورويدو” ما هو الا حق حول الى باطل, بيد من أراد تشويه سمعة هذه الشركة المساهمة, في ظل منافسة شديدة لا هم لها الا اقتناص فرصة الحصول على حصة تسويقية أكبر من فم منافسيها والاستفادة ربنا من الأخطاء التسويقية التي قد تحدث من وقت لآخر.. وإن كان هذا أيضا حق طبيعي لا جدال فيه, ولكن يحده بالطبع أخلاق تجارية متجذرة وأعراف تسويقية متأصلة يعرفها أهل الاختصاص!
 
نعم فما قامت به شركة أوريدو من فصل لبعض من موظفيها وبالطرق القانونية الاعتيادية هو حق لها مطلق بكفالة القانون, متى دعت الحاجة لذلك.. ولأسباب عدة من أهمها عدم حاجة الشركة لخدمات المراد تنفيشهم من أهل الكفاءة .. حتى وإن كانوا مواطنونِ!
 
الغريب في الأمر.. أن هذا التصرف والتي قامت به “أوريدو” قد سبقه مواقف عدة ومن شركات محلية مساهمة وكبرى.. بأرقام وأعداد كبيرة من إنهاء قاس لموظفيها سواء مواطنين مو وافدين.. منذ سنوات قريبة بل وحتى في أيامنا هذه! وبالتالي لم نر من أثار هذا الموضوع دفاعا عن المفصولين حتى ولو بضجيج متناهي الصغر! وكذلك الكل تابع خبر إنهاء خدمات مشرفات التغذية في وزارة التربية والذي فاق عددهن الثمان مئة إمرأة من المواطنات “المقهورات” على يد احدى الشركات المتعاقدة مع وزارة التربية!! فلم نر من دافع عنهن وهن أكثر عددا وحالهن “يصعب على الكافر” كما تم لهذا الدفاع الشرس والمستميت مع قضية مفصولي شركة أوريدو.! فما هو السبب في ذلك يا ترى؟ أم أن السر يخبوفي النوايا!!
 
في المجمل.. نحن بلا شك نتعاطف مع كل من تنهى خدماته وبشكل مفاجئ هكذا وبدون سابق إنذار كائننا من كان. وهذا موقف انساني محتوم على الجميع, وكلنا أمل أن يحصل هؤلاء جميعاً وغيرهم على وظائف بديلة أفضل من سابقتها وبأقصى وقت ممكن ودون أن يتضرروا أكثر.. ولكن نرجو أن لا يستغل هذا الموقف بالتشفي والإنتقام والهجوم اللاذع على شركة قامت بدورها الطبيعي هدفها من ذاك تحسين كفائتها وتنظيم إداراتها من الداخل  بغية تقديم نتائج جيدة ترضي بها عملائها بالجودة .. و شريحة ملاك أسهمها بالأرباح.. والذين هم بالأساس نسبتهم الكبيرة كويتيون.