أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: الانتخابات الفرعية شغالة في حرم أولى جامعات الخليج.

نبي رايكم 
الاسم: عبداللطيف الدعيج
انتخابات جامعة الكويت هذا العام غير. ومصدر التغيير يرجع الى انها تجري بعد ان البس البعض القبيلة لبوس السياسة، وبعد ان تطوع الساذج من القوى الوطنية الديموقراطية ليضفي بركاته ويمنح دعمه وتأييده للحراك القبلي ــ الديني الاخير.
الانتخابات الفرعية شغالة في حرم أولى جامعات الخليج. والاعلان عن الانتماء القبلي والانضواء تحته لم يعد يجري بحياء وسرية، او تظاهر بالوطنية او التدين كما كانت الحال في السابق. هذه المرة عينك عينك. فقد أعطى كثير من المعنيين بالشأن العام من الشخصيات، وحتى الجماعات الوطنية، الموافقة والتأييد لهكذا حراك. فخرج فارع الرأس بلا ستر او قناع.
منذ سنوات وابناء القبائل يشكلون اغلبية طلبة الجامعة. لكنهم كانوا كويتيين. او اغلبهم كان متدينا وتحت امرة الجماعات الدينية من سلف وتلف. اليوم، ونتيجة لمحاولات الحكومات السابقة قطع تحالفها وتأييدها للمد الديني القبلي، اصبح معظم الطلبة من ابناء القبائل، قبليين، منتمين لقوائم تحمل رايات القبيلة وشعاراتها. فبعد ان اكسب البعض مع الاسف «الحراك» القبلي الاخير، الذي كان بالاساس تمردا على موقف السلطة من الانتخابات الفرعية ومن التعدي على املاك الدولة، بعد ان اكسب البعض هذا الحراك المشروعية السياسية وأضفى عليه الصبغة الوطنية، فان «الحس» حاليا هو ان التعصب والانتماء القبلي امر وطني وموقف سياسي لا غبار حوله ولا اعتراض عليه.
الان، بعد تفشي العصبية القبلية وبروزها العلني في الحرم الجامعي، هل سيجد الذين اسبغوا الوطنية وحتى الديموقراطية على الحراك القبلي الديني الاخير الشجاعة والقدرة على ادانة هذا التعصب، واستنكار هيمنته على ارقى مؤسسات المجتمع؟ هل سيجد الذين اندفعوا لتأييد مطلب «الحراك» في فرض الانتخابات على القائمة الواحدة واعلان الاحزاب، هل سيجدون خطورة في هذا المطلب. ام ان وهم التطور والانفلات من تقاليد ومواريث الامس لا يزال يعمي عيونهم ويغيب وعيهم؟
هل سيجرؤ الذين تعودوا على اصدار البيانات ومهاجمة السلوك الحكومي، كبيرا كان اوصغيرا، دائما او عارضا. هل سيجدون الضرورة او حتى الشجاعة لادانة السلوك القبلي ورفض اقحام التعصب الفئوي في الاوضاع السياسية؟ سؤال من الواضح ان الصمت المريب حيال ما جرى وما يزال يجري قد اجاب بكفاءة ووضوح عنه.