رياضة

حقائق علمية تؤكد إمكانية إجراء مونديال قطر صيفاً

منذ أن نالت قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، انطلقت الانتقادات من عدة جهات سعيا منها إلى إثبات حقيقة واحدة مفادها أن قطر لا تتوفر فيها شروط تنظيم مونديال 2022.
وبدأت المحاور الأساسية للانتقادات انطلاقا من قضية العمّال الأجانب المشتغلين في أعمال إنشاء الملاعب، وصولاً إلى اتهامها بدفع أموال من أجل الحصول على شرف تنظيم مونديال 2022.
ولا تكاد تهدأ الأمور لبعض الوقت وتنسى الصحافة قضية المونديال القطري، حتى تظهر بشكل مفاجئ تصاريح من هنا وهناك تقول إن قطر لن تنال شرف تنظيم كأس العالم 2022، وآخر تصريح صدر عن الرئيس السابق للاتحاد الألماني، ثيو تسوانتسيغر، الذي أكد بأن قطر ستخسر استضافة المونديال بسبب ارتفاع الحرارة، وهو ما من شأنه أن يؤثر على أداء اللاعبين وكل الوافدين لحضور المونديال.
في الاتجاه نحو الحقائق العلمية المتعلقة بالطقس والحراراة والرطوبة، وكشف الفروقات الفعلية بين ما عاشه اللاعبون في مونديال البرازيل، والذي سيختبره اللاعبون فعلياً في قطر، توصل  طاقم موقع “العربي الجديد” إلى عدة حقائق، تثبت أن عملية بث الخوف والذعر في قلوب المشرفين على المنتخبات كانت خالية تماما من الأدلة العلمية. 
ولتأكيد صحة كلامنا، سنعتمد على عرض معدلات الحرارة والرطوبة من الغرب إلى الشرق، أي من غابة “الأمازون” وصولاً إلى البلد العربي، الذي يحلم باستضافة بطولة كأس العالم 2022، يُذكر أن الدوحة ستتمُّ مقارنتها بأكثر المدن حرارة ، مانوس في البرازيل، وكل المعطيات والأرقام، التي سيتمُّ ذِكرُها، مأخوذة من موقع “ويزير سبارك” الشهير.
حقائق علمية مناخية للطقس القطري 
تُقام بطولة كأس العالم عادةً بين شهري يونيو ويوليو المعروفين بأنهما أكثر أشهر السنة حرارة ورطوبة، إذ إن الموسم الصيفي يكون قد بدأ، وبالنسبة إلى قطر فإن “الفترة الدافئة” هي بين العاشر من شهر مايو و26 سبتمبر والتركيز على كلمة “دافئ”، كي لا تنجرف الأمور إلى كلمة حارّ جداً وقاتل كما يتمُّ الوصف، وتصل درجات الحرارة، في هذه الفترة من السنة، بمعدل يصل إلى 40 درجة مئوية كحد أقصى نهاراً و31 كحد أدنى ليلاً.
درجات الحراراة في قطر سنوياً بين فترة النهار والليل 
وحسب الأرقام العلمية المنصوص عليها دولياً في الدراسات المناخية، فإن الحراراة بين (صفر وعشر درجات) هو طقس بارد، وبين (18 درجة و24) هو طقس معتدل، أما الطقس الدافئ فهو بين (24 درجة حتى 29)، في حين أن الطقس الحار هو بين (29 وصولاً إلى 38 درجة)، أما الطقس المتعرق والقاسي فهو كل ما يتعدى 38 درجة مئوية، أي أن بطولة كأس العالم في البرازيل وبحسب الأرقام المناخية لُعبت بين درجات حرارة (26 حتى 35).
مستوى الحراراة من الأقل إلى الأكثر قساوة من اللون الأخضر (البارد) وحتى النبيذي (شديد الحرارة) 
الآن وبالنظر إلى درجات الحرارة في مدينة مانوس البرازيلية، التي توازي معدلات قطر المناخية، حيثُ تصل الحرارة كحدٍّ أقصى إلى 34 درجة، والحد الأدنى هو حوالى 26 درجة، أي أن بعض مباريات كأس العالم في البرازيل نُظمت في مستوى “الطقس الحار” أي بين 24 و38 درجة، حسب الدراسة المناخية العلمية، التي يُجريها موقع “ويزير سبارك”، لكن المُفارقة هنا أن الرطوبة هي التي تلعب دوراً بارزاً في التأثير على المستوى الفني، وليست الحراراة.
درجات الحراراة في مدينة مانوس البرازيلية سنوياً 
وفي تفاصيل الرطوبة في مدينة مانوس، التي تتراوح بين 85% و80%، بينما تتراوح في قطر بين شهري يونيو ويوليو بين 85% و90%، أي أن الفارق علمياً لا يُعتبر كارثياً، ولكن المثير في قضية الرطوبة المرتفعة، أن الرطوبة تنخفض في قطر بعد مغيب الشمس، أي عند الساعة السادسة والنصف مساء إلى حوالى 75% وتنخفض درجات الحراراة ليلاً إلى حد أقصى يصل إلى 31 درجة مئوية، أي أن المعادلة هنا تثبت أن أكثر المدن البرازيلية حراً، والتي استضافت خمس مباريات خلال بطولة كأس العالم، تُعادل حرارتها معدل درجات الحرارة في قطر.
نسبة الرطوبة في مدينة مانوس البرازيلية سنوياً 
وهنا تأتي الفرضية الأخرى، التي يستطيع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يسير بها، طبقاً لنظام المباريات في المونديال البرازيلي، الذي كان يُنظم آخر مباراة في النهار الكروي عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت البرازيل، أي قبل مغيب الشمس بساعة تقريباً، حيثُ تكون الرطوبة مرتفعة جداً وتؤثر على أداء ومستوى المنتخبات على أرض الملعب.
معدل الرطوبة في قطر خلال أشهر السنة الـ 12 
ولو تم التسليم جدلاً بأن نظام توقيت المباريات في المونديال البرازيلي تمت جدولته من أجل فارق التوقيت بين جميع البلدان، كي يتابعوا المباريات براحة، فإن المباريات في قطر، يمكن جدولتها انطلاقاً من الساعة السابعة مساءً، أي بعد مغيب الشمس وعندها تنخفض الحراراة إلى حوالى 31 درجة كحد أقصى، الأمر الذي لم يكن ممنوعاً على الأراضي البرازيلية، وبالتالي غياب الشمس سيُخفف من وطأة الرطوبة على المستوى الفني.
فترة وجود الشمس والتوقيت، الذي تغيب فيه، عن قطر وهو الساعة السادسة والنصف بين شهري يونيو ويوليو 
تنظيم ثلاث مباريات مونديالية سيكون ممكناً في كأس العالم 2022 في قطر، وذلك لو تمت الجدولة على أساس مباراة عند السابعة مساء والتاسعة وثم المباراة الأخيرة عند الـساعة 11 ليلاً، في ظروف مناخية جيدة وليست مخالفة للقوانين الكروية، أي أن الحرارة والرطوبة في هذه الأوقات تُعادل ما عاشه اللاعبون في مباريات مدينة “مانوس” البرازيلية.
نظام التبريد في مونديال قطر 

ونضيف إلى الحقائق العلمية، التي سبق ذكرها، أن المونديال القطري سيشهد على نظام تبريد فريد من نوعه في العالم، حيثُ سيتم استعماله في مدرجات الملاعب وفي الباحات والساحات الخارجية، التي ستتواجد بها الجماهير، وذلك من أجل محاربة الحراراة المرتفعة في الصيف، كما سيتم استعمال مكيفات باردة في أسقف الملاعب، من أجل توزيع الهواء البارد على الجمهور، الذي يتابع المباريات.
وكانت قطر قد أجرت تجربة تصميم صغير للتبريد على الطاقة الشمسية، في مجسم صغير لملعب يتسع لحوالى 500 متفرج، من أجل اختباره، قبل نقل التكنولوجيا إلى جميع الملاعب، التي ستستضيف جميع مباريات كأس العالم 2022، في حين أن نظام التبريد سيطال الأماكن العامة والحدائق المجاورة لكل المنشآت الرياضية، والمهة ليست صعبة فهناك حوالى ثماني سنوات لتنفيذ المشروع ، في وقت ستنخفض الحرارة فيه مع نظام التبريد بحوالى 13 درجة مئوية عن الحراراة الخارجية.